الجزائر تتهم أطرافاً خارجية بممارسة «الخداع» لتعكير علاقاتها مع المغرب

TT

ردت الجزائر بنبرة حادة على تصريحات رسمية مغربية، مفادها أن حل مشكل الصحراء الغربية، مرهون بمدى استعداد الجزائر لمعالجة الأزمة. وقالت ان الرباط مدعوة للتحاور مع «قيادة جبهة البوليساريو» للتوصل الى حل للازمة.

وأوضحت وزارة الخارجية في بيان، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن «البحث عن محاور بديل، ونقصد بذلك الجزائر، يقود إلى الانسداد ويطيل في عمر وضعية أضرت كثيرا بشعوب المنطقة».

وجاء هذا البيان، ردا على ما قاله وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة المغربية نبيل بن عبد الله، يوم15 يوليو (تموز) الحالي في الرباط أن حل مشكلة الصحراء «يشترط حوارا شفافا وصادقا بين الجزائر والمغرب».

ولمّح بيان الخارجية الجزائرية، بشيء من التذمر، إلى تصريحات وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه ورئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس ثاباتيرو، اللذين دعيا الجزائر والرباط إلى الجلوس الى طاولة المفاوضات، بهدف التباحث حول الأزمة الصحراوية، واعتبرا معالجتها مفتاحا لبعث البناء المغاربي وخطوة لتطبيع العلاقات الجزائرية المغربية. واعتبر البيان ان «تصريحات بعض الشخصيات الحكومية الأجنبية بخصوص المسألة الصحراوية تضفي خلطا مزعجا ومخادعا حول العلاقات الثنائية الجزائرية والمغربية وبناء الصرح المغاربي وحل أزمة الصحراء».

ورد وزير الخارجية الجزائري، في مؤتمر صحافي بالجزائر امس، على سؤال حول ما اذا كانت الجزائر تتعرض الى ضغوط من فرنسا او اسبانيا بخصوص موضوع الصحراء، قائلاً: «الجزائر لا تخضع لضغوط من أية جهة كانت. السيد بارنييه اقترح اجراء حوار مع المغرب وقلت له لسنا في حاجة الى وسيط، وطرح ثاباتيرو علينا امكانية اجراء حوار في اطار حل للصحراء، وكان جوابنا واضحا، وهو ان الجزائر مستعدة لترقية تعاونها مع المغاربة في كل الجوانب، لكن من دون ان يفرضوا علينا شروطهم». وأضاف: «مسارنا واضح ويجب ألا يكون خارج اطار التسوية» المنتهجة من قبل الامم المتحدة. وقال بلخادم ايضاً ان المغاربة «رفضوا مقترحات (المبعوث الدولي السابق جيمس) بيكر، بحجة انها تؤدي الى بلقنة المنطقة»، مشيراً خصوصاً الى مقترح يفيد «بتقسيم الصحراء ين المغرب والصحراويين»، حسبما قال. وشدد بلخادم على انه «لا مطامع للجزائر لا في الصحراء ولا في المغرب».

وذكر أيضاً أن «المغاربة هم الذين بدأوا في الواقع في تقسيم الصحراء عام 1975 بينهم وبين موريتانيا كأنهم اعتبروا الصحراء كعكة».

وجاءت هذه التصريحات في وقت بدأ فيه وزير الداخلية المغربي مصطفى الساهل امس زيارة الى الجزائر تستغرق يومين بهدف إحداث تقارب بين البلدين.

وتطرق وزير الخارجية الجزائري ايضاً الى الازمة التي نجمت بين الجزائر وتشاد على خلفية احتجاز متمردين تشاديين قيادي «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» عماري صايفي (المدعو البارا) وعددا من مساعديه. وكان وزير الداخلية الجزائري يزيد زرهوني قد أشار الى ان الجزائر تبذل جهوداً لتسلم البارا، الامر الذي اعقبه استدعاء الخارجية التشادية للسفير الجزائر. وقال بلخادم امس ان تصريح وزير الداخلية الجزائري «نقل بصورة خاطئة»، وقد «تحدث عن اتصالات بين مجموعة من الدول» من اجل تسلم البارا. واكد بلخادم ان الجزائر لن «تتفاوض مع حركة متمردة» وان اي تسلم مفترض للبارا سيكون «بين دولتين وليس بين دولة وحركة متمردة». كذلك، تطرق بلخادم إلى الاتفاق العسكري المرتقب بين الجزائر وفرنسا الذي «ما زال جنينا وهو قيد الانجاز». وقال إنه «غير وارد أن يوجد الجيش الفرنسي هنا في الجزائر ولا العكس».