الأمير سلطان: الفئة الضالة «فقاعة في فنجان» ويؤلمنا صراع الإخوة في فلسطين

النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي : لا نحصل على مساعدات من أميركا .. ونتقبل ممن يؤيدوننا وممن لا يؤيدوننا

TT

وصف الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي، الأحداث الإرهابية التي شهدتها السعودية أخيرا والإرهابيين بأنها فقاعة في فنجان، وقال «لا نسميها حربا، لأن كلمة حرب اكبر من ان تطلق على هذه الفئة الضالة، بل انها فقاعة في فنجان ما اسرع ان تزول».

واشاد الأمير سلطان ببادرة مهلة الشهر التي منحتها القيادة السعودية للإرهابيين حتى يثوبوا لرشدهم، موضحا أنه قرار حكيم لا بد أن يستفيد منه كل ذي عقل رشيد، وقال «ان العفو لا يصدر إلا من رجال ذوي مروءة، والعفو دائماً يأتي مع النصر، ولهذا فإن العفو الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين هو مكرمة من مكارمه، حفظه الله، فالبعض منهم عاد إلى رشده ومن تاب تاب الله عليه». وأضاف «نأمل أن يعود باقي هؤلاء إلى رشدهم ويستغلوا الفترة المتاحة لهم لتسليم أنفسهم».

وأكد الأمير سلطان في كلمة ألقاها خلال استقباله أمس في قصره، الدكتور صالح بن حميد رئيس مجلس الشورى، ومحمد النويصر رئيس الديوان الملكي، والوزراء وكبار المسؤولين، والفريق اول ركن صالح المحيا، ورئيس هيئة الأركان العامة وكبار ضباط القوات المسلحة والحرس الوطني، وقادة القطاعات الأمنية في وزارة الداخلية، أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز له إبان تلقيه العلاج في المستشفى كان لها وقع كبير في نفسه وأبنائه، وقال «لقد أثلجت الزيارة صدري وأزالت الألم عني، وهو الذي يؤتى ولا يأتي، وتأكد لي ذلك من صداها الرائع لدى هذا الشعب الأبي». وعن زيارات الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد المتكررة خلال وجوده في المستشفى، قال الأمير سلطان «لقد غمرني بفيض مشاعره ونبل مسلكه وطيب معشره بعدة زيارات يومية منتظمة وغير منتظمة أنستني مرضي وأشغلتني عن همومي».

ونصح الأمير سلطان خلال اللقاء، الفلسطينيين بأن يحكموا العقل في ما بينهم وأن يوحدوا صفوفهم ليتوجهوا نحو هدف واحد، وألا يدعوا مجالاً للأعداء للتشفي بهم والشماتة عليهم. وفي ما يلي النص الكامل لكلمة الأمير سلطان: «بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله القائل في محكم التنزيل (ولئن شكرتم لأزيدنكم). والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين. اخواني الحضور الاعزاء، أحييكم بتحية الاسلام الخالدة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اهلا بكم وانتم تغمرونني بنبل سجاياكم، ومرحبا بكم جميعا، قدمتم من كل حدب وصوب للاطمئنان على صحتي بعد ان من الله علي بالشفاء على اثر العملية الجراحية التي اجريت لي أخيرا.

أحمد الله حمدا كثيرا وأشكره على آلائه ونعمه الجزيلة ، أحمد الله أن ابتلاني ليختبرني، أحمد الله على ان اصابني بعارض لأتذكر اخوتي ممن هم على فراش المرض واشكره عز وجل بأن خصني برجال امثالكم، ما أن هممت بالدخول للمستشفى إلا وأفاجأ بذلك السيل المنهمر من الزيارات والاستفسارات والمكالمات، فلكم مني جميعا الشكر اجزله، والتقدير ابلغه، ومن الوفاء والعرفان ما يليق بأهل الوفاء امثالكم.

أيها الاخوة الكرام.. في الوقت الذي كانت فيه فترة قضاء الأيام بالمستشفى لحظة امتحان أمام الخالق البارئ عز وجل، إلا انها كانت في نفس الوقت لحظات تأمل وتفكر وتدبر، فنحمد الله ان خصنا بالاسلام وجعلنا اسرة واحدة حاكما ومحكوما، يرحم كبيرنا صغيرنا، ويوقر صغيرنا كبيرنا.

لقد كانت الخطوات الجليلة لسيدي وأخي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه عندما خطاها لزيارتي بالمستشفى وقع كبير في نفسي وفي نفس ابنائي، اثلجت صدري، وأزالت هم الألم عني، وهو الذي يؤتى ولا يأتي، وتأكد لي ذلك من صداها الرائع لدى هذا الشعب الأبي، أسال الله أن يكتب له الأجر مقرونا بطول العمر ممتعا بالصحة والعافية.

أما سيدي وأخي الامير عبد الله بن عبد العزيز، فقد غمرني بفيض مشاعره ونبل مسلكه وطيب معشره بعدة زيارات يومية منتظمة وغير منتظمة أنستني مرضي وشغلتني عن همومي وكانت أرقاها وأجملها وقعا إلى نفسي تلك الزيارة التي قدم لي فيها العلاج بيده الكريمة، لقد ترجمت تلك الزيارات معنى الاخوة الحقة وأكدت عمق الترابط الصادق الحميم رغم مشاغل سمو سيدي ولي العهد، كنت سأكتفي بزيارة او اثنتين، ولكن كان اصراره على المتابعة والزيارة يؤكد لي يوميا ان هذا ديدنه مع كل مواطن ومسؤول على حد سواء، أسأل الله جلت قدرته ان يجزيه عني خير الجزاء.

ايها الاخوة الكرام.. ان تفقد اخواني الامراء والوزراء والفضيلة العلماء وسائر افراد الشعب السعودي الكريم بزيارات متتالية تركت في داخلي شعورا عميقا بالامتنان والتقدير. فلكم مني جميعا خالص الشكر مع الدعاء بطول العمر، لقد كان لي شرف الالتقاء باخوة اعزاء واصدقاء اوفياء من ملوك وامراء ورؤساء ووزراء لدول شقيقة وصديقة تجشموا متاعب السفر جاءوا للاطمئنان على صحتي، فلهؤلاء الاخوة والاحبة اقولها شكرا من الاعماق، شكرا على الحضور، وشكرا على الزيارة سائلا الله تعالى ان تجمعني بهم مناسبات افراح مقبلة.

اما اصحاب الجلالة والفخامة، ملوك ورؤساء الدول الشقيقة والصديقة الذين هاتفوني، فقد غمروني بفيض مشاعرهم، فلهؤلاء الاخوة والاصدقاء.. أقول، اسأل الله ان يجنبكم كل سوء ومكروه، وشكرا جزيلا على كل ما عبرتم عنه من مشاعر. ان هذه البلاد الطاهرة كبيرة بكم وبشعب مخلص وفي مثلكم، بادرني بالمحبة الصادقة والوفاء والاخلاص. ان ذلك العطاء المتدفق من مقالات راقية وعناوين بارزة وقصائد معبرة وتهاني باجمل المعاني، لتؤكد وبكل فخر اننا اسرة واحدة في بيت كبير تربينا على الايمان بالله، والاخلاص له، يجمعنا الاسلام، وحدنا الاله وتوحدنا في هذا الوطن. ان بلادنا الغالية بلاد الحرمين الشريفين تعرضت وبكل اسف لموجة من العنف والارهاب على يد بعض الخارجين من ابنائها، شباب غرر بهم واستغلوا أسوأ استغلال، نجح الاخرون في استخدامهم كاداة لتنفيذ مخططات اجرامية وارهابية بافكار مضللة وسلوكيات منحرفة اجمع كافة علماؤنا وفضلاؤنا واصحاب الحل والعقد منا على انها سلوكيات اجرامية على هذا الشعب الابي الوفي، ولا نسميها حربا لان كلمة حرب اكبر من ان تطلق على هذه الفئة الضالة، بل انها فقاعة في فنجان ما اسرع ان تزول.

