«الشرق الاوسط» ترصد حال الشارع في بغداد: قوات الحرس الوطني والشرطة تلمس تعاون المواطنين

TT

ما ان اعلن رسميا عن تسليم مهام السيادة الى العراقيين حتى بات الشارع العراقي يترقب بحذر ما سيحدث في زواياه. الشرطة العراقية كانت منذ اللحظة الاولى لتسلم السيادة وحتى يومنا هذا تتمترس خلف خدرها وبنادقها لتراقب وتسجل وتجري في سباق مع الزمن ومعها الحرس الوطني المشكل حديثا الذي بات ينتشر بشكل لافت للنظر دون الاستعانة بالدبابات.

«الشرق الاوسط» تجولت في شوارع بغداد والتقطت الصورة وسجلت الكلمة للشرطة والحرس الوطني، اذ يقول الملازم اول محمد توما الهلالي من الحرس الوطني انه كان قد انتمى الى الحرس منذ عام وكان يعمل وزملاؤه مع القوات الاميركية، ومنذ تسليم السيادة للعراقيين صارت قوات الحرس الوطني تسير لوحدها في شوارع بغداد ضمن دوريات منظمة.

اما رئيس العرفاء سعد سرحان من الحرس الوطني ايضا فيقول ان دوريته تعمل لمدة 6 ساعات يوميا لكنه مطمئن الى ان الاوضاع الامنية بدأت بالتحسن وان المواطنين العراقيين بدأوا بالتعاون معهم خصوصا بعد ان امسك الحرس الوطني العمل لوحده دون القوات الاميركية. ويؤكد ان الاخباريات حول اللصوص والخاطفين تأتيهم بشكل يومي ويتم القاء القبض عليهم في الوقت المحدد.

وبينما كنا في جولة في حي المعلمين جاءت اخبارية حول خطف طفل، ولم تمض الا ساعات حتى القي القبض على الخاطفين بالتعاون مع دوريات الشرطة.

ويؤكد ماجد مهدي صالح، وهو من قوات الحرس الوطني ايضا، انه دخل دورات كثيرة للتدرب على إبطال مفعول القنابل والسيارات المفخخة وقد تم بالفعل إبطال الكثير من تلك القنابل التي كانت مهيأة للتفجير.

وعن خطورة العمل الان في الشارع بالنسبة لقوات الشرطة يقول الملازم محمد عبد المطلب، 25 عاما، ان «الخطورة قائمة دائما خصوصا في الاوضاع الحالية، ولكن بشكل عام الاستقرار بدأ يلوح في الافق بعد تسليم السيادة، ودوريات الشرطة تعمل ليل نهار من اجل ذلك. وهناك تعاون ملحوظ من قبل المواطنين حول هذا الامر».

وفي دورية بغداد الجديدة يقول منتسب الشرطة رائد مظهر ان العمل يستمر لمدة 24 ساعة حيث تتسلم دورية بعد دورية اخرى العمل ولذلك لا يوجد شارع الان من دون شرطي عراقي لحفظ الامن والاستقرار واحترام النظام.

ويؤكد اياد سعيد وعلي عيسى صالح انهما يعملان ليل نهار في الشارع ونسبيا بدأت الامور تستقر على الرغم من التوتر العام. ويأمل علي ان يتم تكثيف العمل في الشارع خصوصا ان المواطنين بدأوا بالتعاون وبشكل لافت للنظر. وبينما كان علي يتحدث اشار اياد الى انهم بانتظار وجبة جديدة من المتهمين الذين القي القبض عليهم في شارع الكفاح والبتاويين لنقلهم الى الجهات المختصة.

واشار المواطن علاء عباس الى انه بدأ بالانصياع طوعيا الى اوامر الشرطة في حالة ايقاف او تفتيش سيارته، ولكنه لم يكن يفعل ذلك اثناء مرافقة القوات الاميركية لهم. وتبدو المسألة، كما يقول علاء، نفسية لها علاقة بالاحتلال. وعلى الرغم من ادراكه ان السيادة لم يتم تحقيقها والاحتلال مستمر في الشارع، فان الصورة تبدو له مختلفة نوعا ما الان.

وتقول المواطنة هيفاء عبد الزهرة انها بدأت تشعر بالامان نوعا ما من الوجود المستمر لقوات الشرطة في الشارع وتستطيع الخروج ايضا اثناء المساء ولكن بشكل قليل، مؤكدة ان الوجود الفعلي لقوات الشرطة والجيش يجب ان يكون اثناء المساء الذي يحمل من المفاجآت الكثير ويحتاج الى عيون مفتوحة خصوصا مع الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي.