إسبانيا تدعو «الأطراف المعنية» بحل نزاع الصحراء والجزائر تقول إنها «غير معنية ولا وصية على البوليساريو»

TT

ادى رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو امس، زيارة رسمية قصيرة الى الجزائر اجرى خلالها مباحثات مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وكان ثاباتيرو مرفوقاً في هذه الزيارة بوزير الخارجية ميغيل انخيل موراتينوس ووزير الصناعة والتجارة والسياحة خوسيه مونتيلا. وبعد مباحثاته مع بوتفليقة قال ثاباتيرو في مؤتمر صحافي ان اسبانيا «تدعو الاطراف المعنية في نزاع الصحراء الغربية الى التوصل لحل للمشكلة»، محدداً تلك الاطراف بجبهة البوليساريو والمغرب واسبانيا وفرنسا، مدرجاً معهم الجزائر «اذا ارادت».

لكن وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم اكد في مؤتمر صحافي منفصل مع نظيره الاسباني موراتينوس، رفْض الجزائر الجلوس الى طاولة المفاوضات بشأن قضية الصحراء، اذ ان «الجزائر غير معنية بالموضوع وليست وصية على البوليساريو».

وتطرقت مباحثات المسؤولين الاسبان والجزائريين امس ايضاً الى موضوعي مكافحة الارهاب والهجرة غير الشرعية، اضافة الى تعزيز التعاون الاقتصادي. واعلن ثاباتيرو امس عن دعمه لمشاريع الاستثمار التي تقودها المؤسسات الاسبانية في الجزائر، متعهداً بان يدفع بها الى مستويات اكبر.

وكان وزير الخارجية الاسباني موراتينوس زار في مايو (ايار) الماضي الجزائر وبحث مع المسؤولين الجزائريين تطوير التعاون في مجال مكافحة الارهاب والعلاقات الاوروبية المتوسطية، اضافة الى تعزيز الاستثمارات الاسبانية في الجزائر. وترتبط الجزائر واسبانيا بمعاهدة «للصداقة وحسن الجوار والتعاون»، وقع عليها الطرفان في مدريد عام 2002. وتؤكد تلك المعاهدة خصوصاً على عقد لقاء سنوي، على مستوى القمة، بالتناوب في احد البلدين. وقبل وصول ثاباتيرو الى الجزائر بساعة، كان وفد كبير من رجال الاعمال الاسبان، يمثلون خصوصا قطاعي الطاقة والبناء، قد وصلوا ايضاً الى العاصمة الجزائرية. وتعد الجزائر شريكاً تجارياً رئيسياً لاسبانيا، اذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي 3.7 مليار دولار. ويشمل اكبر مشروع اقتصادي بين البلدين انجاز خط انابيب غاز بحري بطاقة اربعة مليارات متر مكعب سنويا، ويربط مدينة بني صاف (غرب الجزائر) بالميريا (جنوب اسبانيا). ومن المقرر بدء تشغيل هذا الخط عام 2007 . وتوفر الجزائر حاليا لاسبانيا 60 في المائة من احتياجاتها من الغاز بفضل خط الغاز المغاربي الاوروبي الذي يمر عبر المغرب وبدأ تشغيله عام 1996 .

ويتمثل المشروع الثاني الذي تجري مباحثات بشأنه بين البلدين، في الربط الكهربائي البحري بين الجزائر وإسبانيا. ويعد هذا المشروع أساسيا للشبكة الأوروبية المتوسطية للطاقة الكهربائية. وافادت مصادر جزائرية مسبقاً ان مباحثات الوفد الاسباني ستتطرق الى تعزيز التعاون في عدة مجالات أخرى، خاصة الصناعات الصغيرة والمتوسطة والنقل والتزويد بالماء وبناء الآبار.