الإبراهيمي يبحث في زيارة مفاجئة للقاهرة مع موسى التنسيق بين الجامعة العربية والأمم المتحدة لدعم الحكومة العراقية

TT

قام أمس الأخضر الإبراهيمي، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للعراق، بزيارة مفاجئة للقاهرة التقى خلالها مع عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية، قبل توجهه إلى النمسا للمشاركة في أعمال الندوة الدولية، التي ستعقد في مدينة بادن جنوب فيينا حول التحديات التي تواجه الأمن والسلم الدوليين في المرحلة الراهنة.

وبحث الطرفان تطورات الوضع الراهن في العراق. وتبادلا وجهات النظر بشأن كيفية التنسيق بين الجامعة العربية والأمم المتحدة في تقديم الدعم السياسي للحكومة العراقية، لتمكينها من القيام بدورها على الساحة العراقية.

ومن المقرر أن يجتمع عمرو موسى اليوم في فيينا مع كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة. ومن المقرر أن يجتمعا مرة أخرى يوم الأربعاء المقبل في نيويورك التي سيزورها موسى للمشاركة في اجتماع دولي حول دور المنظمات الدولية في تحقيق السلم والأمن الدوليين.

ولذا فإن رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي ووزير خارجيته هوشيار زيبارى لن يجتمعا خلال الزيارة التي سيقومان بها الأسبوع المقبل للقاهرة مع عمرو موسى. لكن مصادر بالجامعة العربية قالت إن وفدا منها سيلتقي رئيس الحكومة العراقية.

ومن المقرر أن يشارك الابراهيمي في اجتماعات وزراء خارجية دول جوار العراق منتصف الاسبوع المقبل، في حين تنتظر جامعة الدول العربية أن توجه لها الدعوة للمشاركة، خاصة أن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة يشاركان في هذا الاجتماع.

وقد أكد الأخضر الإبراهيمي في تصريحات صحافية له عقب لقاء موسى بالجامعة العربية أنه سيشارك في اجتماع وزراء خارجية الدول المجاورة للعراق، اضافة لمصر والذي سيعقد في القاهرة. وأضاف نحن نتطلع إلى تعاون كل دول الجوار القريب والبعيد للعراق في إعادة الاستقرار لهذا البلد وللمنطقة العربية.

ونفى الابراهيمي بشدة ما تردد على لسانه بأنه تحدث عن تهميش دور الجامعة العربية. وقال أنا لم أستبعد الجامعة، وإنما أكدت أهمية التفاهم مع العراق. وأضاف أنه ليس من حقه التدخل سلبا أو ايجابا في علاقة الجامعة العربية بالعراق. وأكد الابراهيمي أنه ليس ضد دور الجامعة العربية في العراق، وعلى العراق والجامعة الاتفاق على هذا الدور.

وردا على سؤال حول الانتقادات الموجهة الى الحكومة العراقية، قال الابراهيمي إن بعضها قد تكون مبررة وقد تكون في محلها. وأضاف ان رأيه في أشخاص هذه الحكومة ليس مهماً، وإنما المهم هو رأي العراقيين أنفسهم. وأشار إلى أن استقصاءات الرأي في العراق تقول إن أغلبية كبيرة رحبت بهذه الحكومة مع الاعتراض بأنها لا تملك الشرعية إلا بعد الانتخابات.

وردا على سؤال حول تصوره بمشاركة دول الجوار بإرسال قوات الى العراق نفى ان يكون هذا الموضوع مطروحا على جدول أعمال لجنة دول جوار العراق.

وسئل عن الحديث عن تأجيل الانتخابات في العراق، فقال الإبراهيمي إن أنان لم يتحدث عن التأجيل، وإنما أكد أن الأمم المتحدة ستعمل كل ما تستطيع من أجل تأييد العراق واعداده للانتخابات لإجرائها في وقتها.

وأشار الابراهيمي إلى أن مجموعة من الخبراء في الأمم المتحدة تهيأوا للعودة الى العراق بعدما قطعوا شوطا كبيرا في الاعداد للانتخابات.

