كرزاي يعفي ثلاثة من قادة الميليشيا من مناصبهم في الجيش ويوكل إليهم مهام قيادية أخرى

TT

أعفي الرئيس الافغاني حميد كرزاي ثلاثة من قادة تنظيمات الميليشيا ذوي النفوذ مناصبهم القيادية بالجيش في اطار تغييرات تستهدف ضمان ان تكون الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في اكتوبر (تشرين الاول) المقبل آمنة وحرة.

وقال المتحدث الرئاسي جاويد لودين: «هذا جزء من سلسلة من التغييرات التي ستستمر. هدفنا هو تقديم تطمينات للناس. اذا وجدت بواعث قلق في بعض المواقع تفيد أن الناس يواجهون تهديدا أمنيا، يكون من واجب الحكومة توفير الامن والسماح باجراء انتخابات آمنة وحرة». وقال المتحدث ان كل الاطراف وافقت على التغييرات.

ويتم نزع سلاح فصائل الميليشيا التي تم تجميعها على نحو فضفاض تحت امرة وزارة الدفاع في وحدات الجيش، ولكن جزءا ضئيلا من مقاتلي هذه الفصائل، الذين يقدر عددهم بنحو 50 الفا، سلموا أسلحتهم. ويكافح كرزاي، الذي وصل الى السلطة بعد أن اطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة نظام طالبان أواخر عام 2001، لبسط سلطة الحكومة المركزية في مناطق تخضع لسيطرة فصائل الميليشيا. وقال أخيرا انها «تمثل تهديدا للاستقرار أكثر من تهديد متمردي طالبان».

واضاف: «هناك اجماع في الآراء بشأن جميع القضايا وسيكون هناك تعاون ضروري من جانب كل الاطراف حتى يكون ممكنا اجراء انتخابات أفضل». وتشدد الولايات المتحدة، التي تساعد في تشكيل جيش وطني افغاني من كل المناطق والجماعات العرقية، على أهمية اعطاء قادة الميليشيا وظائف جديدة في اطار عملية نزع السلاح.

وفي هذا الاطار اعلنت الرئاسة الافغانية امس تعيين عطا محمد حاكما لولاية بلخ وعاصمتها مزار الشريف. وهذا الجنرال التاجيكي من بين قادة الميليشيا الثلاثة الذين اعفاهم كرزاي مناصبهم في الجيش. وهو احد اكثر زعماء الحرب نفوذا في شمال البلاد والذي اشتبك رجاله كثيرا مع قوات تنتمي للاقلية الاوزبكية ويقودها زعيم منافس. كما انه كان واحدا من أقوى قادة الفصائل الافغانية التي ساعدت في هزيمة نظام طالبان عام 2001.

وعطا محمد هو قائد فصيل مجاهدي «الجمعية الاسلامية» والرجل القوي في مزار الشريف كبرى مدن الشمال. وكان حتى الان يتولى منصب قائد الفرقة العسكرية السابعة، اكبر قوة عسكرية في المنطقة. الا ان فصيلي جمبيش وحزب الوحدة يعارضون هيمنته على هذه المنطقة.

كما نشب نزاع في مطلع يوليو (تموز) بينه وبين وقائد شرطة بلخ محمد اكرم خكريزوال.

وبعد ان عينته الحكومة المركزية في مطلع 2003 لبسط نفوذ كابل في مزار الشريف والحد من نفوذ الفصائل المسلحة، فقد محمد اكرم خكريزوال اليوم كل سيطرة على الشرطة بعد «الانقلاب« الذي قامت به ميليشيا موالية لعطا محمد وباتت تسيطر بعده على المدينة.

كذلك اعلنت الرئاسة الافغانية تعيين الجنرال خان محمد، الذي كان حتى الان قائد الفرقة الثانية للجيش في قندهار (جنوب)، قائدا للشرطة في هذه الولاية. واصبح قائد الجيش في ولاية ننغرهار (شرق) حضرة علي، قائدا للشرطة في الولاية نفسها. وخان محمد وحضرة علي من الشخصيات العسكرية المرموقة.

وينتمي الجنرال خان محمد الى فصيل البشتون وهو من اقوى القادة العسكريين في جنوب افغانستان بعد ان كان من ابرز قادة تحالف الشمال السابق ومنسق مكافحة طالبان في معقل الميليشيا الاسلامية.

وينتمي حضرة علي من جهته الى فصيل باشاي الذي يسيطر منذ 2002 على اكبر قسم من السلطة العسكرية في ولاية ننغرهار الآهلة باغلبية من البشتون. ويتوقع ان تعين وزارة الدفاع قائدين جديدين للجيش في مزار الشريف وقندهار.