زوجة الرهينة المصري بالعراق لـ«الشرق الأوسط» إنه كان يستعد للعودة ولكن الخاطفين حرمونا منه

TT

ناشدت أسرة الرهينة المصري المختطف بالعراق محمد علي سند الرئيس المصري حسني مبارك ووزير خارجيته أحمد أبو الغيط والشركة الكويتية التي يعمل بها الرهينة، العمل جاهدين من أجل الحفاظ على حياته وبذل الجهد لاطلاق سراحه. وقد خيمت حالة من الحزن العميق والقلق المترقب على كفر محمود، مركز الباجور بمحافظة المنوفية، خشية تعرض حياة سند للخطر نظراً لقصر المهلة التي حددها الخاطفون لإطلاق سراحه ورفاقه الستة. وتحول منزله البسيط حيث تقيم والدته نادية الشناوي و5 من أشقائه وزوجته وولداه، الى دار للحزن والبكاء، فسند هو العائل لكل هؤلاء.

وقالت زوجته نجفة طه روميه لـ«الشرق الأوسط» إن زوجها سافر إلى الكويت قبل 4 أشهر فقط بعد أن وجد وبالصدفة أشخاصاً يبحثون عن سائقين للسفر إلى الكويت في أحد المقاهي. وكان يستعد للعودة لمصر قبيل اختطافه حيث اتصل بهم أخيرا وطلب «مقاسات» الأولاد وأفراد العائلة ليشتري لهم بعض الملابس والهدايا. وشكت من أن عملية الاختطاف لم تحرم العائلة من هداياه فقط بل حرمتها منه. أما والدته المسنة فهي مصابة ببعض المتاعب في الكلى، بينما يعاني شقيقه ياسر من مرض نفسي حاد.

والدة السائق الرهينة وزوجته وأشقاؤه وجهوا نداء لمختطفيه بأن يطلقوا سراحه من أجل أفراد عائلته الذين لا عائل لهم سواه وناشدوا الرئيس المصري التدخل للحفاظ على حياته واعادته إليهم. وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أعلنت أنها تجري اتصالات مكثفة مع مكتب التمثيل المصري في بغداد وسفيرها في الكويت وأصحاب الشركة الكويتية في محاولة حثيثة لإطلاق سراح محمد علي سند.

نشأ سند نشأة بسيطة وعاش حياة صعبة وشاقة. فقد توفي والده قبل أكثر من 10 سنوات تاركاً 7 أشقاء وشقيقات وتولت والدته الانفاق على أولادها وبناتها السبعة. وكان سبيلها في تدبير ذلك هو تجارة الخضروات ثم هاجمها المرض فتولى محمد المسؤولية وعمل سائقاً بإحدى المطاحن ثم سائقاً باليومية. ولم يتمكن من الزواج إلا بعد أن سافر للمملكة العربية السعودية حيث ادخر مبلغاً ثم عاد ليتزوج، لكن أشقاءه ولظروف خاصة بقوا معه ولا يزال ينفق عليهم حتى اليوم.

وكان من المقرر أن يعود سند إلى مصر بعد 4 أشهر فقط قضاها في العمل لكن القدر لم يمهله وسقط رهينة في أيدي مختطفيه خلال قيامه بآخر مأمورية عمل قبل عودته لأسرته.