الأوروبيون يرفضون الانصياع «للعبة مهلة بن لادن» المنتهية اليوم

TT

لندن ـ رويترز: تنتهي اليوم مهلة الثلاثة اشهر التي كان زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن حددها للدول الاوروبية حتى تستجيب لما سماها «بالهدنة» او مواجهة هجمات. لكن مسؤولين أمنيين قالوا انهم لا يتوقعون أن تعقب الموعد المحدد موجة جديدة من الهجمات، ويعتقدون أن الاصوليين المتطرفين سيحاولون، بدلا من ذلك، توجيه ضربات كلما سنحت لهم فرصة بصرف النظر عن الموعد المعلن.

وكان بن لادن عرض على الاوروبيين، يوم 15 ابريل (نيسان) الماضي، عبر شريط مسجل، هدنة مقابل التزامه بوقف العمليات ضد اي دولة تتعهد بالامتناع عن مهاجمة المسلمين.

واعربت ايطاليا، التي ارسلت نحو 3 آلاف جندي الى العراق، عن قلقها ازاء هذه التهديدات. وقال رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني هذا الشهر: «نحن نأخذ هذا التهديد بجدية. حددنا 14 الف هدف حساس لتعزيز حمايتها».

لكن خبراء أمنيين قالوا ان الاهتمام الزائد لم يترجم الى اجراءات وقائية جديدة، اذ ان ايطاليا في حالة تأهب منذ شهور. وقال مصدر في الشرطة: «هذا ليس التهديد الاول الذي تواجهه ايطاليا ولهذا فالآليات موجودة بالفعل».

وهونت دول اخرى من أهمية المهلة، مؤكدة أن مستويات التغطية الأمنية مرتفعة بالفعل ولا تحتاج لتعزيز اضافي. وقال وزير الداخلية الفرنسي دومينيك دو فيلبان للصحافيين خلال زيارة لاسبانيا هذا الاسبوع: «كنا في أقصى درجات التأهب طوال هذه الفترة. هذه هي اللعبة التي يمارسها الارهابيون وما يجب علينا الا نفعله هو الانصياع للعبتهم. انهم يهدفون تقسيمنا. يجب الا ندخل هذه اللعبة».

وفي المانيا، قال متحدث باسم وزارة الداخلية: «ليست هناك معلومات تدعونا لتشديد الأمن». وقال مصدر استخباراتي اوروبي انه رغم عدم وجود دلائل على تحضيرات لهجوم يوم 15 يوليو أو بعده، فان المتشددين سيستخدمون على الارجح مهلة بن لادن المرفوضة لتبرير هجمات في المستقبل.

ومن جهته، قال كلود مونيك المحلل الأمني المقيم في بروكسل: «المهلة لم تكن عرضا للسلام بل تبريراً للهجمات التي قد تشن في المستقبل. يمكنها أن توفر (اطارا شرعيا) للهجمات». وأشار الى عاملين يتصلان بالعراق، وهما اتفاق حلف شمال الاطلسي على المساعدة في تدريب قوات الأمن العراقية ومساعدة الاتحاد الاوروبي المحتملة في التحضير للانتخابات هناك، باعتبار انهما يوفران دوافع اضافية للاصوليين المتشددين لاستهداف اوروبا.

وفي رسالة إلكترونية يوم الاول من الشهر الجاري، قالت جماعة تزعم صلتها بـ«القاعدة» ان مهلة بن لادن قاربت على الانتهاء، وحذرت الاوروبيين من لومهم على ما قد يحدث واعتذرت مقدما لهم ان كانوا من بين القتلى. وتجاهل مسؤولو الاستخبارات هذه الجماعة باعتبارها تفتقر للمصداقية. وقال مصدر أمني بريطاني ان المتشددين قد يستخدمونها «كحافز على انعاش اعمالهم. نحن بالفعل على درجة عالية من التأهب وسنستمر على هذا الوضع. تهديدات الارهاب الدولي موجودة بصرف النظر عن المهلة».