غالبية الإسرائيليين يريدون بيريس وزير ا للخارجية في حكومة شارون

TT

دل استطلاع جديد للرأي نشر امس في تل أبيب على ان 54% من المواطنين الاسرائيليين يريدون ان يروا في اسرائيل حكومة وحدة علمانية برئاسة ارييل شارون تضم حزبي العمل وشينوي ويكون فيها شيمعون بيريز وزيرا للخارجية. ويرفضون اجراء انتخابات جديدة، ويعلنون انه في حالة اجراء مثل هذه الانتخابات، فان النتيجة ستكون مماثلة للنتائج التي خرجت بها الانتخابات الأخيرة.

واجرى الاستطلاع معهد «تلسيكر» لصالح صحيفة «معريف» وجاءت نتائجه مفاجئة. إذ ان الجمهور الاسرائيلي عاد ليؤكد بحزم رفضه دخول الاحزاب الدينية الى الحكومة، كونها معروفة بابتزاز الميزانيات الطائلة من اجل رفاه قادتها ومؤسساتها الدينية، التي تعمل تحت مختلف الشعارات الخيرية. وفقد 17% من المستطلعة آراؤهم قالوا انهم يؤيدون حكومة بمشاركة الليكود والعمل والاحزاب الدينية، بينما قال 29% انهم يؤيدون حكومة يمين بمشاركة المتدينين. والغالبية (54%) رأت ان افضل حكومة لاسرائيل اليوم في حكومة الليكود بمشاركة العمل وشينوي. علما بأن حكومة كهذه ستكون مستقرة (77 مقعدا في الكنيست من مجموع 120)، وستنفذ خطة الفصل التي يطرحها شارون للانسحاب من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية.

وسئل المواطنون المشاركون في الاستطلاع، وهم عينة تمثل تركيبة المجتمع الاسرائيلي، أي وزير خارجية يفضلون. فأعطى 51% اصواتهم لبيريز، وفقط 32% اختاروا وزير الخارجية الحالي، سلفان شالوم (الليكود). والتفسير لهذه النتائج هو ان الجمهور الاسرائيلي مقتنع بخطة الفصل ويريد ان تنفذ فورا.

وحذر هذا الجمهور الاحزاب الاسرائيلية من التوجه نحو انتخابات جديدة. إذ اكد انه سيخرج بالنتائج الحالية نفسها تقريبا: الليكود 39 مقعدا (له الآن 40 مقعدا)، العمل ـ 24 (22)، شينوي ـ 13 (15)، حزب اليهود الشرقيين المتدينين (شاس) ـ 9 (11)، حزب الاتحاد اليميني المتطرف ـ 9 (7)، حزب «ياحد» اليساري بزعامة يوسي بيلين ـ 7 (6)، حزب المستوطنين (المفدال) ـ 5 (6)، حزب اليهود الاشكناز المتدينين ـ 5 (5)، الاحزاب العربية 9 (8 مقاعد).

وفي هذه الحالة يبقى اليمين الاسرائيلي بأكثرية مطلقة في الكنيست (67 مقعدا من مجموع 120)، أي اقل من نسبته الحالية فقط بمقعدين، سينقلان الى احزاب اليسار. مما يعني ان الانتخابات لن تغير شيئا في الخريطة الحزبية.

واكد مصدر رفيع في مكتب شارون، بأنه لن يستطيع تجاهل نتائج الاستطلاع. وبذلك المح الى انه سيسعى لضم حزب العمل الى حكومته. وفي الوقت نفسه اعلن بيريز انه يتجه نحو تشكيل طاقم للمفاوضات مع الليكود حول الائتلاف. ويقال ان الطاقم سيضم رئيسة الكتلة البرلمانية، داليا ايتسيك وعضوية حايم رامون (صاحب الخبرة في مفاوضات كهذه) وبنيامين بن اليعزر (رئيس الحزب السابق).

وكان بيريز قد أجرى لقاءات مع حزبي «شاس» و«يهدوت هتوراه» المتدينين، من اجل دراسة امكانية ضمهما الى حكومة شارون. وقال: «عملنا معا في المعارضة فترة طويلة وواجبنا الأخلاقي يحتم علينا الاستمرار في التعاون». وفاجأه رئيس حزب «شاس»، ايلي يشاي، بالقول ان حزبه قد يغير موقفه المعارض لخطة الفصل ويؤيدها اذا شارك في الحكومة. واسند موقفه بالقول ان الرئيس الروحي للحزب، الحاخام عوفاديا يوسيف، صرح اكثر من مرة انه يؤيد الوصول الى تسوية مع الفلسطينيين. وهو القائل ان الانسان اهم من الأرض. وفي سبيل السلام، يمكن التخلي عن قسم من الأرض.

إلا ان الحزبين اصرا على الا يدخلا الحكومة في حالة بقاء حزب «شينوي» العلماني الراديكالي فيها. والأمر نفسه اعلنه قادة حزب «شينوي». وكان اشدهم تطرفا رئيس الحزب وزير القضاء، يوسف لبيد، الذي قال: «هذه الاحزاب تستغل اسم الله والأديان حتى تنهب الأموال. الله بالنسبة لها هو امين صندوق للخزنة. ونحن لن نسمح لها بان تدخل الحكومة معنا، حفاظا على خزينة الدولة».

يذكر ان هناك ضغوطا من داخل الليكود على شارون كي يشرك الاحزاب الدينية في حكومته، حتى على حساب شينوي. ويبررون هذا المطلب بأن تلك الاحزاب تمثل في الكنيست قطاعا مهما واساسيا من المجتمع اليهودي يصل تعداده الى 25% من السكان. ولا يجوز عزلهم او الاستخفاف بهم، لأن ذلك سيترك اثره السلبي على مستقبل الليكود وفي المعارك الانتخابية المقبلة.