وحول رؤيته عن الشكل الذي يمكن أن يكون عليه الوجود العربي في العراق، قال إن الأمم المتحدة لا تقرر ذلك الموضوع وإنما الحكومة العراقية والتي أعلنت الترحيب بمشاركة عربية في القوات المتعددة الجنسيات ما عدا دول الجوار. وأشار الابراهيمي إلى ان الحكومة العراقية ترى ان هناك حساسيات لا تخفى على أحد. وأن الدول المجاورة يمكن أن تساعد بوسائل أخرى غير ارسال القوات.

وعما اذا كان التقسيم في السلطة العراقية هو التمثيل الأمثل، قال الابراهيمي إن التقرير الذي قدمه لمجلس الأمن اعتبر التمثيل هو الممكن في الوقت الحاضر.

وحول ما اذا كانت الحكومة العراقية ستنجح في تحقيق الاستقرار في ظل الاحتلال طالب الابراهيمي بضرورة أن يتم العمل على إنهاء الاحتلال للعراق وعلى إنهاء الوجود العسكري والأجنبي لأن الحكومة العراقية استعادت سيادتها وهي الآن تملك القرار.

من ناحيته، أوضح عمرو موسى انه أجرى اتصالا هاتفيا عقب لقائه الأخضر الابراهيمي ظهر أمس مع رئيس وزراء العراق اياد علاوي. وقال انه اتفق معه على اللقاء قريبا وأن وفدا من الجامعة سيلتقيه خلال زيارته الى القاهرة.

وأوضح وموسى أنه بحث مع الابراهيمي الوضع في العراق وأنه سيستأنف هذا النقاش مع الامين العام للامم المتحدة في مقر المنظمة الدولية بعد ايام، مشيرا الى أن الجامعة لن تتراجع عن لعب الدور المنوط بها ومتابعة الأمور المتعلقة بالعراق. وأكد الروح الطيبة في التعاون بين الجامعة والأمم المتحدة حول هذا الموضوع.

وتوقعت مصادر دبلوماسية عربية وعراقية أن يطلب وزير خارجية العراق من الاجتماع المقبل لوزراء خارجية دول الجوار الجغرافي للعراق، مساهمة دولهم في الحد من عمليات تسلل العناصر الإرهابية التي تتهمها الحكومة العراقية بالضلوع في عمليات إرهاب مبرمجة لزعزعة الأمن والاستقرار في العراق.

وقالت المصادر إن زيبارى سيطلع وزراء خارجية مصر وسوريا والسعودية والكويت وتركيا وإيران على الجهود التي تقوم بها الحكومة العراقية في هذا الصدد. وأشارت إلى أن وزير الخارجية العراقي سيؤكد مجددا ترحيب بلاده باستدعاء قوات أمن من خارج دول الجوار الجغرافي للمساهمة في تعزيز قدرات الحكومة العراقية على فرض سيطرتها .

ومن المقرر أن يمثل هذا الاجتماع فرصة للقاءات تعارف هي الأولى من نوعها بين أحمد أبو الغيط الذي تولى قبل يومين فقط منصبه كوزير للخارجية في الحكومة المصرية الجديدة وبين وزراء خارجية الدول الستة المعنية مباشرة بالوضع الراهن في العراق.

وقال المستشار هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط» إن اجتماع لجنة الترويكا العربية حول العراق التي تضم وزراء خارجية تونس باعتبارها الرئيس الحالي للقمة، والبحرين الرئيس السابق لها، بالإضافة إلى الجزائر الرئيس التالي للقمة سيعقد خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مشيرا إلى أن المشاورات بشأن توقيت ومكان الاجتماع لم تحسم بعد.

ونفى يوسف لـ«الشرق الوسط» أن يكون هذا الاجتماع سيبحث في إمكانية إرسال قوات حفظ سلام عربية إلى العراق، موضحا أن لجنة الترويكا ستناقش آخر المستجدات على الساحة العراقية في ضوء تشكيل الحكومة العراقية الانتقالية وتعيين أياد علاوى رئيسا لها، بالإضافة إلى انتخاب غازي عجيل الياور رئيسا للدولة العراقية. كما سيناقش الاجتماع ملف نقل السلطة من قوات الاحتلال الأجنبية في العراق إلي هذه الحكومة، والمساعي التي تقوم بها الدول العربية لدعم الأمن والاستقرار في العراق.