رفضت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال المغربي (مشارك في الحكومة) باجماع اعضائها، استقالة عبد الكريم غلاب من مسؤولياته الحزبية.
ووصف بيان اصدرته اللجنة التنفيذية في اعقاب اجتماعها مساء اول من امس، غلاب، كونه احد الزعماء التاريخيين للحزب، ورمزا من رموز الفكر الاستقلالي.
وكان غلاب أعلن في خطوة فاجأت الطبقة السياسية في المغرب، يوم الاحد الماضي قراره بالاستقالة من صحيفة «العلم» التي يصدرها الحزب، بالعربية، وتنحيه عن سائر مسؤولياته في قيادة حزب الاستقلال.
وعلمت «الشرق الاوسط» ان الاجتماع الاستثنائي الذي عقده الحزب في الرباط، والذي امتد قرابة اربع ساعات، رأسه امينه العام عباس الفاسي، الوزير بدون حقيبة في الحكومة المغربية، ولم يتغيب عنه اي عضو، عدا ابو بكر القادري عضو مجلس الرئاسة لاسباب قاهرة، كما حضره الامين العام السابق امحمد بوسته، وعبد الرزاق افيلال الذي اثار مقال دفاعي عنه نشر في «العلم» من دون علم غلاب، غضب هذا الاخير.
ووصف عضو من اللجنة التنفيذية حضر الاجتماع الاستثنائي ان اجواءه كانت عادية، ومفعمة بالود نحو زميلهم المستقيل، وان جميع الحاضرين تقريبا اصروا على تناول الكلمة، منوهين ومشيدين، كل بلغته وعباراته، برفيقهم غلاب، مجمعين على رفض استقالته، اعتبارا لمصلحة الحزب العليا، لكنهم في المقابل تفهموا اسباب تخليه عن ادارة «العلم» لا سيما وانه سبق له ان رغب في التحرر من مسؤولية الصحيفة في وقت سابق، رأفة بـ «العلم»، كما قال، وقبل ان تحدث النازلة التي اغضبته.
وعبر عضو اللجنة التنفيذية عن يقينه وامله في ان يتجاوب غلاب مع رغبة رفاقه واصفا ما وقع بالتعبير عن الغضب، ولذلك اتفقت اللجنة التنفيذية على ان تتوجه بسائر اعضائها الى منزله لمناشدته التراجع عن قرار الاستقالة من هيئات الحزب. واضاف المصدر، ان الاتصالات جارية معه لترتيب موعد الزيارة.
وفيما يخص ادارة صحيفة «العلم» قالت مصادر متطابقة لـ «الشرق الاوسط» ان الموضوع لم يبحث بتفصيل في اجتماع اللجنة التنفيذية أول من أمس لان نقطة غلاب هيمنت على الاجتماع، لكن الامور تسير في اتجاه رئيس التحرير الحالي عبد الجبار السحيمي لادارة الصحيفة التي ظل يعمل بها رغم تجاوزه سن الاحالة على المعاش.
ورأى المصدر الحزبي ان السحيمي هو الاختيار الامثل في الظروف الراهنة، على ان يتلقى الدعم والمساندة من الحزب ليضطلع بمسؤولياته الجديدة على احسن وجه. الى ذلك حسم محمد العربي المساري، عضو اللجنة التنفيذية، الامر، وتأكد ما نشرته «الشرق الاوسط» امس، عن اعتذاره لعدم خلافة غلاب في رئاسة ادارة صحيفة الحزب.