العدوان الإسرائيلي يعطي رنا أبو جامع دافعا للإصرار على التفوق في التوجيهية

TT

أعطى العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة وخاصة جنوبه للطالبة رنا حرب أبو جامع، من بلدة بني سهيلا، في المنطقة الشرقية من خان يونس جنوب قطاع غزة، دافعاً قوياً للإصرار على النجاح والتفوق.

ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية «وفا» عن رنا التي حصلت على معدل 98.1 %، محققة المرتبة السابعة على قطاع غزة في الفرع العلمي، قولها إنها تطمح «لدراسة الطب لأنه بالعلم والتفوق نستطيع أن نتحدى الاحتلال، وأن نبني مؤسسات دولتنا لخدمة شعبنا، الذي لا يملك سوى سلاح العلم للدفاع عن حقوقه المشروعة».

وقالت الطالبة التي أهدت تفوقها لوالديها، إن الاعتداءات المتكررة على المناطق الفلسطينية أعطتها «دافعاً قوياً لتحدي الاحتلال، الذي يحاول دائماً ضرب المؤسسات التعليمية لتجهيل شعبنا»، مؤكدة أنها كانت تدرس بمعدل سبع ساعات في اليوم، من دون أن تعتمد على الدروس الخصوصية. ونصحت ابو جامع زملاءها بالجد والاجتهاد والمواظبة على مراجعة دروسهم، منذ بداية العام ودون تركها تتراكم.

أما والدتها أم أشرف فأكدت أن تفوق ابنتها جاء نتاج متابعتها لأبنائها وتأسيسهم منذ المرحلة الابتدائية، مشيرة إلى أنها لم تفاجأ بتفوق ابنتها التي حصلت على المرتبة الأولى طوال مراحل الدراسة.

ومن جانبها، أكدت الطالبة نفين قديح، التي حصلت على معدل 97.6، والمرتبة الثالثة ضمن العشرة الأوائل في الفرع العلمي، على «مدرسة الخنساء الثانوية» في عبسان الكبيرة، أنها لم تكن سعيدة بالقدر المطلوب، لأن ما حصلت عليه لم يتناسب مع الجهود التي بذلتها، لتكون من الأوائل على مستوى قطاع غزة.

وقالت قديح التي تعرض منزل عائلتها مرات عديدة لإطلاق نار من الموقع الذي أقامته قوات الاحتلال الإسرائيلي مع بداية انتفاضة الأقصى، منذ قرابة الأربع سنوات، في منطقة الفواحين في المنطقة الشرقية من خان يونس، إنها لم تتمالك أعصابها من شدة الحزن، عندما فوجئت بأن اسمها لم يكن ضمن العشرة الأوائل كما كانت تتوقع، رغم أنها لم تخبر والديها بذلك، مؤكدة أنها أرادت من الجهود التي بذلتها أن تثبت للاحتلال بأن الشعب الفلسطيني يستطيع صنع المعجزات، وفي أحلك الظروف. وأعربت قديح عن رغبتها في دراسة الهندسة المدنية، لكي تساهم في بناء ما دمره الاحتلال على مدار سنوات الانتفاضة.

أما والدها محمد قديح، الذي يعمل موظفاً في «مستشفى ناصر»، فعبر عن سعادته لتفوق ابنته التي وفر لها كافة الأجواء المناسبة لكي تنال ما كانت تطمح إليه.

وبدورها، عبرت الطالبة نور سلوت، التي حصلت على معدل 97.8، المرتبة الثانية ضمن العشرة الأوائل في «مدرسة الخنساء»، عن سعادتها بتحقيق هذا التفوق الذي جاء ثمرة جهود بذلتها منذ بداية العام، حيث كانت تدرس بمعدل ثماني ساعات في اليوم، مؤكدة أن والديها وفرا لها كافة الظروف المناسبة لتحقق هذا التفوق الباهر.

وأشارت سلوت إلى أن والديها لم يفاجآ بهذه النسبة، خاصة وأنه سبق قبل عامين وأن حصلت شقيقتها سالي على 97 % في الفرع العلمي، مؤكدة أنها ترغب في دراسة الطب باعتبارها المهنة الأكثر إنسانية في ظل المعاناة التي يمر بها شعبنا، جراء الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة.