الحوثي: لم أعلن نفسي إماما وسبب نقمة السلطات اليمنية رفعنا شعار «الموت لإسرائيل وأميركا» عقب صلاة الجمعة

TT

قال حسين بدر الدين الحوثي رجل الدين اليمني المتمرد أمس لوكالة الصحافة الفرنسية إن المواجهات الدامية الدائرة بين انصاره والقوات الحكومية منذ حوالي شهر سببها موقفه المناهض للولايات المتحدة واسرائيل. واضاف الحوثي ان ما اغضب السلطات قيامه وانصاره برفع شعار «الله اكبر. الموت لأميركا. الموت لاسرائيل. اللعنة على اليهود. النصر للاسلام»، عقب صلاة الجمعة، اضافة الى الحث على مقاطعة البضائع الأميركية.

واوضح الحوثي المتحصن مع انصاره في جبال مران بمحافظة صعدة شمال غرب اليمن في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية، ان «الرئيس صالح ارسل لي اخي يحيى عضو مجلس النواب وعضو الحزب الحاكم قبل شهرين وقال له قل لاخيك اوقفوا رفع هذا الشعار وإلا ارسلنا لكم من لا يرحم، فأجبته انه ليس بامكاني ان اقول للناس اوقفوا رفع الشعار. وبامكانه هو بوصفه رئيسا للجمهورية القيام بذلك». واشار الحوثي من جهة اخرى الى انه لم تقع اي مفاوضات او وساطة بينه وبين السلطات كما سبق ان اعلن في صنعاء قبل بدء الحملة العسكرية. واوضح قائلا «اقسم انهم لم يقوموا بوساطة. كانوا فقط يبعثون رسلا لطلب مقابلة بيني وبين صالح. وطلبت ارسال مفاوض للتفاوض لكنهم رفضوا».

وحسين بدر الدين الحوثي النائب السابق في البرلمان اليمني (1993 ـ 1997)، هو نجل احد كبار مراجع الطائفة الشيعية الزيدية التي تشكل اغلبية في شمال غرب اليمن لكنها اقلية في اليمن ذات الغالبية السنية.

ويتزعم الحوثي منظمة «الشباب المؤمن» المتطرفة التي تشكلت عام 1997 بعد ان انشقت عن حركة «الحق» الاسلامية المعارضة.

واوضح الحوثي ان الحملة العسكرية الاخيرة مثلت تتويجا لسنتين «من المضايقات والتضييقات» على انصاره الذين اشار الى ان السلطات اليمنية اعتقلت 800 منهم على مدى السنتين اللتين سبقتا اندلاع الاشتباكات الاخيرة. وكانت مصادر قريبة من الحوثي اشارت الى انه تم منذ بداية الاحداث في 18 يونيو (حزيران)، اعتقل 300 من انصار الحوثي خارج منطقة النزاع.

واستطرد الحوثي ان «الحرب بدأت قبل سنتين بالمضايقات والتضييقات. 800 شخص سجنوا في صنعاء وصعدة وحجة وعمران (شمال). وتعرض الطلاب والموظفون من تيار الشباب المؤمن المناهض لاسرائيل وأميركا الى المعاملة السيئة والطرد من الوظائف والمدارس».

وتابع «نحن لم يكن لدينا خلاف مع السلطة وتحملنا القمع والسجن والاضطهاد ولم نقم بأي رد فعل ضد السلطة او ضد الاجانب. وكان عملنا سلميا بحتا»، مضيفا «كنا في المنطقة من اكثر الناس تصويتا للرئيس علي عبد الله صالح ولحزبه المؤتمر الشعبي. اخي احمد عضو في الحزب الحاكم وعدد كبير من السكان هنا اعضاء فيه وكانوا صوتوا باغلبية لصالح في الانتخابات الرئاسية».

وردا عن سؤال بشان كيف يرى نهاية الصراع الدامي الذي تقول المصادر العسكرية اليمنية انه اوقع مئات القتلى والجرحى، قال الحوثي «نحن معتدى علينا ونحن مطوقون. عليهم رفع الحملة والحصار على مواقعنا والافراج عن المعتقلين من دون ذنب سوى رفع شعار بطريقة سلمية داخل المساجد».

