الإخوان يرفضون لقاء وفد لجنة الحريات الدينية الأميركية وجدل في الأوساط القبطية حول أهداف زيارتها لمصر

TT

قبل أربع وعشرين ساعة من وصول وفد لجنة الحريات الدينية بالكونجرس الاميركي إلى القاهرة، سادت حالة من الجدل المتزايد داخل الاوساط السياسية والدينية في مصر ازاء هذه الزيارة التي اعتبرتها معظم الاوساط زيارة غير مرغوبة باعتبارها تهدف للتدخل في الشؤون الداخلية لمصر. وزادت حدة الجدل داخل أوساط جماعة الاخوان المسلمين ـ المحظورة ـ وداخل الاوساط القبطية على حد سواء، خاصة بعد ان تم ادراج جماعة الاخوان لأول مرة منذ تأسيس اللجنة في تقريرها السنوي الاخير باعتبارها جماعة مضطهدة ومحاصرة في مصر. وكان البعض قد اعتبر ذلك خطوة تكشف عن صفقة بين الاخوان والأمير كيين لطرح الاخوان كنموذج مماثل لحزب العدالة التركي.

ولم تستبعد مصادر داخل جماعة الاخوان ان يكون رئيس مركز ابن خلدون الدكتور سعد الدين ابراهيم احد العوامل الرئيسية في ادراج الاخوان على تقرير لجنة الحريات بسبب علاقته الوطيدة بالاميركيين وعلاقته التي تنامت مع الاخوان خلال فترة سجنه والتي اسفرت بعد اطلاقه عن القيام بوساطة بين الاخوان وبعض الاوروبيين ادت الى عقد اجتماع مشترك في احد نوادي القاهرة مما اعتبره البعض حوارا بين الاخوان والاوروبيين.

غير ان النائب الاول للمرشد العام للجماعة الدكتور محمد السيد حبيب نفى ما يقال عن وجود صفقة بين الاخوان والاميركيين وقال: ليس لنا علاقة بهم على الاطلاق في ظل ما يمارسونه من سياسات احتلالية ضد العرب بصفة عامة وفي العراق على وجه الخصوص.

وقلل حبيب من تداعيات ادراج الاخوان في تقرير لجنة الحريات الاميركي. وقال هذا الامر لا يعنينا ونحن غير مرحبين به لان علاقة الاخوان بالنظام في مصر سواء ساءت أو تحسنت فهي شأن داخلي ليس لأطراف خارجية حق التدخل فيه ونحن قادرون على تنظيم علاقتنا في مصر.

واستبعد حبيب احتمالات عقد لقاء بين جماعة ووفد اللجنة خلال زيارته في مصر. وقال هم لم يتصلوا بنا ولكن اذا طلبوا لقاءنا فسوف نرفض ذلك. وأشار إلى انه سبق للجنة ان حاولت لقاء الجماعة غير ان الجماعة رفضت ذلك وان الجماعة غير مرتبطة بسعد الدين ابراهيم ولا تربطها به أي علاقة وبالتالي فهو ليس وسيطاً للاخوان في أي شيء.

وبينما سيستقبل المجلس القومي لحقوق الانسان وفد اللجنة منتصف الاسبوع المقبل ابدت مصادر قبطية رفضها لهذه الزيارة باعتبارها تدخلاً في شؤون مصر مشيرة الى أن البابا شنودة الثالث دأب على رفض لقاء هذه اللجنة خلال المرات التي زارت فيها مصر قبل ذلك.

من ناحيته أعلن المحامي القبطي ممدوح نخلة ترحيبه الشديد بزيارة اللجنة. وأعلن من خلال بيان صادر عن مركز الكلمة لحقوق الانسان الذي يديره عن ترحيبه وبدون تحفظ للزيارة.

وأشار البيان إلى أن المركز يدعو من منطلق وطني لا يقبل المزايدة كافة القوى الوطنية المخلصة لمصر لإعلان ترحيبها بتلك اللجنة وتسهيل مهمتها التي وصفها بأنها نبيلة، ورسالتها بأنها سامية وتعبر عن قيم الحرية والعدالة والمساواة ولاظهار صورة مصر في وجه حضاري مشرق. ويناشد البيان المثقفين المصريين عدم الوقوع في المزايدات بغرض الاحتجاج على تلك الزيارة بما يؤكد على غير الحقيقة عدم مصداقية في مسألة الحريات الدينية.

وأضاف المحامي القبطي في بيانه أن مسألة حقوق الانسان لم تعد اجراءً داخلياً فحسب بل باتت شأنا دولياً في ظل العولمة وإلا لما كانت مصر حكومة وشعبا تتدخل دائماً بالتنديد بالانتهاكات الاسرائيلية في حق الفلسطينيين أو الانتهاكات الروسية في حق مسلمي الشيشان، والقول بغير ذلك يؤكد أننا نكيل بمكيالين ونعمل بازدواجية في المعايير.

ومن جانبه قال الباحث القبطي سمير مرقص ان التقريرين الاخيرين للجنة حمل ما يشبه الوضع الانقلابي على تقارير اللجنة السابقة. ففيما كانت تركز التقارير في السابق على وضع الاقباط في مصر وتشير الى وجود بعض التحسن في معالجة الدولة لملف الاقباط تغير الوضع خاصة في التقرير السنوي الاخير الذي اتجه الى ما يشبه عملية تفكيك الدولة المصرية والخوض في مناطق غير مقبولة وكأنه يسعى لعملية تصييد حيث ادرج الاخوان بالتقرير رغم ان الاخوان جماعة ليست دينية وهي سياسية وبالتالي ليس لها علاقة بعمل اللجنة.

واضاف مرقص ان اللجنة مهتمة بمجالات تحتاج لتفسير مثل تركيزها على وضع البهائيين بالنسبة للمسلمين، وبوضع طائفة شهود يهوا القبطية رغم ان هذه الطائفة مثلاً تعتبرها الطوائف المسيحية الرئيسية طائفة منحرفة، مشيرا إلى أن الاهتمام بهذه الأمور يهدف الى احداث حالة من الازعاج داخل مصر والتدخل السافر في شؤونها.