بعد ثلاثة أسابيع من الأزمة التي فجرت داخل الأوساط السياسية والحزبية في مصر عقب الكشف عن عقد اجتماع سري بين الوفد والاخوان، علمت «الشرق الاوسط» ان اجتماعا ثانيا عقد بين الطرفين مساء أول من امس بمقر حزب الوفد واستمر لمدة ساعتين. وجاء الاجتماع الثاني بين الاخوان والوفد، وسط حالة من التكهنات تصب في احتمالات ابرام تحالف انتخابي بين الجانبين خلال الانتخابات المقبلة. لكن مصادر قيادية من الطرفين نفت احتمالات ابرام هذا التحالف على غرار ما حدث عام .1984 وعلمت «الشرق الاوسط» ان الاجتماع الذي بدأ في الثامنة مساء واستمر لمدة ساعتين شارك فيه أعضاء اللجنة المشكلة من الجانبين وهي تضم 6 أعضاء بواقع ثلاثة قياديين من كل جانب حيث ضمت مجموعة الوفد نائب رئيس الحزب الدكتور محمود أباظة وسكرتير عام الحزب الدكتور السيد البدري، والمحامي محمد علوان الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع جماعة الاخوان، فيما ضمت مجموعة الاخوان في اللجنة النائب الأول للمرشد العام للجماعة الدكتور محمد حبيب، وزعيم كتلة الاخوان في البرلمان الدكتور محمد مرسي، وسيف الاسلام حسن البنا نجل مؤسس الجماعة والذي يرتبط بعلاقات وطيدة مع عدد كبير من قيادات حزب الوفد.
وحسب معلومات «الشرق الاوسط» فإن الاجتماع تم فيه التشاور بشكل موسع حول أولويات الاصلاح السياسي ومحاولة التوصل الى اتفاق موحد حول الاصلاح السياسي استنادا الى أوراق العمل المشتركة التي اتفقت عليها أحزاب المعارضة وتشاورت بشأنها خلال الفترة ما بين عامي 1987 و1997 والتي شارك فيها الاخوان وجميع أحزاب المعارضة، في وقت نفت مصادر مطلعة ان يكون تم طرح مبادرة الاخوان الأخيرة للاصلاح كأساس للتشاور، مشيرة الى انه لم يتحدد حتى الآن موعد آخر لعقد الاجتماع التالي أو مدى زمني للاتفاق حول ورقة الاصلاح.