بغداد: هجوم بسيارة مفخخة في يوم العيد الوطني يقتل 10 ويجرح 40

معظم الضحايا مدنيون تجمعوا للمطالبة بإبقاء عوائلهم في مبان حكومية لجأوا إليها بعد سقوط نظام صدام

TT

اعلن رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي ان عشرة اشخاص، معظمهم مدنيون عراقيون، قتلوا واربعين آخرين جرحوا في اعتداء بسيارة مفخخة صباح امس قرب المنطقة الخضراء في بغداد حيث مقر الحكومة العراقية وسفارة الولايات المتحدة. وقال ان ثلاثة من القتلى من افراد الحرس الوطني العراقي وان الباقين من المدنيين الذين كان معظمهم من متظاهرين تجمعوا للمطالبة بعدم اخراجهم وعوائلهم من مبان حكومية استولوا عليها العام الماضي. وقال علاوي للصحافيين في موقع الاعتداء «انه اعتداء فاضح على الشعب العراقي. سنحيل هؤلاء المجرمين الى القضاء. نعتقد ان هذا رد على الحملة الصارمة الاخيرة ضد المجرمين» في اشارة الى سلسلة المداهمات التي جرت في انحاء بغداد اول من امس واعتقل خلالها أكثر من 500 مشتبه فيه. وهذا أول انفجار سيارة ملغومة كبير في بغداد منذ تولي الحكومة المؤقتة برئاسة علاوي السلطة من الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة في 28 الشهر الماضي.

ويوم امس كان عطلة رسمية لمناسبة العيد الوطني العراقي الذي يصادف الرابع عشر من يوليو (تموز). وبعد وقوع الحادث مباشرة قال الكولونيل في الجيش الاميركي مايك موراي ان ثلاثة من افراد الحرس الوطني العراقي قتلوا و23 شخصا جرحوا، فيما تحدث العقيد في الشرطة العراقية علي غزال في الموقع عن سقوط سبعة قتلى وعشرين جريحا. واكد الضابط الأميركي انه واثق من ان الانفجار سببه مفجر انتحاري.

واعلنت ناطقة باسم البيت الابيض ان الاعتداء بالسيارة المفخخة في بغداد لن يؤثر على الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لاحلال الديمقراطية والازدهار في العراق.

وقالت كلير بوتشان، خلال زيارة قام بها الرئيس الاميركي جورج بوش الى ويسكونسن (شمال)، «سنواصل مساعدة الحكومة العراقية على تحقيق هذا الهدف». واضافت «اننا نتعاون مع قوات الامن العراقية».

ووقع الحادث بالقرب من نقطة التفتيش الاولى على طريق تمر منه السيارات الحكومية الى المنطقة، حيث انفجرت في الساعة التاسعة وعشرين دقيقة سيارة حمل مفخخة من نوع «كيا» خضراء اللون.

وكان العشرات من العراقيين قد تجمعوا في الموقع قبل وقوع الحادث للتظاهر، حيث رفعوا لافتات تطالب الحكومة العراقية بالسماح لهم بالبقاء في المباني التي تسكنها عوائلهم، وهي مبان حكومية انتقلت اليها هذه العوائل بعد سقوط نظام صدام حسين مباشرة في العام الماضي، وعدم طردهم منها لحين عثورهم على اماكن سكن بديلة. وكانوا يحتلون وسط الشارع الذي انفجرت السيارة فيه، لكن ضابط مرور برتبة عقيد كان يؤدي واجبه في المنطقة سعى قبل وقوع الحادث بدقائق الى ابعاد المتظاهرين عن وسط الشارع واصطفافهم على الرصيف ونجح في ذلك قبل لحظات من الانفجار مما ساعد في تقليل عدد الخسائر البشرية. ومع ذلك فقد قتل من هؤلاء المتظاهرين ثلاثة اشخاص وجرح اخرون بينهم عقيد المرور الذي اصيب باصابات طفيفة في يده وجبهته. ولحقت اضرار كبيرة بعدد من السيارات التي كانت موجودة هناك لحظة الانفجار.

وانتشرت قوات الحرس الوطني والشرطة العراقية في المنطقة وطوقتها من كل الجوانب ومنعت الخروج والدخول الى قصر المؤتمرات القريب.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شرطي عراقي قوله لها ان الانفجار نجم عن سيارة مفخخة. وقال شاهد عيان انه شاهد سيارتين تصلان الى مدخل «المنطقة الخضراء (...); واحدة سوداء ابتعدت والثانية بيضاء انفجرت». واضاف علاء حسين ان «الانفجار تسبب في سقوطه ارضا (...) وعندما استعدت وعيي شاهدت عددا كبيرا من الجرحى».

وبعيد وقوع الانفجار الذي هز المباني على بعد مئات الامتار ارتفع عمود من الدخان الاسود فوق موقع الانفجار. وسمع اطلاق نار بينما طوقت الشرطة الحي.

وكان الجنود الاميركيون يوجهون اسلحتهم في كل الاتجاهات لمنع اي شخص من الاقتراب. واقر وكيل وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات حسين علي كمال في تصريح لـ«الشرق الاوسط» بعد الحادث بصعوبة الحيلولة دون وقوع مثل هذا الاعتداء. وقال «لدى وزارة الداخلية خطة أمنية لمحاربة الارهابيين، ونعترف بانه ليس من السهل محاربة الانتحاريين الذين يفجرون انفسهم، وهذا اسلوب ليس عراقيا وانما هؤلاء الذين يقتلون ابناء شعبنا هم من الدخلاء على العراق وعلى المجتمع العراقي. ظاهرة الانتحاريين جاء بها الارهابيون الذين دخلوا العراق بصورة غير شرعية».

وطلب كمال من العراقيين ابلاغ وزارة الداخلية باية معلومات «عن الارهابيين الدخلاء الذين يسيئون للعراقيين ويريدون وقف عجلة بناء البلد». وقال «من خلال متابعتي للتفجيرات التي تتم بهذه الطريقة نجد ان الانتحاريين هم ليسوا عراقيين ولكنهم من العرب الذين تسللوا الى العراق من دول الجوار».