الساعات الأخيرة في حياة الحكومة المصرية المستقيلة

عبيد يحرص على صور تذكارية مع العاملين والصحافيين والبلتاجي يمزح «هل هناك شخص يتأخر عن الاستقالة ياجماعة»

TT

أنهى الاجتماع الطارئ الذي عقد بمقر مجلس الوزراء بالقاهرة مساء أول من أمس والذي استغرق نحو 20 دقيقة حياة حكومة الدكتور عاطف عبيد التي استمرت قرابة خمس سنوات.

وقد شهد اليوم الاخير في حياة الوزارة لأول مرة تنكيس علم مجلس الوزراء بعد أن تم استدعاء الوزراء على عجل، وكان بعضهم في الاسكندرية مثل د. محمود أبو زيد وزير الموارد المائية والدكتور محمد ابراهيم سليمان وزير الاسكان. وبنفس الطريقة تم استدعاء العاملين في الأمانة العامة للمجلس لوضع باقات الزهور على سلالم مجلس الوزراء. ووسط جو من الغموض والتوتر وترقب اختيار رئيس الوزراء الجديد، غادر الدكتور أحمد نظيف (وزير الاتصالات) اجتماع المجلس وعلى وجهه ابتسامة للقاء الرئيس مبارك ليحسم حالة الوجوم. وكان الدكتور يوسف والي نائب رئيس الوزراء وزير الزراعة أول من غادر اجتماع المجلس.

العاملون بمكتب الدكتور عاطف عبيد والامانة العامة بمجلس الوزراء حرصوا على التقاط صور تذكارية أخيرة معه. كما حرص عبيد على التقاط صورة تذكارية أخرى مع مندوبي الصحف بمجلس الوزراء. وكان عبيد قد وصل إلى مقر المجلس في تمام الساعة 7.42 عقب وصول الدكتور أحمد نظيف بثانية واحدة. وقد ظل عبيد بمكتبه حتى العاشرة والثلث، ثم غادر المجلس متوجها إلى منزله. وكان كل أعضاء مكتبه بمن فيهم العاملون في وداعه. وظل عبيد يلوح بيديه مودعا لهم حتى استقل سيارته.

أما الوزراء، فقد ظهر الاستعجال على ملامح المهندس سامح فهمي وزير البترول لدى وصوله، بينما خرج مبتسما. وبدت فايزة أبو النجا وزيرة الدولة للشؤون الخارجية منشرحة لدى حضورها وكذلك لدى مغادرتها، فيما ابتسمت د. امينة الجندي وزير التأمينات والشؤون الاجتماعية لعدسات المصورين وللصحافيين.

أما الدكتور حسن خضر وزير التجارة والتموين وأحمد ماهر وزير الخارجية والدكتور عثمان محمد عثمان وزير التخطيط، فقد وقفوا جميعا على سلم مجلس الوزراء عقب الاجتماع لمدة 5 دقائق يتبادلون الحديث. وخلع وزير الخارجية أحمد ماهر جاكت بدلته. وكان الدكتور ممدوح البلتاجي وزير السياحة قد تأخر في حضور اجتماع الاستقالة، وعلل ذلك بقوله إنهم أبلغوه بأن الاجتماع سيكون في الساعة الثامنة والربع، واردف «هل هناك شخص يتأخر على الاستقالة يا جماعة». وزير الصحة د. محمد عوض تاج الدين كان مبتسما عند حضوره وانصرافه وسلم على جموع الصحافيين وأفراد الأمن والمراسم على عكس الدكتور محمد ابراهيم سليمان وزير الاسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة وهو الوزير الوحيد الذي ظهرت على ملامحه علامات الغضب والحزن عند حضوره وانصرافه.

وفي آخر صورة تذكارية لها قبيل مغادرتها مقر مجلس الوزراء، غاب عن حكومة الدكتور عاطف عبيد، وصفوت الشريف وزير الاعلام السابق والمهندس حمدي الشايب وزير النقل (لوفاته) والدكتور احمد نظيف الذي كان في طريقه للقاء الرئيس مبارك، والذي أشار البعض إلى أن البدلة التي كان يرتديها أثارت العديد من التساؤلات خاصة أنها ارتبطت بتسريحة جديدة لشعره.

وكان آخر الوزراء الذين غادروا مبنى المجلس الدكتور ممدوح البلتاجي والدكتور يوسف بطرس غالي (وزيرالاقتصاد والتجارة الخارجية) بعد أن جلسا لمدة نصف ساعة مع الدكتور عاطف عبيد الذي حرص على مصافحة الصحافيين ورجال الأمن. وبعد ذلك توجه الجميع إلى الاحتفال المقام بمناسبة عقد قران ابنة الدكتور مدحت حسانين وزير المالية (في الحكومة المستقيلة) والذي شهد هدوءا بعيدا عن أعباء المناقشات الوزارية لأول مرة كما لم تنقطع طوال الحفل رنات هواتف الوزراء المحمولة والتي تتساءل عن أخبار التشكيل الجديد، ومن الذي سيفوز بمقعد في الوزارة مرة اخرى ومن الذي سيغادر.