بري ينتقد «تأمرك» بعض المسؤولين اللبنانيين

TT

وجه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري اقسى انتقاداته للحكومة ورئيسها رفيق الحريري من دون ان يسميه مباشرة على خلفية تصريحات اطلقها عضو الكونغرس الاميركي من اصل لبناني راي لحود بعد لقائه الحريري الاسبوع الماضي اعلن فيها معارضته تعديل الدستور لتمديد ولاية رئيس الجمهورية اميل لحود.

وتحدث بري خلال لقاءاته الاسبوعية مع النواب امس عن «جو متأمرك» في لبنان، وقال متهكماً: «هل اصبحت الحكومة والمسؤولون في لبنان لا يتكلمون الا اللغة الانجليزية، عفواً الاميركية؟ لقد اصبح الجميع يتكلم هذه اللغة. وفي وقت تتحدث فيه سورية عن لبننة الاستحقاق يأتينا السيناتور راي لحود ليتكلم عن لسان (مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأوسط) ديفيد ساترفيلد، والادارة الاميركية، وليس عن لسانه كلبناني الاصل. ولا ادري لماذا هذا الاهتمام العظيم بموضوع كلامه المترجم الى العربية بأنه ضد التمديد، علماً انه ينفع التمديد في رأيي. وكنا ننتظر من هذا اللبناني الاصل ان يتحدث عن قرار محكمة العدل الدولية بالنسبة للجدار الفاصل، وألا ينسى ان العرب كل العرب، ولبنان كل لبنان كانوا ضد جدار برلين متوافقين مع الموقف الاميركي آنذاك، غير ان المشكلة الحقيقية هي ان الولايات المتحدة الاميركية والادارة التي يكلمنا باسمها لا ترى الا بالعين الاسرائيلية. ونحن لا نرى الا بالعين الفلسطينية. كنا ننتظر من هذا اللبناني الاصل ان يحدثنا عن (الامين العام لوكالة الطاقة الذرية) محمد البرادعي ومهمته فوق ديمونة والتي انتهت باقتراح تبرعات لخدمة السلام النووي الاسرائيلي».

واضاف بري: «هذا الجو المتأمرك الجديد والفائض من السياسة الى الساحات الاخرى في البلد. وقد نبهنا سابقاً بأن (المارينز الاميركي اللبناني الاصل) واصف حسون الذي هو ايضاً من اصل لبناني مثل راي لحود، سوف يخرج من لبنان من دون ان يدخل اليه، لقد تأكد لنا ان الطائرة التي احضرته الى مطار بيروت هي بذاتها التي اخرجته». وتابع مستعيداً كلمات احدى الاغنيات الشعبية «حسونة رايح رايح، حسونة جاي».

وأسف لأنه «بدلاً من ان نتضامن مقيمين ومغتربين لبنانيين وعرب حول قرار محكمة العدل الدولية، بعد ان يشرح لنا الكونغرس الاميركي كيف يمكن ان يجمع القضاة ما عدا القاضي الاميركي على هذا القرار بدلاً من ان نجمع على ان نتكامل في سبيل الافادة من هذا الجو الدولي الذي يخرق الاستثناء الذي تعامل به اسرائيل، وجدنا ان التضامن حصل في اسرائيل، وان الاحزاب الاسرائيلية خصوصاً العمل والليكود تلتقي لمجابهة هذا القرار الحق، حتى ينطبق علينا قول الإمام علي: تفرقتكم عن حقكم، وتجمعوا على باطلهم».

واستغرب امس الرئيس السابق للحكومة سليم الحص الغياب الكلّي للدولة بكل مؤسساتها فلا جلسة لمجلس الوزراء ولا دورة استثنائية لمجلس النواب ورئيس الجمهورية في اجازة في الخارج. كأنما الدنيا في ألف خير». وعجب كيف ان «مجلس الوزراء لم يفكّر في عقد جلسة واحدة في غياب رئيس الجمهورية، مع أننا كنّا نسمع شكوى من رئيس مجلس الوزراء انه لم تُتح له الفرصة خلال الأربع سنوات الماضية لترؤس جلسة واحدة من جلسات مجلس الوزراء». ورأى انه «ان دلّ هذا الواقع المزري على شيء فعلى غياب روح المسؤولية لدى المسؤولين. فهل نلوم المواطن الذي بات يدعو الى تغيير كامل في صورة الحكم».