عمدة لندن يدعو القرضاوي لزيارة بريطانيا مجدداً رغم الضجة التي أثارتها زيارته الحالية

TT

وجه رئيس بلدية لندن كين ليفيغنستون دعوة الى الشيخ يوسف القرضاوي لزيارة العاصمة البريطانية مجدداً وإلقاء محاضرات فيها، رغم الضجة التي أحدثتها الزيارة الحالية. وقال ليفينغستون وهو يرحب بالقرضاوي خلال مؤتمر عقد برعاية بلدية لندن، وخصص للدفاع عن حق المسلمات في ارتداء الحجاب، انه سيكون «شرفا» له ان يستقبل القرضاوي مجددا خلال مؤتمر سيعقد في اكتوبر (تشرين الاول) المقبل ويدوم ثلاثة ايام.

وكان القرضاوي وصل الى بريطانيا في الخامس من يوليو (تموز) الجاري بناء على منظمات اسلامية في بريطانيا، إلا ان زيارته أثارت احتجاجات منظمات يهودية وصحف انتقدته لأنه اعتبر العمليات الانتحارية التي ينفذها فلسطينيون في اسرائيل «استشهادية»، وأجاز ضرب الرجال لزوجاتهم «شرط تجنب الوجه والأجزاء الحساسة من الجسم».

إلا ان القرضاوي قال ان تصريحاته «أسيء فهمها»، مضيفاً في حديث صحافي «ان ضرب الزوجة ليس ضروريا ولا مستحبا». واشار الى ان تعليقاته في هذا الصدد كانت تهدف الى اعادة توصيات القرآن الى سياقها ورفض ما تم تداوله من تأويلات متطرفة. وتعرض القرضاوي ايضاً الى الانتقاد لدفاعه عن إعدام مثلي الجنس، الا انه اكد في حديث لصحيفة بريطانية «ليس للمسلمين اي حق في انزال عقوبة بمثلي الجنس او اساءة معاملتهم». واضاف: «اعتقد ان الشذوذ الجنسي لا يجوز في الاسلام كما هو الحال في الدين المسيحي»، مؤكدا ان على المسلمين احترام قوانين البلدان التي يعيشون فيها.

وطلب مجلس النواب اليهود طرد القرضاوي، كما وجهت المعارضة المحافظة على لسان زعيمها مايكل هاورد اسئلة عن الموضوع الى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في مجلس العموم. ولدى توجيهه الدعوة، انتقد ليفينغستون، العمالي، زعيم المعارضة وذكره بأنه عندما كان وزيرا للداخلية في حكومة المحافظين لم ير هاورد ضرورة في طرد القرضاوي خلال الزيارات الخمس التي قام بها لبريطانيا. وقال ساخرا «فجأة طالب (هاورد) بأن يطرد في عهد الحكومة العمالية».

وقدم ليفينغستون اعتذارات الى القرضاوي «باسم شعب لندن للنزعة المفرطة لكره الأجانب التي ظهرت في قسم من وسائل الاعلام».

وخلال المؤتمر المخصص لدعم حق المسلمات في ارتداء الحجاب، وصف القرضاوي القرار الفرنسي بحظر الحجاب في المدارس بأنه «خطوة الى الخلف»، مشيراً الى ان حق ارتداء الحجاب يدخل في قضية المساواة. وقال: «ان التعددية ظاهرة عالمية. لماذا نعتقد انه في الحياة الاجتماعية، يجب على (ثقافة) واحدة ان تسود. هل هذه حضارة؟». وشارك في مؤتمر الدفاع عن الحجاب، رجال دين مسلمون آخرون مثل طارق رمضان، الذي يعيش في سويسرا. وشدد على ان فرنسا ليست عنصرية وانما خائفة من «النظرة الجديدة» للمسلمين.