مصادر: استسلام الحربي للسعودية جاء بعد أن أقنع الأسد طهران بخطورة اللعب بورقة «القاعدة»

384 من أعضاء تنظيم بن لادن في إيران بينهم 18 قياديا يقيمون في فيلات محروسة وحصينة

TT

هل هناك تغيير في سياسة ايران حيال تنظيم القاعدة بشكل عام وعناصر القاعدة الموجودين على اراضيها؟ الجواب حسب انتماء الشخص الذي يواجه السؤال قد يكون ايجابيا أو سلبيا، ما دفع احد مسؤولي وزارة الامن الى استخدام تركيبة «لعم» في رده على السؤال.

وخالد الحربي لم يكن من قيادات رفيعة في القاعدة ولكنه كان من اكثر عناصر القاعدة شهرة، وذلك بسبب الاشاعات التي انتشرت بشكل واسع عقب بث شريطه الذي كان قد اخذ فيه من اسامة بن لادن، اعترافاً صريحاً بتورطه في احداث 11 سبتمبر (ايلول). ومنذ ذلك الحين كان خالد الحربي متهماً في عيون العديد من اعضاء ومؤيدي تنظيم القاعدة بالتعاون مع الاستخبارات الاميركية، بحيث اضطرت استخبارات الحرس الثوري في ايران التي تتولى مهمة ايواء عناصر القاعدة وحراستهم الى فصل خالد الحربي عن بقية عناصر القاعدة الموجودين لديها... اذن هل سنشهد مراجعة قياديين آخرين من القاعدة الى سفارات بلدانهم في طهران؟

وماذا عن سليمان ابو غيث الكويتي، وسعد اسامة بن لادن السعودي وسيف العدل المصري وابو بكر الاردني؟ مصدر رفيع برئاسة الجمهورية الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» اول من امس حول خفايا استسلام خالد الحربي لسفارة خادم الحرمين الشريفين في طهران، يعتقد بان القيادة الايرانية العليا قد ادركت جيداً عقب زيارة الرئيس السوري بشار الاسد لطهران، ان اللعب بورقة القاعدة لن يضر بها فحسب، بل ان الولايات المتحدة ستعتمد على علاقات اجهزة الاستخبارات الايرانية مع تنظيم القاعدة، لتبرير عدوانها المتوقع ضد ايران. واوضح المصدر الايراني بأن ما يزيد على 384 من عناصر القاعدة والتنظيمات الارهابية الاخرى يقيمون في ايران حاليا الى جانب بضع مئات ممن دخلوا الاراضي الايرانية من افغانستان وباكستان دون تنسيق مسبق مع الاجهزة الامنية. ومن بين 384 عنصرا مرتبطا بالقاعدة روحاً وقلباً، هناك 18 من كبار قادة التنظيم الذين يقيمون في فيلات محروسة وحصينة بمنطقة «نمك آبرود» القريبة من مدينة تشالوس المطلة على بحر قزوين ومتنزه شمشك الشتوي شمال شرقي طهران ومنطقة لوزيزان العسكرية شمال طهران. وكان ابو مصعب الزرقاوي الذي يقود الحملات الارهابية ضد المواطنين العراقيين والجنود الاجانب يقيم قبل انتقاله الى العراق في العام الماضي في فيلات فخمة بمنطقة اقدسية القريبة من طهران. ووفقاً لمصدر عسكري ايراني فان تصريحات وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري حول تسلل الارهابيين من ايران وسورية الى العراق، قد اثارت قلقاً شديداً لدى القيادة الايرانية التي سمعت من بشار الاسد كلاماً مثيراً للقلق جداً بشأن خطة اميركية قيد الدرس هدفها ضرب ما يزيد على خمسين مركزا عسكريا الى جانب منشآت ايران النووية فور انتهاء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.

ان استسلام خالد الحربي لسلطات بلاده، يمثل حسب قول المصدر المشار اليه في الرئاسة الايرانية تحولاً مهماً في كيفية تعامل ايران مع ملف الارهابيين الاصوليين بحيث تبين لمن كانوا يعتمدون على دعم القيادة الايرانية وحمايتها لهم، ان القيادة الايرانية قد تتخلى عنهم عند الاقتضاء، كما انها، تخلت عن رجل مثل سعيد امامي مساعد وزير الامن السابق علي فلاحيان عقب فضيحة الاغتيالات السياسية المسلسلة، بحيث ارغم امامي القريب من مرشد النظام على تناول «واجبي» وهي مادة ازالة الشعر، فان قيمة عناصر مثل عماد مغنية وسيف العدل وسليمان ابو غيث وسعد اسامة بن لادن لن تكون ارفع من قيمة سعيد امامي. ودخول خالد الحربي السفارة السعودية في طهران، بين لرفاقه الموجودين في ايران ان من مصلحتهم البحث عن ملاذ آخر، والاستفادة من الفرص المتاحة لهم في بلدانهم لاعلان توبتهم بدلاً من تناول جرعة من «واجبي» او الموت في ظروف غامضة في ملاذهم المؤقت بايران.