أبطل القضاء اللبناني الملاحقة الجزائية عن خمسة لبنانيين كانوا اتهموا بمخالفة الانظمة والقوانين المالية والمصرفية، عبر نقلهم 19.5 مليار دينار عراقي (13 مليون دولار) من بغداد الى لبنان. وقرر الحاكم الجزائي في بيروت القاضي فوزي خميس، في حكم اصدره امس، كف التعقبات عن المدعى عليهم، محمد ابو درويش (مسؤول في شركة حماية خاصة في أمن مطار بغداد) والعميل الجمركي في مطار بيروت الدولي زوزو زوين ومسؤول العلاقات الخارجية السابق في «القوات اللبنانية» المحظورة ريشار جريصاتي وصاحب شركة «مكتف للصيرفة» ميشال مكتف، صهر الرئيس اللبناني الاسبق امين الجميل، وصاحب شركة «بساط الريح» للطيران مازن البساط، مالك الطائرة التي نقلت الاموال العراقية الى مطار بيروت في 24 يناير (كانون الثاني) الماضي.
وجاء الحكم بكف التعقبات والملاحقة «لعدم توافر عناصر الجرم بحقهم ما اقتضى حفظ الرسوم والنفقات». وعللت المحكمة قرارها بأن «هذه الاموال التي خرجت من مطار بغداد كانت مخصصة لشراء معدات لحساب وزارة الداخلية العراقية وبموافقتها، بعدما وقعت الوزارة عقداً مع شركة «لارو» لشراء التجهيزات للشرطة العراقية، وان اختيار لبنان لتحويل هذه الاموال الى عملة اجنبية سببه سهولة التعامل والتحويل المالي من لبنان واليه».
وجاء في حيثيات الحكم «ان اموالاً مماثلة نقدية تدخل وتخرج من لبنان بشكل دائم بكثير من الحرية نظراً الى النظام الاقتصادي الحر الذي يتمتع به لبنان». واشارت الى «ان لجنة التحقيق الخاصة بمكافحة تبييض الاموال في مصرف لبنان اصدرت قراراً في هذه القضية اعتبرت فيه ان مصدر الاموال العراقية قانوني وسليم، وان كتاباً ارسل من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الى رئيس مكتب مكافحة الجرائم المالية وتبييض الاموال يؤكد فيه عدم وجود انظمة او تعليمات او اجراءات صادرة عن مصرف لبنان او هيئة التحقيق الخاصة بمكافحة تبييض الاموال ترعى اصول ادخال مبالغ نقدية كبيرة من عملات اجنبية الى لبنان».