وعود وزير الكهرباء العراقي تتبخر حتى قبل حلول آب اللهاب

TT

استحداث وزارة للكهرباء في اول حكومة عراقية تتشكل في عهد ما بعد صدام حسين عكس ادراك الحكام الجدد حجم اهم المشكلات المزمنة في العراق وهي مشكلة الكهرباء التي دمرت منظومتها في حرب الخليج الثانية.

وقد اكثر وزير الكهرباء من تصريحاته المبشرة بتحسن انتاج الطاقة الكهربائية ووعد عبر وسائل الاعلام في الفترات السابقة مرارا بزيادة في نسب تجهيز الطاقة في غضون اسابيع لاحقة بعد اعلانه الوصول الى حافة 6000 ميغاواط من الانتاج، ولكن كل تلك الوعود تبخرت في لهب شهري حزيران وتموز الحارق وما زال امامنا شهر آب اللهاب. وفيما تتضاءل آمال المواطنين وخاصة في العاصمة بغداد بتحسن الحال بعد ان فوجئوا في الايام الماضية بتراجع مريع في ساعات التجهيز من ثلاث ساعات الى نصف ساعة او ربع ساعة في بعض الايام، يبدو الوضع مخيفا مما زاد من تساؤل المواطنين ومخاوفهم من تطور الحالة الى الاسوأ.

يعتبر احمد عباس، صاحب محل تصوير، في الباب الشرقي ما حصل بمثابة «كارثة فكنا ننتظر ان تزداد ساعات التجهيز خاصة اننا في العاصمة نعيش احر ايام فصل الصيف، ولكن هدية وزير الكهرباء كانت زيادة في القطع.. ولا ادري ما الذي حدث حتى تنخفض النسبة لا سيما اننا والحمد لله لم نر حوادث او تفجيرات تستهدف منظومات الكهرباء في الايام الاخيرة وهي ما كان وزير الكهرباء يتذرع بها في السابق».

وكان شامل عبد الكريم اكثر حدة من احمد حين طالب باستقالة وزير الكهرباء لانه اثبت عجزه عن معالجة المشكلة، وقال متهكما «قيل لنا انه خبير في شؤون الكهرباء ولكننا لم نر منه اي خير وقد تجدد اختياره للوزارة!».

تقول فضيلة محمد، ربة بيت «لا ادري كيف اتصرف في البيت، فانا اظل متيقظة حتى ساعات الصباح من الحر اللاهب، فالكل يعرفون ان نوم السطح لم يعد له وجود في بغداد. نحن ننام داخل الغرف فكيف يمكننا ذلك وليس لدينا كهرباء.. المولدة الاهلية في محلتنا تعطلت بسبب زيادة تجهيزها لنا، واصبحنا الآن تحت رحمة الكهرباء الوطنية (التجهيز الحكومي) وهم لا يرحموننا».

وتقترح جارتها سوزان (ام حمادة) على وزارة الكهرباء ان تتحمل مسؤولية تجهيز البيوت من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل والى السابعة صباحا فقط وان لا تزودها مرة اخرى، اي ان تتواصل الطاقة اثناء الليل «حتى ننام للصباح ولا نريد كهرباء منهم بعد ذلك ويمكنهم في الصباح ان يزودوا المحلات التجارية ودوائر الحكومة»، وتقول ايضا «في النهار نستطيع تدبر حالنا اما في الليل فأين نخرج عندما تنطفئ الكهرباء، خاصة انه في الليل تقل الحاجة عادة الى تشغيل اجهزة منزلية اخرى ما عدا المكيفات والمراوح، فليرحمونا اذن حتى ينام اطفالنا فلا يقبل الله هذا الظلم منهم لأطفالنا».

عندما ينقطع التيار الكهربائي المجهز من الحكومة في ساعات الفجر (الثالثة او الرابعة ) لا يعود اصحاب المولدات الى تشغيلها لبقية الساعات مما يبقي المواطنين بدون كهرباء الى حدود الساعة التاسعة صباحا. عندها تستأنف تلك المولدات المنصوبة في الاحياء والمحلات تشغيلها، ويقول احمد شهاب صاحب مولدة في حي زيونة «مولداتنا تتحمل اعباء كبيرة بسبب طول ساعات التجهيز، خاصة عندما تزداد ساعات القطع الحكومي لهذا تتعطل بسرعة، ولا يمكننا الاستمرار بتجهيز البيوت لساعات الليل كاملة، ونحن لا نمانع، اذا ما تحملت الوزارة تجهيز ساعات الليل، في ان نعوضها نحن في النهار، ونحن مستعدون لكل تنسيق مع الوزارة لتحسين تغذية البيوت بالكهرباء».