الفلسطينيون يطالبون بإقصاء لارسن عن منصبه بسبب تقريره المنحاز لإسرائيل عشية جلسة الجمعية العامة لبحث حكم لاهاي

القدوة: قدمنا احتجاجا رسميا سحبنا فيه ثقتنا بمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة

TT

عشية جلسة الجمعية العامة للامم المتحدة الاستثنائية لمناقشة الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بشأن عدم شرعية جدار الفصل الاسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، صعد الفلسطينيون من حملتهم على تيري رود لا رسن ممثل كوفي انان الامين العام للامم المتحدة في الشرق الاوسط، وطالبوا عمليا باقصائه عن منصبه بسبب مواقفه المنحازة بالكامل لاسرائيل.

فبينما تقدم المندوب الفلسطيني الدكتور ناصر القدوة حسب ما قاله لـ «الشرق الاوسط» باحتجاج رسمي للامين العام للام المتحدة معلنا فيه سحب الثقة من لارسن كمبعوث شخصي له، اعلن نبيل ابو ردينة المتحدث الاعلامي باسم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان لارسن شخص غير مرغوب فيه في الاراضي الفلسطينية. وكان لارسن قد انتقد بشدة في تقريره الشهري الى مجلس الأمن الدولي, الرئيس عرفات، محذرا من ان السلطة الفلسطينية على «شفير الهاوية». وقال لارسن «تتجه السلطة تدريجيا الى الفوضى»، مشيرا الى ان ذلك لا يعزى الى الغارات والعمليات الاسرائيلية في المدن الفلسطينية، محملا الرئيس عرفات جزءا كبيرا من المسؤولية ومتهما اياه بعدم تقديم الدعم العملي لجهود الاصلاح والجهود المصرية لاجراء تغييرات في الاجهزة الأمنية، وفق ما تنص عليه خطة «خريطة الطريق»، للجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا.

وقال ان دعم عرفات «رمزي وجزئي» ويظهر «عدم رغبة سياسية» في اصلاح السلطة الفلسطينية. ولم يفعل عرفات حسب لارسن الكثير لاستعادة السلطة «مصداقيتها الكاملة كشريك في عملية السلام». وحمل لارسن عرفات مسؤولية عدم اتخاذ الاجراءات اللازمة «لتصحيح هذا النقص في المصداقية»، مشيرا الى ان احتجاز قوات الاحتلال له في مقره في رام الله ليس عذرا كافيا لعدم اتخاذ الاجراءات.

وقال القدوة لـ «الشرق الاوسط»: «لقد نقلنا موقفنا من تقرير لارسن المنحاز الى المسؤولين في الامم المتحدة لا سيما الامين العام». واضاف القدوة ردا على سؤال ان كان الجانب الفلسطيني قد تقدم بطلب رسمي لاعفاء لارسن من منصبه «لم نتقدم بطلب رسمي في هذا الشأن، لكن موقفنا واضح وصريح ومعناه مفهوم... وهو ان لا ثقة لنا في لارسن وان ما يقوله لا يعكس رأي الامم المتحد ولا امينها العام». وذهب ابو ردينة الى ابعد ما ذهب اليه القدوة واعتبر لارسن شخصا غير مرغوب فيه في الاراضي الفلسطينية. وقال ان «ما جاء في تقريره لمجلس الأمن الدولي منحاز وان لا قيمة له». واضاف «هناك حملة ظالمة مستمرة تجند لها دوائر مشبوهة كلما تستطيع لمواجهة الانتصار الفلسطيني في محكمة العدل الدولية، ورسالة لارسن في مجلس الأمن امس رسالة غير دقيقة ومنافية للعدل وغير متوازنة». وطالب ابو ردينة «الامين العام كوفي انان بالتحقيق في تصرفات مندوبه والمطلوب من الامم المتحدة ارسال مندوبين محايدين». قال «ما يقوله لارسن لا قيمة له وهو شخصية لا قيمة لها المهم ما قالته المحكمة». واوضح «هناك «حملة مريبة ومشبوهة سواء من لارسن او غيره، هناك اصوات نشاز نسمعها هذه الايام لكن لا قيمة لها. والحقيقة الكبرى هي ان العدوان الاسرائيلي مستمر وان (رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل) شارون ما زال مستمرا في ارتكاب جرائمه على الشعب الفلسطيني».

من جانبه قال القدوة «نحن موقفنا واضح ونعتبر هذه الاحاطة (تقرير لارسن) غير مقبولة وهي لا تعكس وجهة نظر الأمين العام. وهي في احسن الاحوال تعكس مزيجا من الموقفين الاميركي والاسرائيلي في كل شيء، ومحاولة لاظهار اسرائيل وكأنها على وشك التعرض لعدوان فلسطيني». ووصف مسؤول فلسطيني اخر لارسن بانه رجل حزب العمل الاسرائيلي وتحديدا زعيمه الحالي شيمعون بيريس. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ «الشرق الاوسط»: «ان عدم حب شارون للارسن نابع لكونه مقربا من حزب العمل وليس لمواقفه في الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي». واشار المسؤول الى ما اشيع عن تلقي لارسن مكافأة مالية قدرها 50 الف دولار وكذلك نفس المبلغ لزوجته منى، من مركز بيريس للسلام. ويحتدم الصدام بين الفلسطينيين ومبعوث انان في الوقت الذي تستعد فيه الجمعية العامة لبحث حكم محكمة العدل الدولية في لاهاي يوم الجمعة الماضي الذي وجد اسرائيل في انتهاك صارخ للقانون الدولي ببنائها جدار الفصل في الاراضي الفلسطينية، وطالب بالتوقف عن البناء وهدم ما شيد منه. وجاء حكم المحكمة بناء على طلب من الجمعية العامة في 8 ديسمبر (كانون الاول) الماضي، من المحكمة لاعطاء رأيها الاستشاري في الجدار. وقد اعيد حكم المحكمة الى الجمعية العامة لدراسته.