وزير الداخلية اللبناني: التحقيقات في اغتيال مسؤول «حزب الله» في بيروت تكشف عن «بصمات إسرائيلية»

TT

اعلن وزير الداخلية اللبناني الياس المر والمدعي العام التمييزي القاضي عدنان عضوم عن «بصمات اسرائيلية» واضحة في عملية اغتيال المسؤول الامني في «حزب الله» غالي عوالي في ضاحية بيروت الجنوبية اول من امس. وحذر المر من ان «عملاء اسرائيل الصغار يستفيدون من تناغم سياسي وغطاء يوفرهما عملاء اسرائيل الكبار».

واصدر الوزير المر امس بياناً جاء فيه: «تبين من التحقيقات الاولية في جريمة اغتيال احد كوادر «حزب الله» الحاج غالب عوالي امس وجود بصمات اسرائيلية واضحة في التخطيط والتنفيذ، وقد توصل التحقيق حتى الآن الى كشف مؤشرين اساسيين. ويجري العمل على كشف كل خيوط الجريمة النكراء بهدف الوصول الى الشبكة التي تولت التنفيذ والقبض على افرادها المجرمين». وحذر المر بصفته رئيساً لمجلس الامن المركزي هؤلاء «العملاء الكبار والصغار بان القوى العسكرية والامنية اللبنانية ستكون لهم بالمرصاد وستقطع يد الاجرام في مهدها قبل ان تتمكن من ان تمتد مجدداً مستفيدة من مناخ متواطئ لا بد ان يسقط».

وشدد القاضي عضوم بدوره على ان القضاء «لن يتوانى عن ملاحقة اي عملاء»، مشيراً الى ان هذه الجريمة «هي من صنع الموساد الاسرائيلي».

وقال عضوم في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في قصر العدل امس: ان «حادثة اغتيال عوالي تعبر عن اختراق اسرائيلي وان اصابع الموساد واضحة فيها. وهذه العمليات تستهدف دوماً كل المناضلين الذين ينذرون انفسهم في سبيل الوطن وقضاياه».

ورداً على سؤال حول كلام الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ حسن نصر الله الذي اتهم فيه المحاكم العسكرية باصدار احكام متساهلة مع العملاء. قال: «سنسمع كلاماً كثيراً من هذا القبيل، والكل يقول رأيه في بلد ديمقراطي. وسنسمع آراء متناقضة في هذا السياق». واوضح عضوم «ان النيابة العامة العسكرية بدأت تحقيقاتها في هذه القضية وسطرت الاستنابات اللازمة بغية صدور النتائج قريباً»، داعياً الى «عدم التعميم في اتهام القضاء لان الاخير يقوم بدوره كاملاً وهو على مسافة واحدة من كل الفرقاء اللبنانيين، ولا يفرق بين مواطن وآخر».

واشار الى ان القضاء «سيلاحق المأجورين بحزم اذا ما ثبت انهم عملاء لاية جهة خارجية». ودانت لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين في مجلس النواب امس اغتيال المسؤول في «حزب الله» غالب عوالي، ورأت في هذا الاغتيال خرقاً للشرعية والسيادة اللبنانية وتحدياً للشرعية الدولية. وطالبت اللجنة بكشف المجرمين والعملاء ومحاكمتهم وانزال العقاب الذي يستحقونه. فيما اعتبر مجلس قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط ان اغتيال عوالي «نتيجة طبيعية لحالة الاهمال السياسي والقضائي التي تحكم عمل السلطة في لبنان والتي تجلت أخيرا في عدم الاصغاء الى تحذيرات وملاحظات أمين عام «حزب الله» الشيخ حسن نصر الله عبر الاجوبة السخيفة وغير المقنعة التي قدمتها السلطة رداً على الاحداث الاليمة التي شهدتها الضاحية الجنوبية منذ قرابة الشهرين، والتي بقيت ظروفها وتفاصيلها ودوافعها ملتبسة رغم انها شكلت خرقاً خطيراً وغير مسبوق لحصانة المقاومة وقادتها وكوادرها». وفي الاطار نفسه، اعتبر النائب محسن دلول ان «هناك اصابع عدوة تهدف الى زعزعة الاستقرار في لبنان والاساءة الى الوضع الامني فيه». وقال بعد لقائه البطريرك الماروني نصر الله صفير ان «تصريحات الامين العام للحزب الشيخ حسن نصر الله فيها الكثير من الوعي والادراك، بحيث انها اجهضت محاولة فتنة كبيرة داخل المجتمع اللبناني».