إمام وخطيب الحرم المكي يدعو «المطلوبين» إلى التوبة والعودة إلى هدي السلف والأخذ بهدي علماء الأمة الربانيين

TT

دعا إمام وخطيب الحرم المكي «المطلوبين»، الى «التوبة الصادقة النصوح والعودة لهدي السلف في سلوكهم وفكرهم» وان يأخذوا بهدي علماء الأمة الربانيين، مشيرا الى أن «ما يرتكبه هؤلاء من إراقة دماء وافتراء على العلماء وولاة الأمر والإخلال بالأمن أمر بالغ الخطورة».

وقال الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام «ادعو كل من مد يده في هذا الإناء الملوث أن يتقي الله في المسلمين، وان يرجع الى هدي السلف في سلوكه وفكره، وان يأخذ بهدي علماء الأمة الربانيين، وان يسلك في الدرب يمنة فما الدرب ذات شمال، وليوقن كل من يقوم بمثل هذه الأفعال المرفوضة، انه بمثل هذا الفعل يؤخر يوم النصر، ولا يقدمه وان الحصاة التي يقذف بها ويظنها انتصارا، إنما هي في الحقيقة تفقأ العين ولا تقتل الصيد».

وأضاف «يجب التعاون الحثيث على لم شمل المجتمع، وردم أي هوة تفتح من دونه على حين غرة، وان ما يقع في هذه الأيام من جعل البلاد المسلمة عرصات لإراقة الدماء المعصومة التي حرمها الشرع الحكيم، وما يعتري تلك العرصات من افتراء على ولاة الأمر والعلماء والإخلال بالأمن والترويع والإرباك، لهو من الخطورة والإنذار بالشر ما لا ينبغي الغفلة عنه او تجاهله او تلفيق المسوغات له، بل يجب التحريض على ردم هذا البركان الهائج، وإيقاف ذلكم بكل وسيلة متاحة، اذ لا قبول لمثل ذلك تحت أي مبرر كان لان الحق احب الى المنصف من كل أحد وان الرابح الوحيد من هذا كله هو العدو المتربص والحاسد الشامت».

واضاف الشريم «فليعلم كل والج لهذا الكهف المظلم انه سيكون أسير خوف وقلق، كثير الروع والارتباك، تضيق عليه الواسعة بما رحبت، وتضيق عليه نفسه التي بين جنبيه، انه يرقب العقوبة كأمنة له عند كل افق». وفي اشارة الى العفو الملكي الذي منح للمطلوبين قال «انه في خضم هذه الأحداث الملتهبة، ووسط هذه الزوابع المتلاطمة تبرز الحكمة والحلم والعفو والصفح وتمتد أيادي الأعذار عند المقدرة والتمكن، وان المرء في هذه البلاد ليبارك العفو الكريم والتطلع النبيل من ولاة امر هذه البلاد ليتراجع متراجع، ويؤوب شارد، وان هذه المبادرة الموفقة ليست بدعا من التاريخ، بل هي منطق الحكمة والصفح عند الاقتدار والأسوة في هذا كله رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين قام عام الفتح في المسجد الحرام قائلا: يا معشر قريش ما تظنون أني فاعل بكم، قالوا أخ كريم وابن أخ كريم، قال فإني أقول لكم ما قال يوسف لاخوته لا تثريب عليكم اليوم اذهبوا فانتم الطلقاء». وأضاف ان «حاصل الأمر ان العفو عند المقدرة من شيم الكرماء الأقوياء، وإنها لفرصة سانحة لمن كان له قلب او ألقى السمع وهو شهيد»، مطالبا فضيلته «المخطئين والمختبئين بالمسارعة وجعل هذه المبادرة نقطة انطلاق للتصحيح والرجوع الى الحق واللحاق بركاب الموعودين بالعفو والصفح في الدارين».