بوش يدعو السودان لوقف أعمال العنف في إقليم دارفور والكونغرس يعتبرها أعمال إبادة جماعية

إيقاف نائب أميركي تظاهر أمام السفارة السودانية في واشنطن مع عدد من أعضاء الكتلة البرلمانية السود احتجاجا على الأزمة في دارفور

TT

تدخل الرئيس الاميركي جورج بوش مجددا في النزاع الدائر في دارفور بالسودان داعيا الحكومة السودانية إلى وقف العمليات العسكرية التي تشنها ميليشيات الجنجويد العربية الموالية لها في الإقليم المضطرب والتي أدت إلى تهجير معظم سكان المنطقة من القبائل الافريقية. وفي الوقت نفسه قدم اثنان من اعضاء الكونغرس الاميركي مشروع قرار الى المجلس يدين الوضع في دارفور ويصفه بأنه «إبادة جماعية» تتطلب خطوات فورية من المجموعة الدولية. وقال السيناتور الجمهوري سام براونباك في مؤتمر صحافي ان «الاعمال الوحشية التي يستمر حصولها في دارفور غير مقبولة وهذا هو السبب الذي يجب ان يدفع الكونغرس الى اتخاذ تدابير فورية وحاسمة».

واعتبر سيناتور كانساس المشارك في وضع هذا القرار مع زميله الديمقراطي عن نيوجيرسي جون كورزين، ان القرار رغم انه يعد رمزيا الى حد كبير، الا انه ادانة رسمية للحكومة السودانية لعدم سعيها الى انهاء الازمة الانسانية. واضاف «خلافا لما حصل في رواندا حيث كانت المجموعة الدولية اعلنت عن حصول ابادة بعد مقتل 800 الف شخص، يمكننا التدخل في دارفور ووقف هذه الوفيات». وقال هذا السيناتور الذي زار مع عدد من زملائه السودان ان «هذا القرار يزيد من الضغوط السياسية على الجميع». واكد ان «النص المقترح يطلب من الامم المتحدة اتخاذ التدابير الحاسمة والضرورية».

وفي الاطار نفسه اوقف نائب ديمقراطي اسود من مجلس النواب بينما كان يتظاهر امام السفارة السودانية في واشنطن للتنديد بالازمة الانسانية في دارفور. وكان تشارلز رانغل النائب المعروف في ولاية نيويورك يحتج مع عدة عناصر اخرين من الكتلة البرلمانية السوداء في مجلس النواب ضد «عملية الابادة الجارية» في دارفور. واوقف رانغل ثم افرج عنه في وقت لاحق لدى شرطة واشنطن بعد ان سار على الدرج الخارجي للسفارة. واعلن منظمو هذا التحرك ان مظاهرة اخرى امام السفارة السودانية ستجرى اليوم.

وأعرب بوش عن قلقه العميق بشأن انتهاكات حقوق الإنسان والأوضاع الإنسانية في إقليم دارفور، حيث أجبرت الهجمات المسلحة العديد من السودانيين على ترك منازلهم، وبعضهم عبر الحدود إلى جهورية تشاد المجاورة. وقال بوش: «إنني أدعو الحكومة السودانية لوقف أعمال العنف التي ينفذها الجنجويد. وأدعو معظم فرقاء النزاع إلى احترام وقف إطلاق النار وحقوق الإنسان والسماح للمنظمات الإنسانية وعمال الإغاثة بالعمل في المنطقة». وأضاف أن الولايات المتحدة تواصل التعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لتحقيق هذا الهدف من أجل إرساء دعائم السلام.

وتوجه الى العاصمة الاثيوبية اديس ابابا الوفد الحكومي السوداني للمفاوضات السياسية بين الحكومة ومتمردي دارفور وجاء الوفد برئاسة الدكتور مجذوب الخليفة وزير الزراعة والامين السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم بدلاً من الشريف بدر وزير الاستثمار الذي رأس وفد الحكومة في الجولات السابقة في ابشي وانجمينا التشادية. ويضم الوفد المكون من 7 اشخاص التجاني فضيل وزير الدولة بوزارة الخارجية ومحمد يوسف وزير الدولة بوزارة الشؤون الانسانية وميرغني منصور وزير الدولة بوزارة الرعاية الاجتماعية واخر من الجهات المعنية. واستبق وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل وزير الخارجية مفاوضات اديس ابابا بتأكيد الحكومة على الدخول في المفاوضات «بقلب مفتوح» للتوصل الى نتائج ايجابية تنسى مشكلة دارفور وقال «معلوماته تقول ان متمردي دارفور سيصلوا الى اديس ابابا بدون شروط»، وحول مشروع القرار الذي يجري تدوله بين الدول في مجلس الامن لادانة السودان، قال اسماعيل «نحن نتابع تللك التحركات، ومن ناحينتا نواصل الاتصالات لتوضيح موقفنا الخاص بخطوات حل المشكلة فى دارفور».

الى ذلك اعلن اللواء عبد الرحيم حسين وزير الداخلية ممثل الرئيس البشير في اقليم دارفور انه جرى خلال اليومين الماضيين ترحيل «50» الف نازح من المعسكرات في الاقيم الى مناطقهم وقال ان عناصر مليشيات الجنجويد الذين القي القبض عليهم ستتم محاكمتهم. والاوضاع على الارض في تحسن مستمر «الا من حوادث فردية» وخروقات من حاملي السلاح.

واعلنت سفارة الولايات المتحدة بالخرطوم امس انها وفي اطار مساعيها الرامية لتفهم الاوضاع في دارفور على نحو افضل من اجل مساعدة اهل دارفور والسودانيين عامة للمضي قدماً نحو سلام شامل وتحول ديمقراطي، شرعت في عقد لقاءات مع زعماء القبائل في دارفور للوقوف على وجهات نظرهم بخصوص الحلول المقترحة لتسوية النزاع في دارفور.