المقاتلون الشيشان يختطفون 12 من متدربي الشرطة ويطالبون بتبادلهم مع أسرى غزو الأنغوش

TT

أعلن فلاديمير بوبوفكين، قائد القوات الفضائية في روسيا الاتحادية، ان موسكو اطلقت العام الحالي اربعة اقمار صناعية للاغراض العسكرية. وقال ان روسيا تملك اليوم في الفضاء الكوني مئة قمر صناعي منها ستون للاغراض العسكرية. وكشف المسؤول العسكري ان روسيا تستخدم الاقمار الصناعية في جمع المعلومات في حربها مع المقاتلين الشيشان. وجاءت هذه المعلومات في اعقاب فشل محاولة اغتيال القائم بأعمال رئيس الشيشان ورئيس الحكومة سيرغي ابراموف. وكانت المصادر الرسمية قد اشارت إلى ان عبوة ناسفة انفجرت في اعقاب مرور موكب ابراموف لتصيب احدى سيارات الحراسة ما اسفر عن مقتل احد حرسه واصابة آخرين.

وقال على الخانوف، وزير الداخلية الشيشاني، ان الموكب كان يضم ما يقرب من اربعين سيارة تقل اعضاء وفد لجان البناء والتعمير. وكان هؤلاء يقصدون بلدة ارغون بعد انتهاء تفقدهم لأحد احياء العاصمة الشيشانية.

من جهة أخرى اختطف المقاتلون الشيشان 12 من افراد حرس الرئاسة التابعة لرمضان قادروف النائب الاول لرئيس الحكومة وابن الرئيس الشيشاني الراحل احمد قادروف. وقالت المصادر ان المختطفين من متدربي شرطة الداخلية الشيشانية في بلدة افتوري.

وقالت المصادر ان الحادث وقع في اعقاب معركة استمرت لما يزيد عن العشر ساعات بين ما يقرب من سبعين من المقاتلين وقوات الشرطة الشيشانية المدعومة بقوات حرس الرئيس في اطار عملية تمشيط لبلدة افتوري جنوبي القوقاز.

وكشفت ان المقاتلين نجحوا في نصب كمين لافراد الشرطة ممن تعقبوهم في اعقاب محاولات هروبهم إلى الغابات والجبال المجاورة، مما اسفر عن مقتل ثمانية من القوات الرسمية. وقالت ان المقاتلين عادوا إلى البلدة وهاجموا مقر احدى المدارس التي اتخذها المتدربون مقرا.

وفي الوقت الذي حاولت فيه المصادر العسكرية الرسمية الترويج لمقتل 24 من المقاتلين، قال فلاديمير كرافتشينكو، النائب العام لجمهورية الشيشان بعد تفقده لموقع المعركة، انه لم يتأكد من ذلك وان معلومات وصلته حول مقتل خمسة وإن لم يعثر عمليا سوى على جثة واحدة هناك. وقالت مصادر روسية ان الرئيس فلاديمير بوتين اصدر تعليماته إلى النائب العام لروسيا الاتحادية، فلاديمير اوستينوف، بالسفر إلى المنطقة لتقصي الحقائق حول الحادث. ونقلت صحيفة «كوميرسانت ديلي» عن احد موظفي ادارة منطقة شالي قوله ان المقاتلين «يطرحون مطلب تبادل الاسرى من متدربي الشرطة بزملائهم الذين اعتقلتهم السلطات الفيدرالية في اعقاب عملية غزو الانغوش» التي استهدفت مقار الامن والمخابرات.

واشارت المصادر إلى ان المختطفين من المتدربين على قيد الحياة وانهم يتخذون الاجراءات اللازمة للافراج عنهم ربما في اطاراحتمالات الاستجابة لمطالب المقاتلين الشيشان. وقال النائب العام لروسيا الاتحادية في تعليقه على هذا الاقتراح: «سنبذل كل ما يجب بذله». ويعزو المراقبون احتدام الاوضاع في الشيشان والانغوش المجاورة إلى قرب موعد اجراء الانتخابات الرئاسية في نهاية اغسطس "آب" المقبل والتي قدم اوراق ترشيحه إليها 19 يظل في صدارتهم اثنان: الاول علي الخانوف وزير الداخلية والمحسوب عمليا في رجال الكرملين، والثاني رجل الاعمال الشيشاني ماليك سيد اللايف الذي سبق ان وقف الكرملين مناهضا لترشيحه في الانتخابات الماضية. وهو ما اضطره، بموجب حكم القضاء، إلى الانسحاب بعد رفض قبول اوراق ترشيحه.

على صعيد آخر تواردت انباء تقول باستمرار التوتر في اوسيتيا الجنوبية بعد رفض السلطات الجورجية السماح لشاحنات المعونات الانسانية الروسية بالوصول إلى القرى الاوسيتية عبر الاراضي الجورجية. وقد اعربت الخارجية الروسية عن دهشتها ازاء تصريحات رئيس جورجيا ميخائيل ساكاشفيلي الذي هدد موسكو باحتمالات ان تواجه مواقف مشابهة لتلك التي سبق وواجهتها في افغانستان والمجر وتشيكوسلوفاكيا.

وأضاف ساكاشفيلي ان موسكو «ستواجه في اوسيتيا الجنوبية السيناريو الذي تواجهه في الشيشان». وعلق على رفض السلطات الجورجية السماح للشاحنات الروسية بنقل المعونات الانسانية إلى القرى الاوسيتية الجنوبية بقوله: «اننا لم نرسل قمحا إلى الشيشان».

ومن جانبه قال ميخائيل كاريلي، محافظ منطقة شيدا كارتلي في جورجيا، انهم ليسوا في حاجة إلى تلك المعونات وان بلاده تفي باحتياجات القرى الجورجية والاوسيتية الجنوبية على حد سواء. وأضاف ان الشاحنات الروسية يجب ان تسدد الرسوم الجمركية على ما تحمله من مواد تموينية وغير تموينية بمقتضى القانون الجورجي ما دامت موجودة على اراضي جورجيا. وهو ما علقت عليه موسكو بقولها انه مخالف للاتفاقيات الموقعة.