الرهينة المصري المفرج عنه في العراق يروي قصة اختطافه مدة 15 يوما

الغرباوي لـ«الشرق الأوسط»: أشهروا السيوف وهددوا بقطع رؤوس المتعاونين مع الأميركيين

TT

ما ان مرت ساعة على اطلاق سراح الرهينة المصري من قبل خاطفيه حتى امتلأت السفارة المصرية في بغداد بالمهنئين حيث روى محمد الغرباوي لـ«الشرق الأوسط» قصة اختطافه بعد ان قضى خمسة عشر يوما تحت الأرض وفوقها في مكان مجهول في العراق.

قال الغرباوي «أنا اعمل في معرض ونقليات النحيد بالبريدة بالسعودية في حي المعارض وهي شركة فيصل النحيد. وقد كلفنا مع سواق شاحنات اخرى لنقل البنزين الى العراق، وعندما خرجنا من الحدود السعودية باتجاه الحدود العراقية وضمن رتل للشاحنات دخلنا الى الخط السريع، وهناك حصل إطلاق رصاص مكثف، وكنت وسط الشاحنات وفجأة اختفت الحراسات العراقية وبدأ اطلاق النار وكانت الشاحنات التي تقف في بداية القافلة قد تضررت ثم ألقي القبض علي، وقيدوا يدي ووضعوني في سيارة صغيرة باتجاه مكان مجهول.

* ما طبيعة الأحاديث التي تناولها المختطفون معك؟

ـ تحدثوا في أمور كثيرة وأنا معصوب العينين تحدثوا عن محن الاسلام وعدم جواز التعامل مع الأميركان ثم تطور الحديث بأن اشهر بعضهم اسلحته، ومنها السيوف مهددا بقطع الرؤوس فيما اذا تكررت هذه الحالة. وتحدثنا مع المختطفين بأن الشركة ترسل البنزين بناء على اتفاقات مع العراقيين وليس مع الأميركان، وليست لدينا نية التعامل مع الأميركان بأي شكل من الاشكال.

* وهل حجزتم في بيت ام مكان آخر؟

ـ لقد تنقلنا في اربعة اماكن تقريبا بعضها كان تحت الارض والبعض الآخر فوقه وكلها كانت مشددة الحراسة وكان الحرس يتغيرون كل ست ساعات.

* هل اتصلت بذويكم في مصر؟

ـ أنا من محافظة الشرقية منطقة الزقازيق ولدي من الاطفال عبير وعصام ومحمد ومحمود. ومن خلالكم اقول لهم أنا بخير وسأكون معكم قريبا جدا، وان أهلي هنا في العراق حافظوا علي حتى اخرجوني من يد المختطفين الذين افرجوا عني بعد تلقيهم مفاتحات من جهات مختلفة للافراج عني وأشكر كل الذين ساهموا في الحفاظ على حياتي بجهودهم الطيبة.

وعن الجهود التي بذلت للافراج عن المختطف المصري، قال المستشار كريم شرف القائم بأعمال رعاية المصالح المصرية في بغداد ان الجزء المهم من عمل البعثة المصرية هو رعاية مصالح كل المصريين الذين يدخلون الاراضي العراقية وابداء التسهيلات اللازمة لهم. وقد علمنا بحادث اختطاف الغرباوي وبدأت اتصالاتنا بالرياض والشركة السعودية. ومنذ اللحظة الأولى بدأنا التنسيق مع السلطات العراقية والجهات الرسمية وغير الرسمية فضلا عن جهات معينة بالسعودية للافراج عنه. وتظافرت جهود الجميع، بينهم السفير المصري الدكتور فاروق المبروك والمستشار عادل جعفر والمستشار بدر الدين، فضلا عن جهود الوزير المفوض محمد مرسي في بعثتنا بالرياض واستطعنا اعادة المختطف الى أسرته.

* بعد تكرر عمليات اختطاف المصريين ما هو حجم التهديدات التي تواجه المصريين في العراق؟

ـ نحن نأخذ كل التهديدات بالاعتبار وعلاقة الشعبين المصري والعراقي علاقة لا يمكن ان توقفها أي تهديدات، والمرحلة الراهنة صعبة ولكن المختطفين يستجيبون مع المساعي الحميدة في مثل هذه الحوادث، اما جهة تسليم المختطف فلا يمكننا الكشف عنها لحساسية الامر ولكن اطرافا عدة ساهمت في تأمين إطلاق سراحه وكانت غرفة العمليات قد ابدعت في كل اتصالاتها للوصول الى الافراج عنه.