وزير الخارجية الإسرائيلي يعلن الحرب على شارون على خلفية إشراك «العمل» في الائتلاف الحكومي

TT

يشهد حزب الليكود الحاكم تصعيدا كبيرا في الصراع بين المؤيدين والمعارضين لضم حزب العمل المعارض الى الحكومة، وذلك على خلفية الصراع حول المقاعد الوزارية الرفيعة.

واعلن مؤيدو وزير الخارجية، سلفان شالوم، حربا على رئيس حكومتهم، ارييل شارون، لأنه ينوي تعيين رئيس حزب العمل، شمعون بيريس، وزيرا للخارجية.

وقال احد المقربين من شالوم ان شارون اختار ان يعلن حربا عليه. وانه سيرد بحرب اقسى، ستؤدي في نهاية المطاف الى انهاء حياة شارون السياسية بالهزيمة النكراء.

وكان شالوم قد دعا حوالي 200 ناشط من القيادات الميدانية في حزب الليكود الى الاجتماع لديه في البيت لتدارس الموقف، وايجاد السبل لافشال مخططات شارون. وبدا ان شالوم فقد اعصابه من مواقف شارون، ومن تصريح نقل على لسانه قال فيه: «شالوم لم يولد وزيرا للخارجية». ورد شالوم بالقول: «شارون ايضا لم يولد رئيسا للحكومة». واتهمه بأنه يدير شؤون الدولة بسياسة حزب العمل «حتى صرنا نشعر اننا نحكم البلاد، لكن اعضاء حزبنا يقبعون في المعارضة».

واتهم شالوم شارون بأنه يسير على نهج سيوصل اسرائيل الى التقلص والتقزم بينما الفلسطينيون سيقيمون دولة على كامل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية. وعندها انفلت مؤيدوه وراحوا يوجهون اتهامات اقسى لرئيس الحكومة: «يحسب ان الليكود حزب الرجل الواحد» و«يريد ان يدخل السرطان (يقصدون حزب العمل) الى جسد الحكومة والليكود» و«شارون يخون مبادئ حزبه ورفاقه» و«شارون انتهى. سوف نسقطه».

ويذكر ان المفاوضات بين حزبي الليكود والعمل ستبدأ بشكل فعلي بعد غد. وحسب مصدر في حزب العمل، فإن المفاوضات ستتطرق اولا للخطوط العريضة للحكومة. حيث يريد العمل الاتفاق على خطوط سياسية جديدة تلتزم بخريطة الطريق وتضع جدولا زمنيا للانسحاب من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية ورفع الخطر المفروض على لقاء الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات. كما يريد العمل الابقاء على الخطوط العريضة في القضايا الدينية. وإحداث تغيير جوهري في السياسة الاقتصادية ـ الاجتماعية. ثم يتفاوضان حول الحقائب الوزارية. اذ يطالب العمل بوزارة الخارجية او وزارة المالية، اضافة الى 6 وزارات اخرى.

وفي اليوم نفسه سيبدأ الليكود مفاوضات اخرى مع حزب «يهدوت هتوراه» الصغير، وهو حزب المتدينين الاشكناز، وسيبدأ مفاوضات أخرى مع حزب «شاس» لليهود المتدينين الشرقيين.

يذكر ان هذين الحزبين المتدينين يرفضان دخول الحكومة بمشاركة حزب شنوي العلماني، مثلما يرفض هو المشاركة في حكومة واحدة معهما. الا ان شارون يفاوضهما بهدف المناورة اولا لكي يخفض من أسهم حزب العمل ويخفف من المعارضة في الليكود، حيث تطالب الغالبية بضم حزب ديني واحد الى الحكومة على الاقل.

وكانت مصادر في حزب شنوي اعربت عن قلقها من التغيير الجذري المتوقع في الحكومة، وقالت انها لا تصدق ان يكون شارون مخادعا لدرجة التنازل عن حزب شنوي، أخلص حلفائه في الائتلاف. لكنها صبت جام غضبها على حزب العمل واتهمته بالمسؤولية عن ضم المتدينين الى الحكومة، «كونه معاديا للعلمانية والعلمانيين».

تجدر الاشارة الى ان شارون شكل، امس، طاقم المفاوضات من حزب الليكود لتركيبة الحكومة القادمة. ووجه افراد الطاقم الى الحرص على الخطوط العريضة للحكومة في المجالين السياسي والاقتصادي ورفض سياسة الحرمان التي يلقيها حزب ضد الآخر والاهتمام باطلاع حزبي شنوي والمفدال، الشريكين في الحكم، على جميع تفاصيل المفاوضات وشكل تقدمها.