أنباء متضاربة عن مصير الرهائن في العراق

واشنطن تحذر الفلبين من الاستجابة لمطالب الخاطفين

TT

تضاربت امس الانباء حول مصائر الرهائن الثلاثة في العراق، وهم بلغاريان وفلبيني، بالرغم من اعلان المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية العقيد عدنان عبد الرحمن ان الثلاثة ما زالوا على قيد الحياة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عبد الرحمن قوله «انهم ما زالوا على قيد الحياة. فلم نتلق اي بيان يعلن مقتلهم او معلومات تشير الى العثور على جثثهم». ونفت الفلبين أمس امكانية تقريب موعد سحب قوتها الصغيرة من العراق على الرغم من تصريحات نائب وزير الخارجية الفلبيني الذي تحدث عن رحيلها «بسرعة». وقال مسؤول رفيع المستوى في مانيلا طلب عدم كشف هويته «ما زلنا على موقفنا».

وكان نائب وزير الخارجية الفلبيني، رافايل سيغويس، قد صرح أمس ان مانيلا ستسحب قواتها «بسرعة» من العراق.

وقال سيغويس ان الحكومة الفلبينية «ستسحب قواتها الانسانية من العراق بسرعة ردا على طلب» الجيش الاسلامي في العراق، موضحا ان ذلك «سيستغرق الوقت المطلوب لانجاز الاستعدادات الضرورية لعودتها الى الفيليبين». لكن نائب الوزير الفلبيني لم يحدد موعدا دقيقا لسحب 51 جنديا وشرطيا فلبينيا من العراق.

وقال المسؤول الفلبيني في مانيلا ان هذا لا يشكل تغييرا في سياسة الفلبين، موضحا ان العسكريين ورجال الشرطة الفلبينيين «يقومون بالاستعدادات المادية لرحيلهم» الذي ما زال في موعده المحدد في العشرين من اغسطس (آب). واضاف «انه الموعد الوحيد لانسحابهم حتى انتهاء الاستعدادات». وهدد خاطفو الرهينة الفلبيني مجددا بإعدامه.

لكن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش حذرت الفلبين أمس من الاستجابة لضغوط الخاطفين وسحب قواتها من العراق قبل الموعد المقرر لذلك. وقال مسؤول كبير في الحكومة الأميركية «هذا قرار يخص حكومة الفلبين إلا أننا نعتقد ان مثل هذا القرار من شأنه أن يرسل اشارة خاطئة للارهابيين في شتى أنحاء العالم».

واوردت قناة «الجزيرة» القطرية معلومات تشير الى احتمال اعدام الرهينة الفلبيني في العراق انجيلو دي لا كروز ، 46 سنة، مساء اول من أمس عندما انتهت المهلة الجديدة لمدة 24 ساعة حددها الخاطفون لمانيلا لاعلان سحب قواتها من العراق.

وأفادت «الجزيرة» استنادا الى بيان منسوب« الجيش الاسلامي في العراق» ان الرهينة اقتيد عند انتهاء مهلة اعطيت لمانيلا لسحب جنودها وشرطييها من العراق مساء أول من أمس «الى مكان اعدامه» وسمح له بتوجيه «نداء اخير» الى الرئيسة الفلبينية غلوريا ارويو.

وجاء في البيان ان الرهينة طلب يوما اضافيا لتوجيه هذا النداء. من جهة ثانية اكدت بلغاريا أمس أن مواطنيها المحتجزين في العراق ما زالا على قيد الحياة بعد نحو أربعة أيام من انقضاء مهلة كانت محددة لقتلهما لكن القلق بشأن انقاذهما يتصاعد.

وقال وزير الخارجية، سولومون باسي، لراديو بلغاريا من بروكسل «كل ما يمكنني تأكيده بناء على معلومات هو ان مواطنينا على قيد الحياة». وأضاف «لكن الوضع متوتر ونحن قلقون لانه لا يمكننا ضمان نتيجة ايجابية لهذا الوضع».

وناشدت بلغاريا الخاطفين اطلاق سراح جورجي لازوف ، 30 عاما، وايفايلو كيبوف ، 32 عاما، قائلة إنهما مجرد عاملين ولا علاقة لهما بالسياسة. وبذلت صوفيا جهودا دبلوماسية لاطلاق سراحهما وارسلت بعثة دبلوماسية للعراق لتنسيق جهود الانقاذ لكن بلغاريا التي انضمت حديثا لحلف شمال الاطلسي قالت انها لن تحيد عن تأييدها القوي للسياسات الأميركية في العراق.

واصدر الخاطفون التابعون لجماعة يقودها الاردني ابو مصعب الزرقاوي والتي ذبحت أميركيا وكوريا جنوبيا في العراق تهديدا بقتل الرهينتين البلغاريين خلال شريط مصور ظهر فيه البلغاريان جالسين امام خاطفيهم الملثمين.

وقال باسي ان الاتحاد الاوروبي الذي تامل بلاده في الانضمام اليه في عام 2007 وحلف شمال الاطلسي يحتاجان للتوصل لموقف مشترك ازاء احتجاز الرهائن لمساعدة اعضائهم على مواجهة هذه المشكلة.

وأبلغ باسي محطة اذاعة «داريك» الخاصة : «لم نتوصل بعد لسياسة مشتركة وأسلوب موحد للرد على مثل هذه الحالات» وأضاف «الرد الموحد سيساعد الدول على أن تكون لها سياسات وطنية أكثر نجاحا».