واشنطن: تحقيق حول إزالة مستشار كلينتون وثائق أمنية سرية حول مخطط تفجيرات الألفية

TT

اكد محامو صمويل بيرغر مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون ان مكتب المباحث الفيدرالي (اف. بي. آي) يحقق في إزالة بيرغر وثائق سرية من الارشيف الوطني. وافاد المحامي لاني برور ان موكله بيرغر اخذ، بطريقة غير مقصودة، نسخاً من مذكرات تتعلق بالتخطيط لاعتداءات كان مقرراً شنها في رأس عام 2000 «مخطط الالفية»، من الارشيف الوطني في الخريف الماضي، مضيفاً ان بيرغر تخلص من واحدة او اكثر من النسخ.

وكان المفتش العام للارشيف قد بدأ في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي تحقيقا حول القضية، سلم لاحقاً في يناير (كانون الثاني) الى مكتب المباحث. واوضح المحامي ان عناصر المباحث فتشوا مكتب وخزانة منزل بيرغر، والتحقيق ما يزال مستمرا.

وكان بيرغر قد قضى ثلاثة ايام في الارشيف في بنسلفانيا افينيو بواشنطن خلال فصلي الصيف والخريف الماضيين يفحص الوثائق لإعداد رد ادارة كلينتون على التحقيقات التي تجريها اللجنة المكلفة التحقيق في ظروف هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001. وقد راجع بيرغر نسخ آلاف من الوثائق يومي 18 يوليو (تموز) و2 سبتمبر و2 اكتوبر 2003، حسبما افاد برور. وفي اواخر اكتوبر، ابلغ الارشيف بيرغر بان بعض الوثائق مفقودة.

وقال المحامي ان بيرغر اكتشف عدة نسخ من وثيقة سرية في حقيبة اوراق جلدية اخذها معه الى الارشيف، وقد اعادها اضافة الى الاوراق التي سجل عليها ملاحظاته. وقال برور ان هذه الملاحظات لم يكن من المفروض نقلها من الارشيف من دون تصريح من الموظفين هناك. وقال برور ان تصرفات بيرغر كانت نتيجة اهمال وليست مقصودة.

ولم يمكن تحديد واحدة او اكثر من نسخ المذكرة الواقعة في 15 صفحة بين ممتلكات بيرغر، ويعتقد انه ربما تخلص منها، كما ذكر برور.

وقال برور ان عناصر مكتب المباحث لم يحققوا مع بيرغر، رغم عرضه المساعدة. وقال برور ان عناصر المباحث لم يأخذوا أي شيء من خزانة بيرغر، وانما اخذوا من مكتبه بطاقات مكتوبة عليها ملاحظات بخصوص مقابلات اجراها بيرغر في كامب ديفيد وتخص الصراع في منطقة الشرق الاوسط.

وقد ابلغ اعضاء لجنة التحقيق في هجمات سبتمبر، عموماً بالقضية، لكنهم لم يعتبروا الوثائق هامة، حسبما ذكر مصدر قريب من الموضوع، طلب عدم الكشف عن هويته.

وقال برور ان وزارة العدل ومكتب المباحث قد ابلغاه بأن بيرغر بات موضع تحقيق جنائي وليس هدفا في حد ذاته. وفي شهادته في مارس (اذار) الماضي أمام لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر، قال بيرغر انه اصدر تعليمات بالنظر في خطر مخطط الالفية بعد احباطه وان التقرير تضمن 29 توصية طبقت غالبيتها اعتمادا على التمويل. وقال بيرغر ان النظر في هذه المسألة قاد الرئيس السابق كلينتون الى طلب 300 مليون دولار من الكونغرس لانفاقها في مشاريع امنية محلية وتخصيص 79 مليون دولار من ميزانية وكالة الاستخبارات المركزية لجهود مكافحة الارهاب.

النسخ المفقودة، حسبما اشار برور ومعدها ريتشارد كلارك، رئيس قسم مكافحة الارهاب خلال ادارة كلينتون والفترة الاولى من الادارة الحالية، هي نسخ من تقارير تضمنت توصيات بإجراء تغييرات عقب تهديدات ارهابية وقعت نهاية عام 1999 وبداية الألفية الجديدة. وقال كلارك انه اعد حوالي 24 فكرة تتعلق بسبل مخاطر الارهاب.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»