سولانا: أوروبا ستأخذ دورها في عملية السلام شاءت تل أبيب أم أبت

اتصالات إسرائيلية ـ أميركية طارئة لمواجهة خطر عزلة إسرائيل في العالم

TT

رفض وزير خارجية الاتحاد الاوروبي، خافيير سولانا، الضغوط الاسرائيلية والانتقادات وما رافقها من تهديدات «بمنع اوروبا من اخذ دور في عملية السلام في الشرق الاوسط».

ورد سولانا على هذه التهديدات بتصريح أحدث دويا هائلا في الساحة السياسية، اذ قال، ان «اوروبا ستأخذ دورا وستتدخل، شاءت اسرائيل ام ابت». وازاء ذلك، بادرت وزارة الخارجية الى عقد جلسات بحث طارئة لمواجهة خطر العزلة الاسرائيلية في الخارج. وجرت اتصالات طارئة في هذا الشأن مع الولايات المتحدة الاميركية، لتقديم المساعدة.

وبات واضحا تماما ان هناك قلقا جديا في اروقة الحكم الاسرائيلية من خطر الدخول في عزلة دولية. فبعد قرار الجمعية العامة للامم المتحدة بتبني توصيات محكمة العدل الدولية، المطالبة لإسرائيل بهدم الجدار العازل واعتباره غير قانوني وغير شرعي، والتصويت الاوروبي بالاجماع على القرار، يخشى مديرو الدفة في اسرائيل من قرارات اخرى في شهر سبتمبر (ايلول) المقبل ومن اجراءات دولية مختلفة لعزل اسرائيل، ان كان على مستوى مؤسسات الامم المتحدة أو العلاقات الدولية الثنائية.

وحسب التقديرات الاسرائيلية فإن مندوب فلسطين في الامم المتحدة ناصر القدوة يستعد لتوسيع نطاق القرارات والاجراءات ضد اسرائيل في اليونسكو وفي منظمات الصحة الدولية. ويسعى لعقد مؤتمر للدول الموقعة على ميثاق جنيف، للبحث في المخالفات الاسرائيلية الفظة لبنوده.

ووصف مسؤول اسرائيلي حالة اسرائيل هذه الايام في الجلسة الدولية مثل القفص: «فنحن نحاصر عرفات داخل المقاطعة في رام الله وهو يحاصرنا في العالم».

ويشعر الاسرائيليون بقلق خاص من حزم الاتحاد الاوروبي في الموقف من سياستهم عموما ومن الجدار العازل بشكل خاص.

وحاولوا التعامل مع الموضوع بالطريقة الاسرائيلية القديمة، التأنيب والتوبيخ والتهديد السياسي (بحرمان اوروبا من التدخل في عملية السلام) والتهديد الاقتصادي (حيث ان اوروبا تصدر لاسرائيل بضائع بقيمة 3.5 مليار دولار في السنة، والميزان التجاري بينهما يميل لصالح اوروبا). وانتهزوا فرصة وصول سولانا الى تل ابيب، في زيارة مقررة مسبقا، لمهاجمة السياسة الاوروبية. واعتبارها مستخفة بأمن المواطنين الاسرائيليين. وقد تكلم بهذه اللهجة كل من استقبل سولانا، رئيس الحكومة ارييل شارون، ووزيرا الخارجية، سلفان شالوم، والدفاع، شاؤول موفاز.

ورد سولانا بحزم وحدة مفاجئين للاسرائيليين، فقال لهم: «انتم تتحملون المسؤولية كاملة عن قرار الامم المتحدة والتصويت الاوروبي. فقد سبق وقلنا لكم اننا نعارض الجدار. ونرى فيه خطوة غير قانونية. فأنتم تقيمونه ليس فقط لغرض الامن. ففي هذه الناحية نحن معكم. ونعارض كل مساس بأمنكم. وندعمكم في كل اجراءاتكم للدفاع عن النفس. ولكن هذه الاجراءات يجب ان تتم وفق القانون الدولي. وانتم تخرقون هذا القانون بفظاظة ـ فالجدار بكامله مقام في الاراضي الفلسطينية. وهذه اراض محتلة. وطالما انتم محتلون، ستتعرضون للنقد والمطالبة بتغيير سياستكم».

وكان سولانا اكثر حدة عندما هددوه بابعاد اوروبا عن موقع التأثير في العملية السلمية، اذ قال: «اخذنا دورنا في الماضي ونأخذ دورنا اليوم وسنأخذ دورنا في المستقبل ايضا، شاءت اسرائيل ذلك ام ابت». وعندما سمع شارون هذا الرد، انتبه لتورطه فحاول ان يصحح قائلا: «طبعا، اوروبا تأخذ دورها ضمن مجموعة الدول المانحة». فأجاب سولانا: «تأخذ دورها بالشكل الذي تراه مناسبا، خصوصا في العلاقات الثنائية وضمن اللجنة الرباعية، فنحن لنا مصالح هنا. ونحن جيران للمنطقة».

واعتبر الاسرائيليون هذه الحدة بمثابة اشارة الى ان المستقبل سيحمل اجراءات اخرى في العالم ضد السياسة الاسرائيلية. وفي الاجتماع الذي عقده رؤساء الدوائر في وزارة الخارجية، بمشاركة مندوبين في الخارج، جرت مراجعة الاجراءات التي كانت قد اتخذت في الماضي ضد نظام الابرتهايد (العنصرية) في جنوب افريقيا، من اجل منع الوصول الى هذا المستوى من العقوبات لاسرائيل. وشكلت طواقم لدراسة الجوانب القانونية من جهة والوضع الميداني في كل مؤسسة من المؤسسات الدولية. كما تقرر التنسيق مع الولايات المتحدة بشكل مكثف لمواجهة محاولات عزل اسرائيل.