وزير العدل المغربي ينفي صحة ما تردد عن وجود ألف مغربي مستعدين لشن عمليات إرهابية في أوروبا

TT

نفى محمد بوزوبع وزير العدل المغربي صحة ما ردده قاض اسباني في الآونة الاخيرة بأن هناك «ألف مغربي في شمال المغرب مستعدون لشن عمليات ارهابية في اوروبا».

وقال بوزوبع لـ «الشرق الأوسط» ان تصريحات القاضي الاسباني بالتثار غارسون تعرضت لسوء تأويل، لكونه تحدث عن ألف شخص معتقل صدرت في حقهم احكام قضائية لانتمائهم الى التيار الديني المتطرف «السلفية الجهادية».

وقال بوزوبع إن قوات الامن المغربية تمكنت من تفكيك الخلايا التي كانت تستعد للقيام بأعمال تخريبية وارهابية، ويوجد فقط اثنان في حالة فرار يشتبه في تورطهما في احداث 16 مايو (ايار) الارهابية التي هزت مدينة الدار البيضاء. وأقر بوزوبع ان القاضي الاسباني صحح أقواله بعد حدوث تحريف لمقصده، مؤكدا أنه لمس خلال زيارته للمغرب روح التعاون بين الرباط ومدريد وباقي العواصم لمحاربة الارهاب الدولي.

وكانت وسائل اعلام نسبت للقاضي غارسون قوله امام لجنة برلمانية اسبانية ان هناك ألف مغربي في شمال المغرب يتحدثون اللغة الاسبانية، ومستعدون للقيام بعمليات انتحارية في اوروبا.

وفي سياق آخر، قال محمد بوزوبع في رده على التقرير الخاص بأوضاع السجون بالمغرب المنجز من طرف المجلس الاستشاري لحقوق الانسان (منظمة شبه رسمية) أمس بالرباط ان التوصيات الواردة في التقرير تستجيب لاختيارات واهداف الحكومة المغربية في مجال اصلاح السجون.

وكشف الوزير عن اجراءات ستساهم في تفعيل ذلك الاصلاح كتطبيق بعض فصول المسطرة (قانون الاجراءات) الجنائية الجديدة، من قبيل الوضع تحت المراقبة القضائية والكفالة المالية واللجوء الى مسطرة (إجراء) الصلح في العقوبة التي تقل عن سنتين بدل الاعتقال المباشر، لأن ذلك يستلزم سجن حوالي 17 ألف شخص كل سنة، مما يؤدي الى بروز ظاهرة الاكتظاظ التي تعرقل الاصلاح.

وافاد المسؤول المغربي ان عدد السجناء ارتفع من 54 ألف سجين عام 2003 الى 59 ألف سجين خلال العام الجاري رغم صدور عفو عن 9 آلاف سجين. وتحتل جرائم السطو على الاموال والسرقات البسيطة المرتبة الاولى، تليها جرائم الاعتداء على الاشخاص.

ونفى بوزوبع ان يكون تصاعد الجريمة في المغرب راجعا الى البطالة لكون المعتقلين يعملون في القطاع الصناعي والفلاحي وغالبيتهم يقطنون المدن، وقال إن ظاهرة الاعتقال وسط العزاب اكثر من المتزوجين، وان نسبة النساء السجينات لا تتجاوز 2%.

وأشار الى بعض الايجابيات التي تنعم بها السجون المغربية كالفحص الطبي الذي يستفيد منه السجناء، مما ادى الى تدني نسبة الوفيات، علاوة على قيام السجناء بـ «الحراسة الذاتية» نظرا لقلة عدد الحراس (6 آلاف حارس) وهو رقم لا يغطي كامل السجون المغربية، اضافة الى التضامن الاسري الذي يساهم في توفير التغذية للسجناء حيث تدخل السجون مليون و200 ألف سلة سنويا محملة بمواد التغذية. ويزور المعتقلين مليون و300 ألف شخص. وأعلن بوزوبع عن قرب الانتهاء من انجاز 6 سجون جديدة وتحضير وزارته لسياسة جنائية جديدة منسجمة مع مضامين الدستور.