الاحتلال يقتل فلسطينية في غزة ويحول «بيت حانون» إلى «مدينة أشباح» بعد تدمير منازل وحجز السكان

TT

قتل جنود الاحتلال الإسرائيلي صبية فلسطينية وأصابوا ضابطا في الأمن الوطني في يوم آخر من التصعيد الذي تشهده عمليات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. ففي مدينة رفح جنوب القطاع قتل جنود الاحتلال فجر امس صبية فلسطينية عندما كانت تقف أمام منزلها. وذكرت مصادر ان جنود الاحتلال المتمركزين على الشريط الحدودي الذي يفصل رفح عن مصر، أطلقوا نيران رشاشاتهم بشكل عشوائي على المنازل في حي الشابورة، اقصى جنوب المدينة، الأمر الذي أدى الى مقتل حليمة عودة ابو سمهدانة، 15 عاما. وذكرت مصادر طبية فلسطينية في المدينة ان عيارا ناريا استقر في صدر الفتاة. وأصيب عشرات الفلسطينيين جراء قيام جنود الاحتلال بإطلاق النار بشكل عشوائي من دون مبرر في الأحياء الجنوبية في المدينة.

وفي شمال قطاع غزة واصلت قوات الاحتلال حملة «الواقي الأمامي» بالذات في محيط بلدة بيت حانون. وأفادت مديرية الأمن العام الفلسطيني، بان نقيباً في الأمن الوطني أصيب، صباح امس، جراء إطلاق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار بشكل عشوائي تجاه المنازل والمواطنين الفلسطينيين في البلدة. وذكرت المديرية في بيان أصدرته، أن نمر أحمد بشير، 30 عاما، أصيب بعيار ناري، ويتلقى العلاج في مستشفى البلدة. وأوضحت المديرية، ان عدة آليات عسكرية إسرائيلية تقدمت نحو الضواحي الغربية من المدينة، وسط إطلاق نار كثيف باتجاه منازل المواطنين الفلسطينيين.

من ناحية ثانية قامت جرافات الاحتلال بتجريف المئات من الدونمات من الحقول الزراعية والبساتين وعشرات الدفيئات الزراعية في منطقتي «تل الزعتر»، و«تل قليبو». وتدعي قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال ان الهدف من عمليات التجريف هو اخراج التجمعات السكانية اليهودية في منطقة «النقب الغربي»، داخل اسرائيل من نطاق مدى صواريخ «القسام»، التي تطلقها حركة حماس من المنطقة، التي ادت أخيرا الى مقتل واصابة حوالي 20 اسرائيليا، جميعهم في مدينة «سديروت».

من ناحيته اتهم المجلس البلدي في البلدة سلطات الاحتلال، بتعمد تدمير مرافق البنية التحتية في البلدة. وقال إبراهيم حمد، رئيس بلدية بيت حانون إن قوات الاحتلال تتعمد تخريب البنى التحتية في المدينة، التي تعرضت في مرات سابقة لأعمال تدمير طالت الجسور والمباني والطرقات وشبكات المياه والهاتف والصرف الصحي. واشار الى أنه قبل ان تشرع اسرائيل في عملية «الواقي الامامي»، بدأت البلدية بإعادة إصلاح ما دمره الاحتلال خلال الاجتياحات السابقة، لكن قوات الاحتلال تعمدت ضرب البنى التحتية للبلدة مرة اخرى. واكد أن جنود الاحتلال يطلقون النار على كل جسم يتحرك في البلدة، ويمنعون أي مواطن ولأي سبب الخروج من بيته، مما يعرض حياتهم للخطر الشديد، مؤكداً أن بيت حانون تحولت إلى مدينة أشباح لا تسمع فيها إلا أصوات الرصاص وهدير الطائرات والدبابات. وناشد منظمات حقوق الإنسان التدخل الفوري لوقف معاناة أهالي بيت حانون، ووقف العدوان الإسرائيلي الذي طال الحجر والشجر. وتعاني البلدة من انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة منها، إضافةً إلى أن قوات الاحتلال قطعت خطوط الهاتف.

وفي شمال الضفة الغربية اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر امس، فتاة من مخيم جنين في الضفة الغربية. وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال المعززة بالآليات العسكرية، توغلت في المخيم، واعتقلت الفتاة آية محمد عويس،17 عاما، بعد مداهمة منزلها، واقتادتها إلى جهة مجهولة. واضافت، أن قوات الاحتلال، اقتحمت منزل عائلة عويس وفتشته بالكامل وعبثت بمحتوياته، واحتجزت والدة آية لعدة ساعات وأخضعتها للتحقيق والاستجواب. وفي جنوب الضفة الغربية أصيب صباح امس، فتى بجروح خطيرة في الرأس، جراء انفجار جسم من مخلفات جيش الاحتلال قرب منزله، في قرية الرشايدة جنوب شرق مدينة بيت لحم.

وأفاد الدكتور بيتر قمري، مدير «مستشفى بيت جالا الحكومي»، بأن نايف محمد رشايدة، 12 عاماً، نقل للعلاج بعد أن أصيب بشظايا متعددة في الرأس، واصفاً حالته بالخطيرة، مما استدعى نقله إلى مستشفى رام الله الكبير. واشار الى أن مخلفات الاحتلال تكثر في المناطق التي تنسحب منها قوات الاحتلال. وناشد كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية التدخل السريع لإزالة هذه المخلفات، مؤكداً أن بقاءها في قرية الرشايدة، سيزيد من خطورة الوضع على المواطنين مستقبلاً، خاصة أنها تفتك بحياتهم.