رفع درجة استعداد القوات الجورجية ومحاصرة أوسيتيا الجنوبية في ضوء إعلان ساكاشفيلي عن وجود مرتزقة أجانب

TT

دعا الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي القوات المسلحة الجورجية الى ان تكون على أهبة الاستعداد لمواجهة ما وصفه بـ«العدوان واسع النطاق من جانب قوات أجنبية» على أراضي جورجيا. وقال ساكاشفيلي في معرض حديثه الى خريجي الاكاديمية الوطنية التابعة لوزارة الدفاع انه من المنتظر «ان تواجه جورجيا معارك شديدة الوطأة، وان بلاده سوف تبذل كل ما في وسعها من أجل تفادي هذا الموقف. لكن جورجبا واذا ما تعرضت لمثل هذا العدوان فإنها ستكون على استعداد للتصدي بكل قوة له»، على حد قوله.

ومع ذلك اشار ساكاشفيلي، المقرب من واشنطن، الى ان جورجيا لا تنوي القتال ضد اقليم اوسيتيا الجنوبية، وان قال بوجود «معلومات حول ظهور مرتزقة اجانب بين صفوف التشكيلات المسلحة في اوسيتيا الجنوبية». واعرب بشكل غير مباشر عن قلة ارتياحه ازاء تطور العلاقات مع روسيا «التي مدت جورجيا اليها يد الصداقة من دون رد ايجابي من جانبها» كما قال.

في هذه الاثناء، اشارت الانباء الواردة من العاصمة الجورجية تبليسي الى اصابة اربعة من العسكريين الجورجيين صباح امس في بلدتي اريدفي وارجفيتي في اقليم اوسيتيا الجنوبية نتيجة قصف التشكيلات الاوسيتية الجنوبية لمخفري الشرطة هناك. وردا على ذلك أكدت المصادر الرسمية في اوسيتيا الجنوبية، ان مجهولين قصفوا احدى مخافر الشرطة، مما أسفر عن اصابة احد المدنيين.

وكانت وزارة الدفاع الجورجية قد اعلنت في وقت سابق عن رفع درجة تأهب القوات المسلحة بسبب احتدام الاوضاع في اوسيتيا الجنوبية. وقالت نينو ستوروا المتحدثة باسم الوزارة ان وحدات الجيش رفعت درجة التأهب داخل الثكنات وانها لم تتحرك بعد صوب مناطق اوسيتيا الجنوبية، وان كشفت مصادر اخرى عن اغلاق الحدود الادارية بين جورجيا واوسيتيا الجنوبية. وقال ديمتري ميدويف ممثل اوسيتيا الجنوبية في العاصمة الروسية، ان السلطات الاورسيتية افرجت عن الاسرى الجورجيين الذين سبق لها ان احتجزتهم وكان عددهم يبلغ الخمسين. وكانت الجهات الحكومية الجورجية قد حذرت من احتمالات اندلاع المواجهة في حال تأخر الإفراج عن أسراها.

ومن جانبها، اعلنت سلطات اوسيتيا الجنوبية حالة التعبئة، وعمدت الى توزيع الاسلحة على المدنيين، كما سجل اقتحام لاحدى القرى الجورجية من دون أي مقاومة.

من جهة اخرى، كان سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسية قد عزا احتدام الاوضاع حول اوسيتيا الجنوبية الى عدم تنفيذ الاتفاقيات التي جرى التوصل اليها منذ الثاني من يونيو (حزيران) الماضي. وبينما تواصل روسيا محاولاتها من اجل احتواء الازمة هدد زوراب جفانيا رئيس وزراء جورجيا باحتمال ان تؤدي تصرفات رئيس جمهورية اوسيتيا الجنوبية بعد خطوته تجاه أسر الجنود الجورجيين به الى السجن على حد قوله. وحذر المسؤول الجورجي كذلك من استمرار دعم روسيا لاوسيتيا الجنوبية من خلال قواتها لحفظ السلام، مهددا ايضا باحتمال طلب رحيل هذه القوات.

في المقابل عكف البرلمان الجورجي على دراسة ابعاد الموقف، معربا عن ادانته لوزير الدولة خايندرافا بسبب ما قيل حول انه سمح للقوات الروسية لحفظ السلام باستخدام المروحيات العسكرية في منطقة النزاع بين جورجيا واوسيتيا الجنوبية. وتتوقع بعض المصادر في موسكو الآن تصعيد جورجيا هذه الازمة تمهيدا لاتخاذ خطوات مماثلة تجاه ابخازيا (الجمهورية الذاتية الحكم المتمردة)، التي سبق واعلنت عن استقلالها من جانب واحد عن جورجيا في مطلع التسعينات. ويقول آخرون ان ما تقوم به جورجيا اليوم تجاه اوسيتيا الجنوبية اشبه بالثورة المخملية الثالثة، في اشارة الى «الثورتين» السابقتين اللتين اسفرتا عن الاطاحة بالرئيس الجورجي السابق ادوارد شيفاردنادزه، وارغام اصلان اباشيدزه (الرئيس السابق لاقليم ادجاريا) على اللجوء الى موسكو في ربيع العام الحالي.