بدأ وزير الخارجية المصري الجديد احمد ابوالغيط في مباشرة مهام منصبه الجديد خلفا لاحمد ماهر بعد أدائه اليمين الدستورية صباح أمس أمام الرئيس المصري حسني مبارك. وفي أول تصريح له للمحررين الدبلوماسيين لدى وصوله الى وزارة الخارجية قال ان تكليف الرئيس مبارك له كوزير للخارجية هو استمرار البناء على المحاور الأساسية المعروفة للسياسة الخارجية المصرية. وأوضح أبوالغيط ان محاور السياسة الخارجية المصرية ستركز على المنطقة العربية ومحاولة ايجاد تسوية للقضية الفلسطينية، كما أكد ان القارة الافريقية ستحظى باهتمام كبير في المرحلة القادمة وبخاصة منطقة حوض النيل.
وأضاف ان الاهتمام سيتركز كذلك على دعم التعاون في اطار منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وأوروبا، وكذلك الحفاظ على العلاقات الودية والصداقة مع الولايات المتحدة، وأشار الى ان الدبلوماسية قد أصبحت ذات أبعاد متعددة وذات دور أكثر أهمية على المستوى الدولي في ظل التطور الحاصل في العلاقات الدولية ووجود قضايا لا يتم تناولها إلا في إطار الأمم المتحدة أو المؤتمرات الدولية الكبيرة.
وقال وزير الخارجية انه سوف يتم في المرحلة القادمة البناء على ما تم في السابق، بمعنى انه لا تغيير في السياسات بل ستكون المرحلة القادمة امتدادا وبناء على ما بذل من جهد على مدى سنوات وعقود، مشيرا الى ان هناك ضوابط ومنطلقات محددة لرؤية مصر للعالم الخارجي وللسياسة الخارجية المصرية. وأكد ان الدبلوماسية المصرية سوف تقوم بدورها وتستمر في بذل كل الجهد مثلما عهدناها.
وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى هو أول الزائرين المهنئين لوزير الخارجية المصري الجديد احمد ابوالغيط خاصة أنه كان يعمل قبل توليه منصب المندوب الدائم لمصر بالأمم المتحدة مديرا لمكتب عمرو موسى عندما كان وزيرا للخارجية، حيث قام بزيارته في مكتبه، كما قام المستشار السياسي للرئيس الدكتور اسامة الباز بدوره بتهنئة الوزير الجديد.
وقال موسى في تصريح له بعد لقائه أبوالغيط انه ناقش معه التعاون بين الجامعة العربية ووزارة الخارجية المصرية، لافتا الى انهما سبق لها العمل لسنوات طويلة معا. وفي تصريحات له بمقر وزارة الخارجية عقب لقائه أبوالغيط أكد أهمية اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة للتأكيد على عدم مشروعية بناء اسرائيل الجدار وعدم شرعية كافة الممارسات الاسرائيلية، معتبرا ان قرار المحكمة الدولية يشكل نقلة نوعية بالغة الأهمية، واعتبر ان محكمة العدل الدولية كشفت عن سوء الممارسات والسياسات التي قال انها باتت سمة للنظام الدولي الحالي وانها باتت ممارسات غير مقبولة، كما ان الحكم يعني فشل محاولات تهميش القانون الدولي وتجميل هذه الممارسات.
وفي أول قرار يصدره عقب توليه مهام منصبه أمس عين أبوالغيط السفير سامح شكري مساعد الوزير لشؤون المراسم مديراً لمكتبه خلفاً للسفير مخلص قطب. وكان قطب قد أحيل للتقاعد بعد بلوغ سن المعاش وعين أميناً عاماً للمجلس القومي المصري لحقوق الانسان الذي يرأسه د. بطرس غالي.