السفير السعودي لدى باكستان: لا وجود لمطلوبين سعوديين ولا صحة لوجود قوات باكستانية في المملكة

TT

نفى السفير السعودي في باكستان علي عواض عسيري وجود أي من المطلوبين السعوديين لدى الجهات الأمنية في باكستان. وردا على سؤال لـ «الشرق الاوسط» عن عدم وجود متقدمين للسفارة في اسلام اباد مستفيدين من المهلة التي حددتها السلطات السعودية وتنتهي في 23 يوليو (تموز) الجاري، قائلا: «إن السبب يعود لعدم وجود ملاحق للجهات الأمنية في باكستان»، مضيفاً أن بعضهم ربما يكون موجوداً في افغانستان أو منطقة القبائل التي لا تخضع للسلطات الباكستانية.

كما نفى وجود أي من المعتقلين السعوديين في باكستان، وقال إن الأنباء التي تحدثت عن وجود مئات المعتقلين، عارية عن الصحة تماماً.

ووصف عسيري التعاون الأمني بين السعودية وباكستان بأنه «مميّز» وليس هناك «حجاب بين البلدين». وقال ان التنسيق الأمني بين إسلام أباد والرياض متقدم للغاية.

كما رفض السفير السعودي، الذي كان يتحدث في لقاء صحافي عن وجود قائمة بالمطلوبين الامنيين لدى السلطات السعودية، تعمل السفارة بالتعاون مع الحكومة الباكستانية لمتابعتهم وملاحقتهم. ورفض العسيري التعليق على أنباء أشارت الى أنه سيتم الكشف عن مفاجأة ما عشية الانتخابات الاميركية تتمثل بوجود الذراع الأيمن لأسامة بن لادن أيمن الظواهري رهن الاعتقال لدى السلطات الباكستانية لدعم موقف الرئيس الاميركي الذي يواجه منافسة شديدة من خصمه الديمقراطي جون كيري. وقال «إنه لا يستطيع التعليق على مثل هذه الأنباء وإنه لا يملك أية معلومات تشير إلى هذه المفاجأة». وعن التعاون العسكري بين المملكة وباكستان وأن الأخيرة بصدد ارسال قوات للسعودية، قال عسيري، إنه لا صحة لوجود قوات باكستانية في المملكة، كما لا صحة لأي مفاوضات او مناقشات تستهدف ارسال قوات الى البلاد. وقال ان التعاون العسكري بين البلدين يتمثل في التدريب والمشاركة في المناورات. ولكن لا تستدعي الحاجة وجود مثل هذه القوات في المملكة.

ونفى السفير السعودي في إسلام أباد ما نشرته بعض الصحف الهندية عن دعم المملكة للمشروع النووي الباكستاني، معتبراً أن هذه الانباء بعيدة كلياً عن الصحة.

وأوضح عسيري عن ضمانات توفرها السفارة السعودية في إسلام أباد والسلطات السعودية لعدم استغلال الطلبة السعوديين، الذين يتوجهون لباكستان لإكمال دراساتهم الجامعية، في التوظيف السياسي كما حدث إبان الجهاد الأفغاني، مشيرا الى أن الحكومة الباكستانية تبذل جهدها، وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر لتصحيح أوضاع الأجانب في بلدها، كما أنها حريصة على أن جميع الطلاب الأجانب ينتظمون في المناهج الدراسية التي جاءوا من أجلها، دون غيرها من الأنشطة غير القانونية. وأضاف أن السفارة السعودية فتحت ملحقاً ثقافياً وتقوم بزيارات ميدانية متكررة للطلاب السعوديين لبحث احتياجاتهم ومناقشة متطلباتهم.

ويقدر عدد الطلاب السعوديين في باكستان بنحو 500 طالب، بينهم 24 طالبة يدرس معظمهم في الكليات الطبية والهندسية.

وقال عسيري إن الكثير من الطلبة السعوديين يواجهون مشاكل متعددة تتعلق بنحو خاص بمعادلة شهاداتهم الجامعية وقبول وزاة التعليم العالي للجامعات الباكستانية في وقت تعترف فيه جامعات عريقة كأكسفورد وكامبرج بمثل هذه الجامعات. وقال ان هذا الإجراء يشكل ضغطاً لطرد الطلاب السعوديين ومنعهم من الدراسة في باكستان التي وصفها بأنها متقدمة ودقيقة. وقال إنه شخصياً عانى من مثل هذه الإجراءات حين اضطر لإرسال ولده بعيداً عن باكستان بسبب رفض وزارة التعليم العالي السعودية الاعتراف بالجامعة التي اختارها.

وتحدث السفير عسيري عن زيارة رئيس الوزراء الباكستاني الجديد شودري شجاعت حسين الى المملكة الخميس المقبل والتقائه بكبار المسؤولين السبت المقبل. وقال إن الزيارة تأتي لتعزيز التعاون بين البلدين، خاصة في المجال الاقتصادي، ووصف هذا التعاون بأنه دون الطموح الذي يتطلع إليه البلدان. وقال عسيري إن العلاقات التجارية بين المملكة وباكستان بحاجة إلى مزيد من التنسيق والتعزيز، معتبراً أن اعتماد ملحق سعودي في باكستان من المتوقع ان يباشر عمله في اغسطس (آب) المقبل، سيعزز توجه البلدين الى تنمية التعاون الاقتصادي. وذكر بأن بعض الشركات السعودية عملت أخيراً على تعزيز استثماراتها في باكستان.