الأمير عبد الله: لا عذر للفئات الفاسدة أمام الشعب والدولة في حال انتهاء مهلة الشهر

TT

شدد الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي التأكيد على أنه لا عذر للإرهابيين ومن يساندهم في حال انتهت مهلة الـ30 يوما التي منحتها الحكومة السعودية كفرصة أخيرة للإرهابيين الذين شاركوا في الأحداث الأخيرة للعودة إلى جادة الصواب وتسليم أنفسهم للسلطات الأمنية. وقال الأمير عبد الله في حديثه مع أهالي محافظة عنيزة أمس: «إن هذا الشهر إذا انتهى فليس لهم عذر سواء من الشعب أو من الدولة»، مشيرا إلى أن هذه المهلة «مكرمة تكرم بها أخي خادم الحرمين الشريفين باسم الشعب واسم الدولة».

وقال موجها خطابه لوفد يمثل مشايخ وأهالي قبيلة بني مالك في الطائف التقاهم أمس: «أما الفئة الضالة فأخي خادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي كله أعطاهم الأمان، أمان الحق والشرع، إن هداهم الله في هذا الشهر وسلموا أنفسهم يطبق عليهم شرع الله الذي كلكم ولله الحمد راضون به، والذين يغلب عليهم الشيطان بشروهم بالدمار والعذاب والنقمة من الله سبحانه وتعالى ثم من شعبهم ثم من أعمالهم السيئة».

واضاف الأمير عبد الله: «أتمنى والله من كل قلبي أن كل فرد من شعب المملكة العربية السعودية ما سمع هذه السمعة السيئة، ولكن لا نقول إلا لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وكل مسلم يا إخوان مبتلى، ولكن لا نقول إلا لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم». وأضاف: «أبشركم أن الأيام المقبلة إن شاء الله كلها خير بإرادة الله». وقال: «الذي يهديه الله نحن معه والذي يتبع الشيطان نحن وراءه مثلما قلت وأكررها سنوات وسنوات، ولكن أتمنى أن يهديهم الله هم وغيرهم، ومن يسكت عنهم أو من يقبل أن يؤوي أحدا منهم أو يشاهده ولا يخبر عنه فهذا مجرم وهذا عدو لكم وعدو للدين أول شيء ثم للشعب السعودي ثم للإنسانية والأخلاق، ولا بد أن يعرف أنه يسير في طريق خطأ، آمل منه أن يرجع إلى الحق والعدل».

وكان الأمير عبد الله قد استقبل أمس في جدة الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين وجمعا من المواطنين إضافة إلى وفد أهالي محافظة عنيزة بمنطقة القصيم الذين استنكروا أعمال الفئة الضالة التي انساقت وراء الأعداء وحكمت النفس الأمارة بالسوء فخرجت عن الطاعة إلى المعصية. وأعرب أعضاء الوفد في كلمة ألقاها بالنيابة عنهم الدكتور محمد بن عبد الله السلمان عن الأمل في استجابة هذه الفئة للأمان الذي تكرم به خادم الحرمين الشريفين وأعلنه ولي العهد، مشيرين إلى أن هذا الأمان فتح باب التوبة للمتورطين من أفراد هذه الجماعات ومنحهم فرصة الرجوع.

كما التقى ولي العهد وفدا من قبيلة بالشهم غامد التابعة لمحافظة بلجرشي بمنطقة الباحة ومن ضمنهم والد المدعو عبد العزيز بن غرامة الغامدي أحد أفراد الفئة الضالة الذين اقتحموا المجمع السكني بالخبر وقتل أثناء تبادل إطلاق النار مع رجال الأمن في الهدا بمحافظة الطائف، وأعرب أعضاء الوفد في كلمة ألقاها نيابة عنهم الشيخ علي بن أحمد اللخمي شيخ قبائل بالشهم استنكارهم لكل الأعمال المشينة التي تستهدف أمن وسلامة الوطن، وقالوا: «إننا نبرأ إلى الله مما يقوم به من غرر به أعداء الوطن في لحظة طيش وغياب العقل وضعف الإيمان»، وقد أجابهم الأمير عبد الله شاكرا لهم مواقفهم، وقال: «ليس بغريب عليكم الأعمال الطيبة لأنكم أنتم أهل لها من آبائكم وأجدادكم، وليس غريبا عليكم خدمة الدين والوطن وهذا أعز ما يعتز به كل مسلم».

كذلك استقبل وفدا من قبيلة حوالة التابعة لمحافظة بلجرشي بمنطقة الباحة الذين استنكروا أعمال الفئة الضالة، وأكدوا في كلمة ألقاها نيابة عنهم الدكتور هزاع بن عبد الله الحوالي وقوفهم صفا واحدا خلف القيادة الرشيدة للحفاظ على أمن الوطن واستقراره من عبث العابثين.

وخاطب الأمير عبد الله غرامة الغامدي بعد مداخلة اعتذر خلالها عما بدر من ابنه عبد العزيز وقال: «أما أنت يا أخ فنحن جميعنا أبناؤك، أما الشاذ شاذ، أخزاه الشيطان ولقي حتفه ولكن أنت وجهك ولله الحمد أبيض ولا جاء منك إلا كل خير وأتمنى لك التوفيق»، واضاف مثمنا مبادرة الغامدي وتبليغه السلطات الأمنية عن ابنه فور غيابه قائلا: «هذا أحسن شيء، وكل واحد يغيب عنه ابنه لا بد أن يخبر عنه الأمن العام، والأمن العام هم إخوانكم وأبناؤكم وخدام وأعين دائما يقظة إن شاء الله وهم منكم وإليكم».

وأكد وفد قبيلة بني مالك التابعة لمحافظة الطائف في كلمة ألقاها نيابة عنهم الشيخ سعد بن أحمد المالكي، وقوفهم جميعا في وجه العابثين الحاقدين على أمن البلاد واستقرارها».

كما استقبل ولي العهد السعودي وفدا من قبيلة ولد سليمان من عنزة التابعة لمنطقة حائل وعبروا عن استنكارهم في كلمة ألقاها نيابة عنهم فيصل بن الأمعط العواجي، واشاروا إلى أن «هذه الاحداث أثبتت التلاحم والترابط وقوة العزيمة والوقوف وقفة رجل واحد لمكافحة هذا الفكر الدخيل على مجتمعنا الذي تربى على العقيدة الإسلامية السمحة ومكارم الأخلاق»، وأجابهم الأمير عبد الله شاكرا لهم وتمنى لهم التوفيق. حضر اللقاءات الأمير فيصل بن تركي آل سعود، والأمير عبد الله بن تركي آل سعود، والأمير ممدوح بن عبد العزيز رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية.