عائلة مجند «المارينز» واصف علي حسون تنفي علاقة مفتي حلب بإطلاقه وتشكر هيئة العلماء المسلمين في العراق

TT

رغم مضي اكثر من 48 ساعة على مغادرة مجند «المارينز» الاميركي اللبناني الاصل واصف علي حسون لبنان الى قاعدة رامشتاين العسكرية الاميركية في المانيا، فإن علامات الاستفهام حول تفاصيل هذه القضية وكيفية وصوله الى لبنان بعدما أفرج عنه خاطفوه في العراق بقيت على حالها. وكان اللافت امس مسارعة اقرباء حسون، وهو عريف في «المارينز» الى نفي ما تردد عن علاقة مفتي حلب الشيخ احمد حسون بعملية اخراجه من العراق وايصاله الى لبنان. وفي الوقت نفسه أعربوا عن شكرهم لهيئة العلماء المسلمين في العراق لمجهودها في اطلاق سراحه واعادته سالماً.

وفي حين نَعِم جوار منزل والدي العريف حسون، الواقع في شارع حسون في محلة ابي سمراء بمدينة طرابلس (عاصمة شمال لبنان) بالهدوء، الا أنه لم ينج من تطفل مراسلي وسائل الاعلام المختلفة لمحاولة الوصول الى معطيات تبدد الغموض الذي لف تفاصيل انتقال العريف من بغداد الى بيروت. وبينما ارتاح أفراد عائلة حسون من رنين الهاتف العادي والجوال بعدما غادرت الطائرة العسكرية الاميركية التي نقلت واصف من بيروت الى المانيا، انصرفت الفعاليات من آل حسون الذين تمتد جذورهم الى دول عدة مثل سورية والمملكة العربية السعودية والعراق والاردن وفلسطين للعمل على تفادي ربط قضية واصف بالحادث الأمني الذي حصل مساء الخميس الماضي قرب نهر ابو علي، بطرابلس، وادى الى مقتل شخصين وجرح آخرين وإحراق محلات لآل حسون. وفي هذا الاطار، عقد الدكتور احمد حسين حسون وحمد علي حسون، وهما ابنا عم العريف واصف، مؤتمراً صحافياً في منزل في ابي سمراء يقع في بناية ملاصقة للبناية التي يقطن فيها اهل حسون وشارك فيه مراسلون اجانب بينهم مراسل جريدة «نيويورك تايمز». وقد شددا خلاله على جهل آل حسون التام بكيفية وصول واصف من بغداد الى لبنان وانهم لا يملكون أي معلومات عن القضية التي «لم تكن بحال من الاحوال بتنسيق وتنظيم» معهم. وقد ألقى الدكتور أحمد (يملك والده المحلات التي أُحرقت في محلة نهر ابي علي، وصهره محمد سعدي حسون هو الذي اطلق النار وقتل مصطفى الحلبوني ورضوان سليم)، بياناً باسم آل حسون اكد فيه على «عروبة ووطنية العائلة وتقديمها للشهداء دفاعاً عن طرابلس ولبنان».

وقال: «اننا مسلمون عرب لبنانيون. ولسنا في معرض الدفاع عن موقعنا. ونرفض ان نكون في موقع الدفاع»، شاكراً الرأي العام اللبناني على تعاطفه مع «احد ابناء العائلة الذين دفعتهم ظروف المعيشة الصعبة في مسقط رأسهم الى الهجرة واضطرارهم الى العمل في مواقع قد لا يكونون يحبونها». واعتبر ان انضمام واصف حسون الى مشاة البحرية الاميركية كمتعاقد «يعبر عن حالة فردية لا تمثل بحال من الاحوال التوجه الواضح للعائلة».

وبعدما وجه الدكتور احمد حسون الشكر لهيئة العلماء المسلمين في العراق «التي عملت جاهدة للافراج عن واصف حسون»، اعتذر من الاعلاميين عن «بعض التصرفات الهوجاء التي صدرت عن بعض الشبان»، داعياً الى التأني في نشر المعلومات. كما أعرب عن استنكار العائلة الشديد لربط قضية واصف بالحوادث الدامية التي حصلت قرب نهر ابو علي، معتبراً ان اطلاق النار «جاء دفاعاً عن النفس تجاه مجموعة لها سجل حافل بالمخالفات الموثقة لدى الاجهزة الأمنية». وتابع ان القتيل رضوان سليم «سقط عن طريق الخطأ في معمعة الاشكال». واشار الى ان التحقيقات الاولية بينت إصابته بغير السلاح الذي استخدمه قريبه من آل حسون لإبعاد فارضي الخوات عن محلات العائلة. وطرحت اسئلة عدة بهدف توضيح الغموض الذي رافق انتقال حسون الى لبنان. فعن دور مفتي حلب الشيخ احمد حسون في هذه القضية، كما ذكرت بعض وسائل الاعلام، قال الدكتور احمد: «نحن نشكر كل من ساهم بإطلاق سراحه (واصف). لكننا لا نعرف مفتي حلب الا بالاسم وليست لنا اي علاقة مباشرة معه». ولفت الدكتور احمد الى ان الحادث الأمني الذي وقع في طرابلس «حصل قرابة الخامسة عصراً وقد تزامن مع ظهور حسون في لبنان لا أكثر ولا أقل».

ورداً على سؤال عن انتماء العائلة السياسي، قال حمد علي حسون: «ان العائلة قريبة من الرئيس (السابق للحكومة اللبنانية) عمر كرامي وكل الناس الوطنيين»، نافياً ان تكون العائلة تقترع لمصلحة الجماعات الاسلامية المتطرفة.