شريط لـ«بي.بي.سي» يوثق إساءات حزب متطرف للإسلام والمسلمين

تجدد المطالبة بسنّ قوانين تعاقب على التحريض الديني في بريطانيا وتوفر الحماية للمسلمين

TT

اعتبرت أمس مصادر إسلامية بريطانية أن فضح «تحريض» «الحزب القومي البريطاني» على كراهية المسلمين وإيذائهم في تقرير بثته هيئة الاذاعة والتلفزيون البريطانية (بي.بي.سي) بثه مساء امس، هو مبرر قوي لتوفير الحماية القانونية للمسلمين أسوة باليهود والسيخ. وضم تريفور فيليبس، وهو رئيس «لجنة المساواة العرقية» البريطانية صوته اليهم مؤكداً وجوب سد الثغرة القانونية التي تسمح للبعض بالاساءة للمسلمين. وأفادت «بي.بي.سي» أنها سلمت الجهات القانونية الأدلة التي توفرت لديها في إطار فيلم صوره أحد مراسليها بشكل خفي لزعيم الحزب نيك غريفين وبعض أعضائه، وهم يعترفون بعدائهم الشديد للاسلام والمسلمين. غير أن المحامي عرفان بات استبعد في مكالمة مع «الشرق الأوسط» إمكان إدانة المتهمين في محكمة بريطانية. جدير بالذكر ان غريفين اتهم «بي.بي.سي» ببث مقاطع أخرجت من سياقها، وتحدى خصومه ان يرفعوا قضية ضده. كما أعلن الحزب عن فرض عقوبات على بعض أعضائه الذين ظهروا في الفيلم.

وكانت «بي.بي.سي» بثت ليل اول من امس فقرات من الفيلم الذي صوره مراسلها جاسون غوين في ختام «صداقته» مع بعض أعضاء الحزب المتطرف التي استمرت 6 اشهر. وذكرت الهيئة أن الفيلم سيبث بنسخته الكاملة مساء الخميس. وظهر في الفقرات التي شاهدها ملايين البريطانيين ليل الاربعاء غريفين يحث مستمعيه في شمال انجلترا على التصدي لـ«خطر» المسلمين بزعم أنهم يسعون الى اغتصاب «أية امرأة» يريدون «شرط ألا تكون مسلمة». ووجه اساءات بالغة للقرآن الكريم مستعملاً عبارات نابية. وقال «عليكم ان تقفوا وتفعلوا شيئاً للحزب القومي البريطاني، لأنكم اذا لم تفعلوا فإنهم (المسلمين) سيلحقون الأذى بأحد أعضاء عائلتكم». وأضاف أن عباراته هذه قد تعود عليه «بسبع سنوات (من السجن)، لو قلت ذلك في الخارج او أمام أشخاص ينقلوها للشرطة». وبدا ايضاً في التقرير المصور الناشط ستيف بارخام وهو يتحدث بفخر عن نجاحه في رفس مسلم بطريقة قوية جعلت الدم بنبجس من جسد الضحية. وذكر أنه واصل ضرب ورفس الشخص المسلم مما جعله يقع و «رأسه على الأرض. كان الدم ينبثق من رأسه. نظرت الى حذائي. لقد كنت مغطى بالدم ـ فوق حذائي وسواه». أما زميله الآخر في الحزب ستيورات وليامز، فوصف بإسهاب «الحلم» الذي يداعب خياله. وقال إنه يحلم بقيادة سيارة مزودة بمدفع آلي في صندوقها الخلفي، والتوجه بها الى «خارج مسجد ظهر يوم جمعة» كي يصوبها الى المصلين لدى مغادرتهم المسجد. واشار الى ان «كل ما أرغب في فعله هو اطلاق النار على الباكستانيين (المسلمين عموماً)». من ناحيته قال فيليبس في بيان تلقته «الشرق الأوسط» إن غريفين أخطأ حين توقع نيله حكماً بالسجن لسبع سنوات. واعتبر «أنه بوضوح ارتكب ذنب تحريضهم (مستمعيه) بالقيام بأعمال الكراهية الدينية». وأضاف «للأسف في الحقيقة إنه كان على خطأ» بشأن إدانته من قبل محكمة بريطانية. وتابع «حقيقة انه ليس لدينا قانون يحمي المسلمين من هذا النوع من التهديد تعني انه سينجو من العقوبة». وأردف «هذا عار وطني، وهو عار تنبغي معالجته في أقرب وقت ممكن». الى ذلك، أوضح عنايات بونغوالا، وهو مسؤول الاعلام في «المجلس الاسلامي البريطاني» أن القانون البريطاني لا يعامل المسلمين بالمساواة مع غيرهم من المجموعات الدينية كاليهود والسيخ. وقال في مكالمة مع «الشرق الأوسط» إن اتباع المذهبين الأخيرين «يتمتعون بالحماية بفضل القوانين التي تعاقب على التحريض العرقي، بينما نحن المسلمين ننتمي الى أعراق مختلفة، مما يجعلنا غير قادرين على الاستفادة من هذا القانون». وأضاف «نحن في حاجة ماسة الى تشريعات تعاقب على التحريض على الكراهية على اساس ديني». وذكر ان المجلس بصدد توجيه رسائل الى جهات رسمية للاحتجاج على الحادثة والتنبيه الى ضرورة تمتع المسلمين بالحماية القانونية. وكان المجلس اعرب عن استيائه قبل اسابيع حين بثت وسائل الاعلام البريطانية شريطاً دعائياً للحزب المتطرف ضم اتهامات وعبارات متجنية على الاسلام والمسلمين. واستوضحت «الشرق الأوسط» المحامي بات عن احتمال نجاح قضية قانونية ضد غريفين وزميليه، فقال عبر الهاتف إن ذلك مستبعد. وأضاف «إن اسلوب اصدار الاحكام بشأن تهم من هذا النوع قد تغير بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول)، وباتت ادانة الاشخاص بتهم التحريض أشد صعوبة». وزاد إن القضية أكثر تعقيداً مما يبدو لأول وهلة «فتصوير فيلم بشكل سري لشخص يقول أشياء ضمن غرفة مغلقة قد لا يبدو للمحكمة بأنه تحريض فعلاً لأنها قد ترى أن التحريض يجب ان يتم علنا».