«سرايا القدس» تتوعد بالرد على اغتيال أحد قادتها في غزة وتناشد «الأطراف المتصارعة» توحيد الجهود ورص الصفوف

TT

توعدت «سرايا القدس» ـ الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي امس بأن «دماء المجاهدين غالية ولن تذهب هدراً». وتعهدت بـ«أن نبقى الأوفياء لدمائهم الزكية». وجاء هذا التوعد والتعهد ردا على اغتيال قوات الاحتلال الاسرائيلي حازم ارحيم، 26 عاما، احد قادتها الميدانيين في غزة ومساعده وعبد الرؤوف ابو عاصي، 22 عاما، وذلك في غارة جوية على سيارتهما في شارع صلاح الدين في حي الزيتون في مدينة غزة الليلة قبل الماضية. وقتل في الحادث فلسطيني ثالث كان يمر صدفة في الشارع اثناء الاعتداء الاسرائيلي الجديد.

وقتلت قوات الاحتلال الصبي حسن جميل الزعانين، 15 عاما، وجرحت ثلاثة آخرين صباح امس في بلدة بيت حانون شمال القطاع. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن الصبي قتل في شارع السلطان عبد الحميد في منطقة السكة عندما فتحت دبابة نيران رشاشاتها الثقيلة باتجاه تجمع للأهالي كانوا في طريقهم لتأمين مستلزماتهم الضرورية من المياه والطعام في ظل الحصار التي تفرضه قوات الاحتلال على البلدة منذ 27 يوما.

واعادت اسرائيل احتلال البلدة قبل 27 يوما، وذلك ردا على مقتل اسرائيليين جراء قصف بلدة سديروت اليهودية داخل الخط الاخضر بصواريخ قسام التي تصنعها حركة حماس محليا.

في المقابل اصيب جندي اسرائيلي في اشتباك مع مقاومين فلسطينيين، كانوا يحاولون التسلل الى مستوطنة شافيه شومرون شمال شرقي مدينة نابلس. ووجهت حركة الجهاد نداء إلى من اسمتهم الجهات الفلسطينية المتناحرة في غزة بعد مقتل كادريها، بالتوحد ورص الصفوف وتفويت الفرصة على الاحتلال، واعتبرت ان الاقتتال يخدم الاحتلال وانه ليس في مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. ونقل موقع «نداء القدس» الالكتروني، وهو موقع الجهاد، عن الدكتور محمد الهندي احد قادة الجهاد الاسلامي في القطاع تصريحه بينما كان يقف امام ثلاجة الموتى في مستشفى الشفاء في مدينة غزة «أن دماء الشهيدين حازم ارحيم ورؤوف أبو عاصي ستنبت نصرا وحرية وستزيد المقاومين تحديا وصمودا وثباتا على طريق الجهاد والمقاومة». واضاف «لعل هذه الدماء تشكل نقطة التقاء بين الجهات المتناحرة في غزة وتدفعهم للتوحد ورص الصفوف في خندق المقاومة بدلا من الاقتتال الذي لن يجلب لشعبنا الا مزيدا من النكبات والويلات». وأشار الدكتور الهندي الى «ان المجرم شارون يقود مشروعا صهيونيا يهدف الى تصفية الكوادر والقيادات الفلسطينية تحت مشاريع واهية»، واعتبر ان «مسألة الانسحاب التي يطرحها شارون انما هي وصفة للارهاب والدماء والقتل والاجتياح». وتوعد الدكتور الهندي بان «دماء هؤلاء الشهداء لن تذهب هدرا وان العدو سيلقى العقاب والرد المناسب».

وقتل ارحيم ومساعده أبو عاصي داخل السيارة التي استهدفتها طائرة هليكوبتر من طراز «اباتشي» قرب محطة دلول للبترول الواقعة في حي الزيتون جنوب المدينة. ونقل موقع «نداء القدس» عن مصادر فلسطينية قولها إن طائرة اباتشي حلقت على علو منخفضة واستهدفت السيارة التي كان يستقلها ارحيم وابو العاصي، وكانت من نوع «سوبارو» بصاروخ مما أدى إلى انشطار السيارة الى قسمين ومقتلهما وتفحم جسديهما. ويتهم جيش الإحتلال رحيم بانه كان يسعى في الأيام الأخيرة لتنفيذ عملية كبيرة، ويحمله مسؤولية سلسلة طويلة من العمليات نفِذت ضد أهداف إسرائيلية في القطاع. ويُنسَب إلى رحيم أيضًا الضلوع في إطلاق صواريخ«قدس» وقذائف هاون وزرع عبوات ناسفة وتجنيد فدائيين لتنفيذ عمليا تفجيرية.