الشيخ المقعد الذي أثار ظهوره مع بن لادن في أفغانستان لغطا حول شخصيته.. استسلام أبو سليمان المكي للسفارة السعودية في طهران قبل 10 أيام من مهلة العفو

الحربي بعد عودته: مبادرة خادم الحرمين الشريفين فرصة يجب على كل عاقل أن يستغلها

TT

أعلنت السعودية أمس أن أحد المطلوبين في قضايا إرهابية سلم نفسه طواعية لسفارة الرياض في طهران، وذلك قبل عشرة أيام من انتهاء المهلة التي حددها خادم الحرمين الشريفين بشهر كامل.

ووفقا للبيان الرسمي الصادر من مسؤول في وزارة الداخلية أمس «استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين بفتح باب العفو والرجوع للحق وتحكيم الشرع الحنيف لكل من ظلم نفسه فإن المطلوب للجهات الأمنية خالد بن عودة بن محمد الحربي السعودي الجنسية، والمعروف بأبي سليمان المكي، والذي كان موجودا في منطقة الحدود الإيرانية الأفغانية قام بالاتصال بسفارة خادم الحرمين الشريفين في جمهورية إيران الإسلامية الشقيقة مبديا رغبته في الاستفادة من العفو الملكي».

واضاف المصدر بأن الحربي لم يكن بحوزته أية أوراق ثبوتية «فقد تولت السفارة إعداد الوثائق اللازمة له ولأسرته» وجرى نقلهم جوا إلى السعودية بعد التنسيق مع السلطات الإيرانية المختصة. وذكر المصدر بأنه نظرا لحالته الصحية كونه مقعداً «فسوف يتم نقله مباشرة إلى المستشفى لتوفير ما يحتاج إليه من عناية طبية».

وظهر الحربي على شاشة التلفزيون السعودي فور عودته قائلا «عدت طاعة لله وولاة الأمر». مضيفا بأن مبادرة خادم الحرمين الشريفين «مبادرة كريمة ونعمة من الله وفرصة يجب على كل عاقل أن يستغلها». مؤكدا أن السعودية «بلد الاسلام ومهبط الوحي ولله الحمد والمنة».

وكان أول ظهور للحربي في الثالث عشر من ديسمبر (كانون الأول) 2001، في تسجيل فيديو بثته وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» كدليل على تورط أسامة بن لادن في اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) 2001، حيث ظهر رجل مقعد على يسار زعيم تنظيم القاعدة يباسطه الحديث مهنئا إياه بنجاح عمليات اسقاط البرجين، قائلا «البادية والعجائز والشباب يلهجون (يتضرعون) لك بالدعاء بعد عملكم المبارك».

وتحدث حينها عن «رؤيا» رآها من وصفه بالشيخ، متنبئا فيها بأحداث أميركا. كما وصف لابن لادن مشوار رحلته من غرب السعودية إلى أفغانستان لملاقاته بحسب قوله في الشريط. الأمر الذي أثار الكثير من الأسئلة حول حقيقة هذه الشخصية. يذكر أن «الشرق الاوسط» كانت قد كشفت عن شخصيته واسمه الكامل في السادس عشر من ديسمبر (كانون الأول) 2001 .

وكان خالد الحربي مدرسا للسيرة النبوية في معهد الحرم المكي ثم غادر التدريس إلى أفغانستان في التسعينات للقتال، ومن ثم عاد إلى السعودية واستأنف مهنة التدريس في المعهد ذاته. إلا أنه سرعان ما غادر إلى البوسنة ليصاب بطلقة هناك في ظهره أصيب على اثرها بشلل نصفي. عاد بعدها إلى مكة المكرمة داعيا ومحرضا الشباب للانضمام لصفوف المقاتلين العرب في أفغانستان والشيشان والبوسنة.

وعن ذلك يقول يوسف الديني، الباحث في شؤون الجامعات الأصولية «إن تأثير أبو سليمان المكي بعد الاصابة بالشلل بات أقوى على الشباب»، عازيا ذلك للتأثير النفسي الذي كان الحربي يحدثه بصورته كمقعد.

وأضاف الديني أن تخصص ابو سليمان المكي في السيرة النبوية إضافة إلى قدرته الخطابية مكناه من توصيل أفكاره بيسر، حتى أضحى «ملهما» للشباب المندفعين للقتال في مناطق الصراعات الاسلامية.

وتسليم الحربي لنفسه في إيران يأتي بعد أن ترددت الأخبار عن وجود فلول تنظيم القاعدة في الأراضي الايرانية ومن أشهرهم الكويتي سليمان بوغيث المتحدث باسم القاعدة، والمصري سيف العدل المسؤول العسكري للتنظيم والمتهم بتدبير تفجيرات 12 مايو (أيار) 2003 في العاصمة السعودية الرياض، وسعد نجل أسامة بن لادن.