ولكن صدق الله العظيم القائل في محكم التنزيل (إن مع العسر يسرا) ولعل تهاوي تلك الفئة الضالة وسقوط رموز شرها واحدا تلو الآخر ليؤكد وبكل صدق مدى تكفل الله عز وجل بحفظ هذه البلاد. ولا يفوتني في هذه المناسبة الا ان اشيد بجهود رجال الامن البواسل ورجال الحرس الوطني ورجال القوات المسلحة، وكل من ساندهم في سبيل دحر هذه الفئة الضالة.

ومنطلق ان العفو عند المقدرة، والعفو لا يصدر إلا من رجال ذوي مروءة.. والعفو دائماً يأتي مع النصر ولهذا فإن العفو الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين لهو مكرمة من مكارمه حفظه الله، فالبعض منهم عاد إلى رشده ومن تاب تاب الله عليه. نأمل أن يعود باقي هؤلاء إلى رشدهم ويستغلوا الفترة المتاحة لهم لتسليم أنفسهم، وهذا قرار حكيم لا بد أن يستفيد منه كل ذي عقل رشيد.

ان الوطن مفتوح للجميع وقلوبنا مفتوحة لكل من عاد إلى الحق ورحمة الله وسعت كل شيء. ولن نكون أكرم من هادي البشرية عليه أفضل الصلاة والسلام عندما عفا عن الذين عادوه فقال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء وهذه هي عظمة الدين الإسلامي، فالدين الإسلامي دين تراحم وتلاحم وعطف وسلام لا دين حرب وإرهاب وقتل. إن ما نشهده ونعيشه ونتعايش معه هذه الأيام من أحداث جسام على الساحتين العربية والفلسطينية من حولنا يجعلنا متألمين لما تشهده الساحة الفلسطينية من اختلاف أخوة الدين والضمير المشترك وسوف لن يعود بأية نتائج إيجابية على الغالين من أهل فلسطين بل ستكون نتائجه الدمار والاقتتال وتصدع الجبهة الداخلية بين الأخوة الأشقاء، والمستفيد الأكبر هو العدو الإسرائيلي، فللأخوة الأشقاء في أرض فلسطين الحبيبة أوجه رجاء، بأن يحكموا العقل في ما شجر بينهم وأن يوحدوا صفهم ويرصوا صفوفهم ليتوجهوا نحو هدف واحد.. هو مواجهة عدوهم وألا يدعوا مجالاً للأعداء للتشفي بهم والشماتة عليهم، وهذه نصيحة من أخ لا يود التدخل في شؤونكم الداخلية.

أسأل الله جلت قدرته أن يجنبنا الشرور والفتن وأن يقينا وإياكم شر تقلبات الزمن وأن يمتعكم بموفور الصحة والسعادة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». من جهة ثانية، أجاب الأمير سلطان بن عبد العزيز على سؤال عن رأيه في الاشارات المتضاربة التي تأتي من الولايات المتحدة الأميركية حيث ان وزارة الخارجية تقول إن السعودية متعاونة في مكافحة الارهاب وتثني عليها، فيما يصرح بعض أعضاء الكونغرس او مجلس النواب الاميركي بأن المملكة لا تتعاون، وهناك من يقترح قطع المساعدات عن المملكة، قائلا: «اولا ليس هناك مساعدات من الولايات المتحدة الأميركية للمملكة مطلقا، هناك تعاون في التدريب العسكري، يعني مصاريف نفقات ضباط يذهبون ويعودون، والحكومة السعودية مستعدة لان تقوم بها، اما عن من يؤيدنا ومن لا يؤيدنا في الولايات المتحدة فنحن نتقبل من الجميع».

حضر الاستقبال الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية، والأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز امير منطقة تبوك، والأمير فيصل بن سلطان بن عبد العزيز أمين عام مؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الامنية، والأمير تركي بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الثقافة والاعلام، والامير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز الوزير المفوض بسفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن.