سياسيون مصريون يعتبرون أنه لا يوجد تغيير حقيقي ورجال الأعمال متفائلون

TT

تباينت ردود فعل السياسيين والحزبيين المصريين بشأن التغيير الوزاري في مصر الذي جاء بالدكتور أحمد نظـيف رئيسا للحكومة فاعتبره البعض بانه لا يعد تغييراً حقيقياً ويقتصر فقط على مجرد تبديل في الأشخاص وليس في السياسات بعد أن ضم التشكيل نفس الوجوه القديمة وغاب عنه أصحاب الرؤى السياسية واقتصر فقط على مجموعة من التكنوقراط، بينما رأي آخرون اعطاء الحكومة فرصة قبل الحكم عليها بينما ابدى رجال الاعمال تفاؤلهم.

وأكد المراقبون أن التعديل الوزاري لا يعطي آمالاً كبيرة في الاصلاح لأنه لم يأت لحل المشاكل الجوهرية التي تعاني منها مصر.

وأشار الدكتور ابراهيم أباظة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد المعارض إلى أن هذه الحكومة الجديدة عبارة عن تكنوقراط لا تختلف كثيراً عن الحكومات الثلاث الماضية والتي جاءت بغرض تحقيق الاصلاح الاقتصادي. وتوقع أن تفشل مثل سابقتها في تحقيق شيء ملموس لأن أجندة العمل واحدة ولا توجد رؤية محددة للاصلاح الشامل سواء سياسياً أو اقتصادياً والذي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال منظومة ديمقراطية حقيقية يسودها مناخ الشفافية والرقابة البرلمانية والمحاسبة الشعبية من خلال الاعلام الحر حتى تترسخ الشفافية والنزاهة. وتوقع الدكتور أباظة أن الفشل يلاحق الحكومة الجديدة طالما أن هذه الحكومة بدون شخصية تتلقى التعليمات والتوجيهات بقرارات فوقية وليس لديها استراتيجية لحكم عملها.

أما المهندس خيرت الشاطر نائب مرشد الاخوان المسلمين وهو يعمل في نفس تخصص الدكتور نظيف رئيس الحكومة الجديد في مجال البرمجيات، فقال إن الظروف صعبة حالياً للغاية والنظام في أضعف حالاته سواء من ناحية الظروف الداخلية أو الخارجية. واعتقد أننا بالفعل نحتاج إلى حزمة اصلاحات أخرى سواء اقتصادياً وسياسياً حتى تعطينا روحاً للأمل والتفاؤل. إلا أنه أضاف دعنا ننتظر فربما يكون هناك خير خاصة أن المعلومات التي لدينا غير كافية للحكم على الحكومة الجديدة. ولا نسارع في الحكم قبل أن نرى النتائج ولكننا لا ننتظر الكثير في ظل حالة التخبط مع بدء اعلان الحكومة.

ويقول ضياء الدين داود رئيس الحزب الناصري إن التغيير حركة ربما تسفر عن جديد يروي عطشنا وآمالنا في تحقيق تقدم. ومن المفيد أن نأمل خيراً في الوزارة الجديدة حتى لا نصاب باليأس وأجمل ما في التغيير الجديد أنه مريح للأعصاب رغم أنه يفتقد للرؤية. وأنا شخصياً أتعامل معه طبقاً للمثل الذي يقول: «نحس يروح ونحس ييجي خير من نحس مستمر».

وقال ناشط نقابي إن لا أمل في التغيير من خلال حكومة نظيف الجديدة لأن القائم عليها رئيس وزراء غير متخصص في السياسة والاقتصاد ولا يملك مقومات الاصلاح. ويتعامل بمنطق أنه موظف وهو ما كشف عنه التخبط في اختيار عناصر الحكومة الجديدة والتي ظل يبحث فيها عن وزراء كان لأول مرة يلتقي بهم ولا يعرف عنهم شيئاً رغم أنه كان وزيراً للمعلومات.

إلى ذلك رحبت جمعية رجال الاعمال المصريين أمس بالتشكيل الحكومي الجديد وتوجهات الوزارة الجديدة وأعربت عن ثقتها في قدرة الحكومة الجديدة على اجراء تغييرات كبيرة تساعد على تحسين الاداء الاقتصادي ورفع مستوى المعيشة وزيادة الاستثمارات الاجنبية ومواجهة العديد من التحديات الصعبة. وقال جمال الناظر رئيس جمعية رجال الاعمال ان وجود الدكتور احمد نظيف كرئيس للحكومة وتاريخه في وزارة الاتصالات يدل على انه يملك من المهارة الادارية والقدرة على قيادة فريق عمل والتنسيق بين الوزارات، كما ان انشاء وزارة مستقلة للاستثمار يعد من المطالب الرئيسية للقطاع الخاص منذ زمن طويل، وايضا وجود الدكتور يوسف بطرس غالي كوزير للمالية سيجعله اكثر نجاحا بعد ان تعرف على مشكلات القطاع المالي التي تعوق التجارة الخارجية ويساعد على ازالتها. وطالب جمال الناظر بأعطاء الاولوية القصوى لقطاع الخدمات حيث حقق القطاع الخدمي فائضا في ميزان الحساب الجاري للعام المالي الماضي يتراوح بين 4 الى 5 مليارات دولار وهو قطاع واعد مما يتطلب ازالة كل العوائق امامه خاصة السياحة. كما طالب الناظر الحكومة الجديدة بالعمل على علاج العجز الكبير في الموازنة والارتفاع الكبير في الدين المحلي والعمل على استقرار العملة والقوانين الخاصة بالاستثمار. وطالب رئيس جمعية رجال الاعمال الحكومة بالتوقف عن عملية التوظيف لانها تمثل بطالة مقنعة. وقال الباحث الدكتور نبيل عبد الفتاح مساعد مدير مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية إن الملاحظة الأولى على متابعة تشكيل الحكومة الأخير هي التخبط وعدم وجود تصور واضح لرئيس الوزراء الجديد لأنه لم يكن محدداً للعناصر الجديدة التي سيستعين بها في وزارته وهو ما كشف عنه طول مدة اختيار التشكيل وهو ما يكشف أنه لا يسير بخريطة واضحة.

وأضاف عبد الفتاح أن نظيف لم يستغل الفرصة التاريخية التي منحها له الرئيس مبارك لكي يختار الأشخاص الذين يريدهم لمقاعد الوزراء واستثنى من ذلك الوزارات السيادية الثلاث (الدفاع والداخلية والخارجية) إلا أنه من مجمل ما حدث خلال الأيام الماضية نجد أن رئيس الوزراء لم يسع لاستغلال هذه الفرصة بل أنه أبقى على 20 وزيراً من الوزراء القدامى والذين أصبحوا عصب مجلس الوزراء الجديد، وهو ما يعني استنساخ الوزارة القديمة..

وأكد مساعد رئيس مركز الأهرام أنه اتضح من طريقة اختيار الدكتور نظيف للوزارة الجديدة سيطرة عقلية التكنوقراط وعدم وضوح الرؤية عنده لذلك جاءت اختياراته بعيدة عن الشخصيات المنشغلة بالعمل العام. وهذا يعني، حسب اعتقاد عبد الفتاح، أن الحكومة الجديدة سوف تكون صورة من الحكومات السابقة التي رسخت لنظرية التكنوقراط والبيروقراط. وأصبحت معظم الصلاحيات السياسية في يد رئيس الجمهورية. واعتبر عبد الفتاح أن لا أمل في تغيير حقيقي إلا بالحد من الصلاحيات الدستورية لرئيس الجمهورية.