لبناني كاد يقوم بعملية انتحارية في أستراليا ليسدد ديونه

زكي ملاح خطط لاقتحام مقر المخابرات بسيدني لاختطاف رهائن وقتل عنصرين من جهاز مكافحة الإرهاب

TT

الإرهاب بدأ يتنوع، ففي أستراليا يعدون للبدء بمحاكمة شاب لبناني مهاجر هناك «خطط لاقتحام فرع المخابرات في سيدني، وربما مكتب وزارة الخارجية بهدف احتجاز رهائن وقتل اثنين منهم، بحسب ما اعترف به هو شخصيا في فيديو مصور باعه لأحد الصحافيين ليسدد بثمنه ديونا كانت عليه» وفق الوارد عنه في بيان التمهيد لمحاكمته يوم الخميس المقبل.

واللبناني هو زكي الملاح، الذي اعتقله رجال شرطة أستراليون في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعد 10 دقائق من بيعه لفيديو صوره عن نفسه، وفيه يروي تفاصيل خطة احتجاز الرهائن ونيته بقتل اثنين منهم على الأقل.

وقد اتصلت «الشرق الأوسط» باللبناني المهاجر في أستراليا، قيصر طراد، وهو أحد مدراء الجمعية الإسلامية اللبنانية في سيدني، فقال عبر الهاتف من بيته في المدينة إنه يعرف الملاح شخصيا منذ سنوات، وذكر أنه من بلدة في شمال لبنان وعمره 21 سنة «وكان في العام 2000 يرغب في العودة إلى لبنان ليتزوج من شقيقة زوجة أخيه التي قامت بنفسها بترتيب سفره إلى لبنان لهذا الغرض، لكن السلطات الأسترالية رفضت منحه الجنسية مع جواز سفر بعد أن أجاب على بعض الأسئلة الواردة في طلب التقدم للحصول على الجنسية بطريقة أثارت المخاوف والشكوك، فألغى سفره وتغير سلوكه من وقتها، إلى درجة أصبح معها مهووسا بأن هناك من يلاحقه ويراقبه طوال الوقت» على حد تعبيره.

وروى طراد أن الملاح «كان معه بعض الحق تقريبا، لأنهم بعد إجابته على الاسئلة أصبحوا يرصدونه، وشعر بأن المخابرات وراءه فساءت حياته. ومن الأسئلة التي طرحوها عليه سألوه أين يمضي معظم أوقات فراغه، فأجابهم بأنه يتلقى دروسا عند جماعة سلفية في سيدني. ثم سألوه ماذا يفعل لو سمع بفتوى تعلن الجهاد ضد الكفار، فأجابهم بأنه كان سيسارع لتلبية المنادين بالفتوى من أي جهة صدرت، لذلك دخل الملاح مجال الرصد والمراقبة من قبل المخابرات، فرفضوا منحه الجنسية، لذلك رغب بالانتقام على ما يبدو» كما قال.

واعترف طراد أنه قرأ الرسالة التي كتبها الملاح بخط يده عن العملية التي كان ينوي القيام بها، إلا أنه لم يعرف شيئا عن الفيديو «وبعد قراءتها نصحت الملاح بالعدول عن أفكاره، مع أنني لم آخذ نواياه على محمل الجد، فهو من النوع الذي لا يقتل نملة، وهو بسيط الأفكار وبريء ومراهق ويتأثر بالأمور بسرعة» وفق تعبيره.

وشرح طراد أن الملاح يتيم «بلا أب ولا أم، فقد مات والده وكانت أمه مقعدة ومشلولة في سيدني، فراح يعمل في سوبر ماركت بالمدينة لينفق عليها مع إخوته المهاجرين مثله، حتى توفيت هي أيضا، وسكن في غرفة قدمتها له هيئة المساعدات الحكومية، وفيها ساورته الأفكار بعمل ما يلفت إليه الانتباه على ما أعتقد، أو ربما لينتقم من رفضهم منحه الجنسية وجواز السفر» كما قال.

وكان الملاح بعد تصويره لفيديو وكتابته الرسالة، وهي من 3 صفحات، عن عمليته التي خطط لها، يتحدث دائما أمام كل من يلتقيه عن نواياه حتى سمعت به الأجهزة الأمنية فأرسلوا عنصرا من المخابرات وراءه، متنكرا بصحافي، فعرض عليه 2200 دولار أميركي، لقاء حصوله على الرسالة والفيديو، متعهدا له بأن يبثهما بعد قيامه بالعملية بالذات، فأخذ الملاح المبلغ الذي سيسدد به ديونا كانت عليه، ومضي سريعا إلى غرفته الصغيرة، ليرى عناصر من جهاز مكافحة الإرهاب عند الباب، فاعتقلوه وفتشوا شقته واقتادوه، ومن يومها وهو في غرفة انفرادية بالسجن المركزي في سيدني، ولن يظهر للملأ إلا الخميس المقبل في محاكمة قد تنتهي بسجنه مدى الحياة.