أميركا: إجراءات أمنية غير مسبوقة مع اقتراب مؤتمري الحزبين الديمقراطي والجمهوري

TT

في نهاية الشهر الحالي يبدأ مؤتمر الحزب الديمقراطي الأميركي في بوسطن لتأكيد اختيار جون كيري مرشحا للرئاسة. والشهر المقبل سيبدأ مؤتمر الحزب الجمهوري في نيويورك لتأكيد اعادة ترشيح الرئيس بوش.

ومع اقتراب الموعدين زادت الاستعدادات الأمنية توقعا لعمليات ارهابية. ويبدو ان هذه الاستعدادات ستكون الاولى من نوعها في تاريخ المؤتمرات الحزبية. لكن هل ستكون هذه الاستعدادات معقولة ام مبالغا فيها؟ وهل ستكون أمنية ام «سياسية»؟ ومنبع السؤالين هو ان هذين هما اول مؤتمرين للحزبين بعد هجوم 11 سبتمبر (ايلول)، والحرب على الارهاب، وغزو افغانستان والعراق. وعليه فلا بد من ان تكون الاستعدادات الأمنية اكثر من الماضي. لكن بعض المسافرين في مترو انفاق بوسطن احتجوا امس عندما شاهدوا الشرطة تفتش بعض المسافرين قبل الدخول الى محطات المترو. وقالت وزارة أمن الوطن ان هذه تدريبات استعدادا لتفتيش شامل مع بداية مؤتمر الحزب الديمقراطي.

وفي نفس الوقت احتج بعض الذين يعملون او يسكنون بالقرب من قاعة انعقاد المؤتمر من اجراءات أمنية تعرقل حياتهم اليومية. وقال احدهم: «يفعلون هذا قبل اسبوعين من بداية المؤتمر، فماذا سيفعلون عندما يبدأ المؤتمر فعلا ؟ سيحيلون حياتنا جحيما».

وايضا احتج قادة منظمات عربية واسلامية في بوسطن، وقال بعضهم انهم يتعرضون لمراقبة أمنية اضافية، او يحسون بذلك. وبالاضافة الى المسافرين منهم في المترو، او حتى المارة في الشوارع، قال اولئك القادة ان هناك مراقبة مشددة في مطار بوسطن منذ هجوم 11 سبتمبر لأن بعض الطائرات التي خطفت وفجرت اقلعت من المطار.

وقد زار توم ريدج، وزير أمن الوطن، بوسطن ونيويورك أخيرا للاشراف على الاستعدادات الأمنية. وهو لا ينكر ان بعض الاستعدادات ستسبب مضايقات او احراجات او عراقيل. لكنه لا يتردد في القول ان حماية مؤتمري الحزبين «فوق كل شيء».

لكن ريدج، قبل ان يكون المسؤول الاول عن الأمن، سياسي وجمهوري ويعرف ان الارهاب سيكون على رأس قضايا الانتخابات الرئاسية المقبلة. ويعرف ايضا ان فوز الرئيس بوش سيعتمد على ثقة الاميركيين بقدرته على حمايتهم من الارهابيين. وقد اوضح آخر استفتاء ان الاميركيين يثقون ببوش اكثر من كيري في هذا الموضوع. فلماذا لا يستغل وزير الأمن قضية الأمن لضمان فوز بوش؟

وعندما زار الوزير الجمهوري مكان انعقاد مؤتمر الحزب الديمقراطي في بوسطن، تعمد ان يصحبه جيش من الصحافيين وكاميرات التلفزيون عندما شاهد «روبوت» لتحريك القنابل، وعندما شاهد حافلة أمنية (كلفت نصف مليون دولار ولا تحتاج لوقود لاسبوع كامل) ستكون فيها القيادة العامة لرجال الأمن.

لقد اصبح واضحا ان الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون «انتخابات الارهاب»، او «انتخابات حماية الاميركيين من الارهاب». ولهذا بدأ بعض الجمهوريين يرددون شعار «انه الارهاب ايها الغبي» (اشارة الى شعار «انه الاقتصاد ايها الغبي» الذي فاز به بيل كلينتون على الرئيس جورج بوش الاب قبل 12 عاما).