وقال ان السلطات اليمنية «تمنع وصول الصحافيين الى منطقة النزاع لحجب الحقيقة. كما تمنع وصول المؤن والدواء والهلال الاحمر» الى المنطقة الجبلية الوعرة التي يتحصن بها. وتابع «جبال مران ليست جبال تورا بورا (افغانستان). انها جبال بها العديد من القرى ويقطنها آلاف السكان».

وحول اتهامه بانه اعلن نفسه «اميرا للمؤمنين»، وانه يدعو الى الإمامة ويهدد السلم الاجتماعي، قال «هذا غير صحيح ولم يحصل بتاتا. انا ادعو الى كتاب الله ونشره بين الناس ومكافحة الولايات المتحدة واسرائيل». ونفى اي علاقة له بأي جهة خارجية قائلا «هذا كذب علينا. لا علاقة لنا بأي طرف عربي او اسلامي او اجنبي. علاقتنا بالله وحده».

من جانب آخر قال الحوثي ان عدد القتلى والجرحى في المعارك التي لا تزال دائرة مع القوات الحكومية في محافظة صعدة، بين انصاره «قليل جدا»، من دون تقديم اي ارقام. وبلغت حصيلة المواجهات وفق آخر الأرقام التي قدمتها مصادر عسكرية الاحد 300 قتيل، معظمهم من انصار الحوثي.

في غضون ذلك اعتبر حزب الاصلاح اليمني ما يحدث في محافظة صعدة من تمرد يقوده رجل الدين حسين بدر الدين الحوثي، تهديدا للسلام الاجتماعي الداخلي. جاء ذلك في بيان عن الدورة الرابعة لمجلس الشورى التي اختتمت اشغالها امس في العاصمة صنعاء. ودعا السلطة وكافة القوى والأحزاب السياسية وعلماء اليمن الى وقفة وطنية مسؤولة للخروج بموقف موحد لاحتواء هذه الأحداث. وقال إن الدستور قد حدد الطرق والوسائل السلمية للتعبير عن الرأي، وضمن لكل القوى السياسية عرض أفكارها وإعلان برامجها والسعي لتحقيق اهدافها بالطرق السلمية. كما دعا هذا المجلس الذي يعد بمثابة اللجنة المركزية لحزب الاصلاح، الاحزاب السياسية والشعب اليمني كافة الى سد كافة الطرق امام الدعوات التي تضر بالنسيج الاجتماعي وتخل بالوحدة الوطنية، يدعو في نفس الوقت الى نبذ العنف في نشر الأفكار او حسم الخلافات، ويؤكد ان تفعيل الدستور يغني عن استخدام القوة. واكد شورى الاصلاح الذي انعقد لثلاثة ايام برئاسة رئيسه الشيخ عبد المجيد الزنداني، الدور الدستوري الذي يتعين ان يقوم به البرلمان في تقصي الحقائق إزاء ما حدث في محافظة صعدة، واعلانها للشعب تمهيدا لدور القضاء ولتأخذ العدالة مجراها.

وعبر عن الأسف للأداء الاعلامي الرسمي في تناوله لهذه القضية، ويدعو في ذات الوقت وسائل الاعلام الى الالتزام في التحري في توفير ونقل المعلومة الصادقة ليتمكن المواطنون من معرفة الحقيقة وتحديد الموقف الصحيح من الأحداث. ودعا الحكومة إلى رفع مرتبات الموظفين بنسبة مائة في المائة، ففي موارد الدولة ما يكفي لرفع هذه المرتبات لو احسن استغلالها وتوظيفها وحفظها من العبث والنهب. وأشاد الاصلاح بموقف الرئيس علي عبد الله صالح بموقفه من المطالب الأميركية برفض الادعاءات التي أطلقتها الأدارة الأميركية ضد الشيخ عبد المجيد الزنداني بمساندته للإرهاب ويؤيد ما جاء في بيان العلماء في هذا الأمر. ودعا الاصلاح الادارة الأميركية الى الكف عن اطلاق مثل هذه الادعاءات التي تستهدف الاساءة الى رجالات الأمة وعلمائها.

واستنكر المجلس استمرار اعتقال القيادي الإصلاحي محمد علي المؤيد ومرافقه اللذين يحاكمان في محكمة أميركية في نيويورك ويدعو السلطات اليمنية الى مواصلة نشاطها بهدف اطلاق سراحهما من السجون الأميركية ورد اعتبارهما خاصة وقد مر على اعتقالهما اكثر من عام ونصف العام.