نظيف أصغر رؤساء الوزارات المصرية سنا.. وكان الوحيد الذي صارح الرئيس بعدم حاجة البلاد لشبكة ثالثة للهاتف الجوال

TT

بعد يوم واحد فقط من احتفاله بعيد ميلاده الثاني والخمسين يوم الخميس الماضي، فوجئ الدكتور احمد محمد نظيف وزير الاتصالات (في حكومة عاطف عبيد المصرية المستقيلة) بهدية عيد ميلاد غير متوقعة على الإطلاق .

وعوضا عن إيقاد الشموع وتبادل عبارات التهنئة التقليدية للاحتفال بهذه المناسبة، كلف الرئيس المصري حسنى مبارك الدكتور نظيف بتشكيل الحكومة الجديدة التي يترقب المصريون الإعلان عن أسماء أعضائها الذين يرجح أن يكون معظمهم من الوجوه الشابة الجديدة. وهذا ما انتظره المصريون طويلا.

ومثل اختيار نظيف لمنصب رئيس الوزراء مفاجأة من العيار الثقيل لمختلف الأوساط الرسمية والشعبية التي لم يكن الدكتور نظيف مدرجا على لائحة ترشيحاتها وتكهناتها. فكانت توقعات البعض تشير ألى أن الدكتور مدحت حسنين وزير المالية أو المهندس سامح فهمي وزير البترول والطاقة سوف يرأسان الحكومة الجديدة . فيما رشح البعض الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية لنفس المنصب.

ويعد رئيس الوزراء الجديد هو اصغر الأعضاء سنا في الحكومة المستقيلة. كما أنه سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه باعتباره من أصغر رؤساء الحكومات المصرية من المدنيين منذ إنشاء النظام الجمهوري في أعقاب ثورة 23 يوليو (تموز) عام 1952.

ولد الدكتور احمد محمد نظيف في الثامن من شهر يوليو عام 1952 في مدينة القاهرة. ونال بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة عام 1973 قبل أن يحصل على الماجستير منها أيضا عام 1967 . ونال شهادة الدكتوراه في هندسة الكومبيوتر من جامعة ماكجيل الكندية عام 1983.

وعمل نظيف أستاذا بكلية الهندسة في جامعة القاهرة . وتولى الإشراف على مشروع الأرقام والميكنة الوطني بمصلحة الأحوال الشخصية، بالإضافة إلى المكتب التنفيذي لمركز الإعلام.

واختاره الدكتور عاطف عبيد ضمن حكومته عام 2000 كوزير للاتصالات. و شهد قطاع الاتصالات المصرية في عهده طفرة هائلة وغير مسبوقة تمثلت في القضاء على الأزمة المزمنة الخاصة بعدم توافر الخطوط التليفونية مما ساهم في تعزيز دور الاتصالات لخدمة المصالح الحيوية للشعب والحكومة. كما ادخل الدكتور نظيف خدمة الانترنت فائق السرعة ومن قبله الانترنت المجاني.

ويوصف نظيف بانه يمتاز بالشجاعة في اتخاذ القرارات وكان الوحيد الذي صارح رئيس الجمهورية بان مصر ليست بحاجة الى شبكة هاتف جوال ثالثة رغم ان ذلك اغضب كثيرين من اصحاب المصالح في الحكومة وقطاع الاعمال.

ويقول د بلوماسي غربي إن اختيار الدكتور نظيف يعد بمثابة اعتراف رسمي بأهمية ضخ دماء جديدة وشابة في مختلف مؤسسات الدولة المصرية، مشيرا إلى أن التغيير على هذا النحو بمثابة رد على الضغوط الأميركية والنمو المتصاعد في حجم المطالب الحزبية والداخلية بالاستغناء عن مجموعة من الوزراء الذين برهنوا على عدم كفاءتهم وأحقيتهم في تولى مناصبهم الحكومية.

واعتبر الدبلوماسي الغربي أن نظيف يحظى باحترام وتقدير الشارع المصري بسبب ما حققه في فترة وجيزة على نحو سيرفع من مستوى قبول رجل الشارع العادي له بسرعة ومن دون مجهود.