مسؤولون أميركيون: عدد المتمردين يقترب من 20 ألف مسلح جيد التدريب

TT

بغداد ـ ا.ب: قال مسؤولون عسكريون أميركيون إن حجم الأفراد المشاركين في التمرد المسلح يبدو أكبر من الرقم المقدر سابقا والذي يقترب من خمسة آلاف شخص.

وعلى الرغم من أن المحللين العسكريين الأميركيين لا يوافقون على الرقم المضبوط للمشاركين في التمرد، فإن هناك عشرات الخلايا المحلية التي يقودها غالبا شيوخ عشائر ويحفزهم رجال دين سنَّة، وبإمكان هذه الخلايا أن تستدعي ما يقرب من 20 ألف مقاتل يعملون ضمن ساعات قليلة يوميا، وهذا التقدير يعكس القوة المستمرة التي يمتلكها التمرد بالرغم من قتل القوات الأميركية خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي لوحده ما يقرب من 4 آلاف شخص. وبعض المتمردين متخصصون بشكل عال، ففي خلية ببغداد على سبيل المثال هناك قياديان فيها; أحدهما متخصص في عمليات الاغتيال وهناك مع هذه الخلية مجموعتان تقومان بصنع القنابل.

وقال مسؤول عسكري اشترط عدم الكشف عن اسمه إن رجال العصابات لديهم دعم سكاني كاف بين العراقيين الوطنيين الذين أثار الوجود العسكري الأميركي في العراق سخطهم، خصوصا مع عدم قدرتهم على هزيمته بأسلوب عسكري تقليدي.

وقال المسؤول العسكري الأميركي الذي تنقل لآلاف الأميال داخل العراق للالتقاء بالمتمردين أو ممثليهم، إن حكومة عراقية بارعة تستطيع أن تكسب تعاون بعض رجال العصابات وتتصالح مع قادة هذا التمرد بدلا من محاربتهم.

من جانبه قال الليفتنانت كولونيل دانييل باجيو المتحدث باسم فيلق القوات المتعددة الجنسيات في المقر العسكري ببغداد «لا أحد يعرف عن العراقيين وعاداتهم وثقافتهم ودينهم وغير ذلك أفضل من العراقيين أنفسهم. نحن متفائلون جدا حول استخدام العراقيين لاستخباراتهم البشرية للمساعدة على اقتلاع هؤلاء المتمردين».

وسمح توفر المعلومات الاستخباراتية الكبير للطيارين الأميركيين بأن يقصفوا البيوت التي توفر المأمن للمتمردين خلال الأسبوعين الأخيرين، مع ترديد رئيس الوزراء العراقي أياد علاوي أن عراقيين يزودون بالمعلومات لواحد على الأقل من الهجمات الجوية الأخيرة، لكن وجهة النظر التي تقلل من حجم المشاركين في التمرد تتعارض مع الفكرة الشعبية السائدة حولها.

وقال أحمد هاشم الأستاذ في كلية القوة البحرية الأميركية إن عددا أكبر بكثير مما كان مقدرا سابقا قد برز في دراسته التي أكملها حول العراق. ما يؤكد ذلك العدد الكبير من المعتقلين المشتبه في مشاركتهم في التمرد والذي بلغ 22 ألف شخص، والذين أطلق سراح معظمهم. وقد قتلت القوات الأميركية ما يقرب من 4 آلاف شخص متمرد خلال شهر أبريل الماضي حسبما قال مسؤولون عسكريون، وهذا العدد يشمل قتلى سنّة ومن ميليشيا رجل الدين المتشدد مقتدى الصدر.

ويأتي رجال العصابات من مختلف أجهزة حزب البعث وهذا يشمل منظمات محامين وعائلات بارزة وخصوصا من المكتب العسكري، وهو جهاز متخصص في تصفية الخصوم السياسيين. وكل هؤلاء يشكلون حاليا عشرات الخلايا.

وتظهر التقارير أن الخلية التي قامت بهجمات في بغداد لها قائدان وأربعة نواب وتضم ثلاثين عضوا آخر، وهذه مقسمة إلى كيانات أصغر حسب طبيعة نشاط كل منها. وهنا ما لا يقل من ممولين وخليتين متخصصتين في عمل السيارات المفخخة وبينها هناك قاتل محترف وفرق منفصلة عملها القيام بهجمات بقذائف الهاون والصواريخ، وآخرون مختصون في نصب قنابل حواف الطرق والكمائن.

والكثير من المتمردين يقاتلون من أجل دور أكبر يلعبونه في مجتمع علماني لا مجتمع تحكمه دولة إسلامية شبيهة بسلطة طالبان، حسبما قال المسؤول العسكري الأميركي. ويمكن القول إن أكثر المقاتلين هم من العراقيين بل حتى أولئك الذين يشاركون في عمليات انتحارية وعادة يتهم فيها المقاتلون الأجانب.