المؤتمر الإقليمي العربي في بيروت يختتم أعماله اليوم

TT

تختتم اليوم اعمال «المؤتمر الاقليمي العربي: عشر سنوات بعد بكين» المنعقد في بيروت منذ اول من امس بوجود ما يزيد على 650 امرأة معظمهن وزيرات وبرلمانيات وقياديات بارزات. ويعلن مساء اليوم الاعلان عن اطار استراتيجي مقترح لعامي 2006 و2007 .

تميز هذا المؤتمر الذي شمل اربع ندوات ناقشت دور المرأة في البرلمانات العربية ودورها المرأة في السلطة التنفيذية وفي المجتمع المدني والمرأة والاعلام، بتركيز واضح على ضرورة تغيير التشريعات ووضع قوانين تفرض وجود المرأة بنسب معينة في الوزارات والبرلمانات والبلديات وحتى في المجالس التمثيلية الصغيرة.

وكان جلياً ان رئيسات الوفود والمشاركات في الندوات تبارين في ابراز انجازات دولهن في مجال تعزيز دور المرأة. وقالت وزيرة الاشغال العراقية نسرين برواري في مداخلة لها صباح امس: «حكومتنا الانتقالية حازمة في مواجهة التحديات. وبرنامجها للفترة المقبلة سينطوي على اجراءات بالغة الأهمية نأمل منها احداث نقلة نوعية. ومن هذه الاجراءات العمل بشكل مؤسساتي لمعالجة التمييز على اساس الجنس او العرق او المذهب، وتسهيل مشاركة المرأة في الحياة السياسية، حيث تقرر ان تشغل 25% من مقاعد الجمعية الوطنية الانتقالية. ونالت المرأة اليوم ست حقائب وزارية واحدة منها تعنى خصيصاً بشؤون المرأة». وتحدثت الوزيرة العراقية (وهي مهندسة كردية) ايضاً عن «اصلاح النظام التربوي ومراجعة المناهج الدراسية، بما يهدف الى ترسيخ مفاهيم المساواة والديمقراطية».

كذلك كانت هناك كلمة لياسمينة بادو كاتبة (وزيرة) الدولة المكلفة شؤون الاسرة والطفولة والاشخاص المعاقين في المغرب، اشادت فيها بما أنجز في بلادها بعدما اصبح ثمة 30 مقعداً برلمانياً مخصصة للنساء، وبعدما ساهم قانون الاحوال الشخصية الجديد بحماية المرأة، زوجة او مطلقة.

وبعد الجلسة الاولى ليوم امس التي شاركت فيها وزيرة شؤون المرأة الافغانية التي اثنت على العهد الافغاني الجديد «الذي اصبحت النساء فيه وزيرات ونائبات ومسؤولات»، سجلت وزيرة شؤون المغتربين السورية الدكتورة بثينة شعبان احتجاج الوفد السوري للمعاملة التي يلقاها. واعتبرت «ان لسورية دوراً ريادياً في تشجيع وصول المرأة الى مراكز قيادية والدفع بها الى الامام. ورغم ذلك فقد اعطي الكلام خلال المؤتمر الى دول اخرى على اعتبار انها تقدم نموذجاً، فيما لم يُلتفت الى التجربة السورية بالقدر الكافي». وقالت شعبان: «يوجد في المؤتمر وزيرتان سوريتان. ونحن هنا لنساهم ونعطي من تجربتنا. واذا كان هذا غير مرغوب فيه، بحيث تعطى لبلد آخر فرصة الكلام ولا يُلتفت الينا، فلا معنى لوجودنا».

وتدخلت ميرفت التلاوي الامينة التنفيذية لـ «الاسكوا» معربة عن تقديرها لدور سورية ومعترضة بدوها على ذهاب النقاشات الى مواضيع «لن تكون مفيدة» شارحة ان تجربتها كوزيرة سابقة علمتها «ان النساء لا يتضامن مع النساء، وان السيدة الوزيرة غالباً ما تصبح في مرمى رسامي الكاريكاتور. وهي غالباً ما تعطى لها وزارات لا تزال غير ذات فعالية في المنطقة العربية او لا تحظى باهتمام الناس مثل البيئة والشؤون الاجتماعية مما يزيد في تهميشها».

وشاركت وزيرة الشؤون الاجتماعية في السلطة الفلسطينية انتصار الوزير (ام جهاد) في مؤتمر صحافي عقد على هامش المؤتمر، فتحدثت عن الاوضاع في الاراضي المحتلة وما يصيب المرأة من جور وغبن، بحيث انها هي الاكثر تضرراً بين فئات الشعب من سياسة الاحتلال العدوانية. ورحبت بانسحاب اسرائيل من غزة ومن كل شبر فلسطيني قائلة: «هذه اراضٍ فلسطينية. وحين ينسحب الاحتلال من اي جزء منها سنحفظ الأمن ونقيم عليها سلطتنا». وذكرت ان «عدد الشهداء الفلسطينيين وصل من بداية الانتفاضة الى 3500 شهيد بينهم 250 طفلاً».

ورداً على سؤال طرحته «الشرق الأوسط» عن مدى تضرر فلسطينيي الأراضي المحتلة من الرقابة المشددة التي احيط بها انتقال الاموال بحجة القضاء على الارهاب، قالت: «آلاف الاسر والعمال تضرروا من إجراءات الحظر على انتقال الاموال. ولسد هذا النقص الكبير تأسس صندوق الطوارىء لدعم المتضررين من العدوان، من هدم بيوت وقتل وتشريد». وشرحت ان المملكة العربية السعودية «تكفلت مشكورة ببناء 100 وحدة سكنية، وكذلك دولة الامارات التي بنت 400 وحدة سكنية».

وعلّقت التلاوي على الأمر بأن «الاسكوا» اعدت اخيراً تقريراً عن اثر الاحتلال الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني والجولان فتبين من الاحصاءات ان 30 الف فلسطيني كانوا يعيشون على المعونات والمساعدات الدولية. اما بعد الاحداث الأخيرة فإن العدد ارتفع الى 1.2 مليون فلسطيني.

مما يذكر ان هذا المؤتمر، الذي يضم في غالبيته وفوداً عربية، اعطى مجدداً انطباعاً بان النساء حريصات وبقوة على لعب دور سياسي، مستفيدات من اجواء الدعوة الى الديمقراطية. لكن الوزيرة شعبان علّقت على هذا الوضع قائلة: «لا نشعر على الاطلاق ان هناك من يقف في وجه المرأة. وليس لأطراف خارجية ان تتذرع بحجة تمكين المرأة من حقوقها للتدخل في شؤوننا الداخلية. نحن كنساء عربيات نعرف ما نريد. ونعرف كيف نصل إلى حقوقنا بالحفاظ على خصوصيتنا ومصالحنا الوطنية».