لجنة 11 سبتمبر: الهجمات ما كانت ستنفذ لو علم مخططوها باعتقال موساوي وبن لادن أراد مهاجمة البيت الأبيض لكن محمد عطا فضّل ضرب الكونغرس

خالد شيخ محمد كان العقل المدبر واقترح أصلا استخدام 10 طائرات يختطف هو إحداها

TT

لو ان العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 علم بان زكريا موساوي، وهو واحد من نشطاء «القاعدة» وفرنسي من اصل مغربي ومتهم بالاشتراك في المؤامرة، كان قد اعتقل في اغسطس (آب) 2001، فربما كان قد ألغى العملية. وكما تبين، فإن خالد شيخ محمد، المخطط الرئيسي وراء الهجوم، لم يعرف ان موساوي كان مسجونا في مينيسوتا بتهمة مخالفة قوانين الهجرة.

هذا الاستنتاج الذي تم التوصل اليه خلال التحقيقات الاميركية مع واحد من كبار مساعدي شيخ محمد، ألا وهو رمزي بين الشيبة، هو واحد من بين تفاصيل كثيرة جديدة بخصوص التخطيط وتنفيذ الهجمات يتضمنها تقرير لجنة التحقيق في الهجمات الذي نشر اول من امس ويقع في567 صفحة. ويتضمن التقرير الكثير من المعلومات التفصيلية، ويعتمد على تقارير استخبارية، لم تنشر من قبل، من بينها معلومات مستقاة من تحقيقات وكالة الاستخبارات المركزية مع نشطاء «القاعدة» التي تكشف عن معلومات جديدة حول الخطة والدوافع ونمط التفكير للإرهابيين المشاركين في الهجمات، بالاضافة الي آخرين على أعلى مستويات التنظيم.

ويعتقد اعضاء اللجنة ان موساوي كان من المفروض ان يكون من بين مجموعة الخاطفين، وإن كان بن الشيبة وصفه بأنه مرشح ضعيف كان مطلوبا فقط لاستكمال العدد. وقال شيخ محمد للمحققين انه كان من المفروض ان يكون موساوي ضمن منفذي موجة هجمات ثانية.

ويلقي التقرير الضوء على عدد آخر من الإرهابيين المرتبطين بالهجمات، بمن فيهم شيخ محمد، وهو صاحب فكرة استخدام الطائرات كصواريخ. وخطط شيخ محمد أصلا لاستخدام 9 طائرات ركاب مختطفة بينما يختطف هو طائرة عاشرة ويقتل الركاب الذكور ويهبط ليلقي كلمة يشجب فيها دعم الولايات المتحدة لإسرائيل.

وذكر التقرير«انه بغض النظر عن منطق شيخ محمد حول استهداف الاقتصاد الاميركي، فإن هذه الرؤية تقدم نظرة واضحة لاهدافه الحقيقية. فهذا مسرح، مشهد من التدمير نجمه الوحيد شيخ محمد ـ الارهابي الخارق». ووجد التقرير ان شيخ محمد، ليس الارهابي الوحيد الذي يتمتع بشعور متضخم بالذات وشهوة للدماء. واشار التقرير الى ان عبد الرحيم الناشري الذي اصبح قائدا لعمليات «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية واصفا اياه بأنه كان «متطرفا في تحمسه» للعمل الارهابي لدرجة استعداده للقيام بعمل ارهابي في المسجد الحرام اذا ما اعتقد بوجود حاجة الى ذلك. وقد نظم الناشري المسؤول مباشرة أمام أسامة بن لادن لعملية نسف المدمرة الاميركية «كول» في اليمن عام 2000.

وبالرغم من الاهتمام الذي تلقاه بن لادن من المسؤولين الاميركيين، فإن التقرير وجد ان ليس كل من عمل معه يدينون له بولاء لا يتزعزع. وأورد التقرير انه طلب من الناشري أداء قسم الولاء لاسامة بن لادن لكنه «وجد هذه الفكرة غير مستساغة ورفض أداء القسم»، كما اشار التقرير ايضا الى ان هذا الموقف لم يكن من الناشري وحده، اذ ان خالد شيخ محمد رفض ايضا وكذلك المدعو «الحنبلي»، زعيم تنظيم الجماعة الاسلامية بجنوب شرق آسيا الذي قبل عرض بن لادن لإنشاء تحالف «لشن حرب ضد النصارى واليهود». والى جانب التفاصيل الجديدة التي كشف النقاب عنها، تابع التقرير ايضا تطور وسير التخطيط لهجمات 11 سبتمبر. وكشف كيف ان خالد شيخ محمد وقريبه رمزي احمد يوسف بحثا اولا مخططات لخطف طائرات اميركية وتدميرها فوق مبان عالية وذلك بعد المحاولة الاولى لتفجير مركز التجارة العالمي عام 1983 والتي ادين فيها يوسف في وقت لاحق. وكان بن لادن قد وافق على فكرة خالد شيخ محمد اوائل عام 1999. وكشف التقرير ايضا ان بن لادن كان اكثر اهتماما بضرب البيت الابيض، رغم ان محمد عطا، قائد الانتحاريين، كان يعتقد ان ضرب البيت الابيض امر فيه صعوبة وفضل ضرب مبنى الكونغرس. وفي لقاء جرى في اسبانيا في يوليو عام 2001، قال رمزي بن الشيبة لمحمد عطا ان «اسامة بن لادن يرغب في تنفيذ هذه الهجمات في أسرع وقت ممكن بسبب قلقه على وجود عدد كبير من عناصر «القاعدة» في الولايات المتحدة». وفي مطلع اغسطس (آب) اتصل محمد عطا برمزي بن الشيبة وابلغه أن الهجمات ستشن في الاسبوع الاول من سبتمبر (ايلول) عند استئناف الكونغرس عقد جلساته.

وقال عطا انه ومروان الشحي سيقودان طائرتين باتجاه مركز التجارة العالمي وإنهما سيدمران الطائرتين فوق شوارع نيويورك اذا لم يتمكنا من الوصول الى برجي المركز. وفكر عطا في «استهداف منشأة نووية حدد موقعها خلال رحلات تدريب جوية بالقرب من نيويورك»، إلا ان اعضاء آخرين مشاركين في المخطط شعروا بالقلق ازاء احتمال إسقاط الطائرة في المجال الجوي الذي يحظر فيه الطيران لأسباب أمنية.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط» شاركت في إعداد هذا التقرير مارغوت ويليامز