أزمة الرهائن في العراق: بلغاريا تتمسك بإبقاء قواتها والفلبين بدأت بسحب أفراد وحدتها العسكرية

TT

تمسكت بلغاريا أمس بسياستها في العراق وقالت انها لن تسحب قواتها رغم اعدام متشددين رهينة بلغاريا والتهديد باعدام آخر في الوقت الذي رضخت فيه الفلبين، على ما يبدو، لمطالب الخاطفين وبدأت بسحب افراد وحدتها العسكرية في انتظار عودة الرهينة الفلبيني الذي اكدت مصادر دبلوماسية انه ما يزال على قيد الحياة، ويبقى مصير الرهينة المصري غير مؤكد بعد ان طلب الخاطفون من الشركة السعودية التي يعمل لديها الانسحاب من العراق خلال 72 ساعة.

وقال ديميتار تسونيف المتحدث باسم الحكومة البلغارية «لن يحدث تغيير في سياسية بلغاريا تجاه العراق. لا ندرس سحب قواتنا في الوقت الحالي». ولبلغاريا قوة قوامها 470 جنديا في اطار القوات المتحالفة التي تقودها الولايات المتحدة في العراق.

وخاضت بلغاريا العضو الجديد في حلف شمال الاطلسي معركة دبلوماسية على مدى خمسة ايام لانقاذ رهينتيها اللذين يعملان سائقين على الشاحنات. واختطفت جماعة متشددة الاثنين وهددت بقتلهما ما لم يتم الافراج عن سجناء عراقيين تحتجزهم الولايات المتحدة.

وجاء في بيان مشترك صادر عن الرئيس البلغاري جورجي بارفانوف ورئيس وزرائه سيميون كوبورج «على بلغاريا أن تواصل مساندة العراق واعادة اعماره وتحقيق الاستقرار والتنمية الديمقراطية هناك».

وتابع البيان «معركة الدفاع عن القيم العالمية ضد التطرف تحتاج إلى تماسك وشجاعة وقدرة على التحمل».

وافاد البيان البلغاري «في هذه اللحظة الصعبة نعرب عن عميق قلقنا وسخطنا. نبذل قصارى جهدنا لانقاذ حياة مواطننا ونناشد خاطفيه اطلاق سراحه».

ولم يكشف المسؤولون في بلغاريا عما اذا كان من أعدم هو جورجي لازوف، 30 عاما، أو ايفايلو كيبوف، 32 عاما، وقالوا انهم في انتظار مشاهدة شريط الجزيرة بالكامل، الا ان وسائل الاعلام البلغارية تقول ان لازوف هو الذي اعدم.

وقال تسونيف «لا يمكن ان ادلي بتصريح رسمي. حددت وسائل الاعلام هويته من شريط الفيديو».

وظهرت ماريا والدة لازوف على شاشة التلفزيون البلغاري وقد غالبها البكاء. وقالت من منزلها في جنوب بلغاريا «لا اعتقد انه ابني جوشكو، فهو أضخم من الرجل الذي يظهر في التلفزيون».

وقال مسؤولون بوزارة الدفاع ان تبادلا لاطلاق النار في الموصل في ساعة متأخرة من مساء أمس ربما استفز المتشددين ودفعهم لاعدام الرهينة.

وقال مسؤول «وقع تبادل لاطلاق النار في الموصل أسفر عن مقتل متشددين اثنين بعد الظهر. تغير الوضع تغيرا جذريا اثر ذلك».

في غضون ذلك اعلن دبلوماسي فلبيني ان الرهينة الفلبيني في العراق «حي يرزق وفي صحة جيدة» فيما كانت المفاوضات متواصلة أمس للافراج عنه بعد قرار مانيلا سحب قواتها من العراق.

وقال الدبلوماسي رافضا الكشف عن اسمه ان «الرهينة حي يرزق وفي صحة جيدة» بدون اعطاء مزيد من التفاصيل. وكان التلفزيون الفلبيني «اي بي اس ـ سي بي ان» افاد في وقت سابق ان الرهينة انجيلو دي لا كروز «في ايد آمينة» في العراق نقلا عن مفاوضين فلبينيين بدون اعطاء توضيحات اضافية.

وفيما يخص الرهينة المصري فقد ذكرت قناة «الجزيرة» الفضائية مساء اول من امس ان خاطفيه حددوا مهلة 72 ساعة للشركة السعودية التي يعمل فيها لتنسحب من العراق. وبثت القناة شريطا قصيرا ظهر فيه الرهينة المصري يدعو السائقين الآخرين الى الامتناع عن التوجه الى العراق.

وكان خاطفوه طالبوا بفدية قيمتها مليون دولار للافراج عنه، لكنهم تلقوا عرضا بـ15 الف دولار، كما اعلن الاحد مسؤول في الشركة السعودية التي يعمل الرهينة لحسابها.

واوضح حزام القحطاني المدير العام لشركة الجري للنقل لوكالة الصحافة الفرنسية ان الخاطفين طلبوا فدية قيمتها مليون دولار. واضاف «قلنا لهم سنعطيكم 15 الف دولار».

لكن المتصل باسم المجموعة الخاطفة قال «لا نقبل ثم عاد فقال سأراجع المكلفين بالامر واعود اليكم».