وأخيرا.. صدام يُضحك 99% من العراقيين

TT

بغداد ـ ا.ف. ب: انها دمية من البلاستيك على شكل صدام حسين تحمل رشاشا من نوع كلاشنيكوف وتدندن وهي تهز وركيها... ورغم رواجها التجاري فان بعض التجار فضلوا سحبها من واجهات محلاتهم بعد ان اثارت امتعاض البعض ولو كانوا قلة.

والدمية من صنع صيني مركزة على قاعدة بلاستيكية وتعمل ببطاريتين صغيرتين. وما ان يتم تشغيلها تبدأ بالرقص وتصدر اصواتا غريبة مع ضحكات متشنجة. ويرتدي الرئيس المخلوع في هذه الدمية اما لباسا عسكريا مرقطا او بنطالا مذهبا ويحمل احيانا جهازا لاسلكيا واحيانا اخرى قنابل يدوية. وباع عمار جليل صاحب محلات جلاوي في حي المنصور الفخم في بغداد 250 دمية من هذا النوع من دون صعوبة تذكر. الا انه يفضل التوقف وعدم المضي في هذه التجارة.

ويقول «انها تباع بسهولة الا ان هناك واحدا في المائة من الزبائن لم يستسيغوا هذه الدمية، وتستطيع هذه النسبة البسيطة ان تسبب لنا الضرر. فنصحني البعض بالتوقف وهذا ما فعلته».

وفي حال اصر الزبون على الحصول على دمية «ينجح» عمار في العثور على واحدة في القسم الخلفي من المحل الا انه يحرص على التأكيد انها «الاخيرة». ويبيعها بسعر 8 دولارات للدمية.

وفي محلات الكشكول المجاورة بيعت جميع دمى صدام حسين. ويؤكد البائع سعد جواد انه يفضل التوقف عن بيع المزيد قائلا «ان العديد من المسؤولين السابقين في النظام السابق يسكنون في هذا الحي وبعضهم لم يخف استياءه من هذه الدمية».

ويضيف جواد «ان الزبائن هم من الذين تعرضوا طويلا للقمع على يد صدام حسين عندما كان الاخير في السلطة. ومع هذه الدمية باتوا يستطيعون اخيرا الاستهزاء بصدام». وقد بيع الكثير من هذه الدمى مثلما بيع الكثير ايضا من ورق اللعب الذي يحمل صور المسؤولين في النظام السابق الذين تلاحقهم القوات الاميركية. وحتى امد قريب كانت محلات الكشكول تعرض قداحات تحمل صور صدام حسين، الا انها بدلا من ان تشتعل لدى تشغيلها تطلق شحنة كهربائية تضرب مستخدمها في اصبعه. وقال البائع ضاحكا «حتى بعد التخلص منه لا يزال قادرا على تعذيبنا».

ويقول ضياء سعيد صاحب محل الغادي في حي المنصور انه يفضل عدم بيع هذه الدمية. ويضيف «انصار صدام حسين لا يزالون موجودين والوضع غير مستقر على الصعيد الامني. قد ابيع هذه الدمية بعد سنتين ربما».